شككت مصادر حقوقية في سير إجراءات التحقيق في جريمة اختطاف وتعذيب وقتل الطفل "مدين العمراني" (3 أعوام) في جريمة بشعة وقعت في إحدى عزل مديرية العدين، غرب محافظة إب (وسط اليمن)، أواخر أغسطس الماضي.

 

وعبرت المصادر للساحل الغربي عن استيائها من تعامل قيادة الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين والتباطؤ المتعمد والمماطلة في إجراءات التحقيق بعد مضي نحو 44 يوماً على الجريمة وبقائها داخل أروقة البحث الجنائي وإدارة أمن العدين ونزول العديد من لجان التحقيق إلى المنطقة دون أي نتيجة رغم أن تقرير الطبيب الشرعي أثبت أن الطفل "مدين العمراني" توفي مقتولا بطريقة بشعة بعد التعذيب والخطف ثم كتم النفس حتى فارق الحياة. 

 

واستنكرت المصادر إطلاق قيادة مليشيا الحوثي المعينة في إدارة أمن مديرية العدين سراح كافة المتهمين والموقوفين المحتجزين على ذمة قضية الطفل "مدين عمر أحمد العمراني" تمهيدا لإغلاق ملف القضية بدلا من تقديمهم للمحاكمة.

 

وأبدت المصادر مخاوفها من محاولة تمييع القضية من خلال تغيير بعض الشهادات ومحاولات التلاعب وطمس الحقائق دون البت فيها من قبل الجهات القضائية المختصة أو إحالتها إلى النيابة الجزائية تحت متابعة وإشراف النائب العام مباشرة من أجل ضمان حفظ الأدلة والسير في تحقيق العدالة وتطبيق أشد العقوبة بحق الجناة في غضون أسبوع، لبشاعة هذه الجريمة وخطر عدم ردع مرتكبيها.

 

وحسب المصادر، فإن قيادات حوثية في إدارة البحث الجنائي وإدارة أمن مديرية العدين مهدوا منذ أيام الطريق لتبرئة الجُناة ومارسوا ضغوطاً وعمليات تخويف بحق والد الطفل الضحية وأسرته وزعموا أن مرتكب الجريمة (قرد).

 

ووفقاً للمصادر، فإن هناك متورطين في الجريمة من المنطقة على علاقة بمليشيا الحوثي ويغدقون الأموال لقيادات حوثية أمنية في إدارة البحث الجنائي وإدارة أمن مديرية العدين لتمييع القضية والمتاجرة بها ومحاولة طمس وإخفاء معالم الجريمة.

 

وحذرت المصادر، من التستر على الجناة أو المماطلة والتقاعس والتواطؤ وعدم تقديم المتهمين بارتكاب الجريمة للعدالة، وما يخلفه ذلك من أثر سلبي على المجتمع وتراجع القيم وتفشي جرائم القتل وتقوية العصابات على حساب المواطنين.

 

وفي 30 أغسطس الماضي، عثر مواطنون على جثمان الطفل مدين عمر احمد العمراني، مرميا في أحد الشعاب وعليه آثار تعذيب بعد أيام من اختطافه من أمام منزله، في جريمة وحشية وقعت في عزلة بني عمران مديرية العدين، غرب محافظة إب.

 

وأثارت الجريمة الوحشية بحق الطفل "مدين العمراني"، غضب وتنديد اليمنيين كافة، وتحولت إلى قضية رأي عام، وما يزال مئات المواطنين والناشطين يتداولون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر جثمان الطفل الضحية العمراني، معبرين عن تضامنهم مع أسرته، وطالبوا سلطات الأمر الواقع الحوثية بالكشف عن الجناة وإلقاء القبض عليهم، داعين إلى سرعة القصاص من مرتكبي الجريمة.