مصير مئات المختطفين في صنعاء: "اعترافات مصورة" تحت الإكراه و "ابتزاز مالي" للأقارب و"ترهيب محامين"

  • صنعاء ، الساحل الغربي، خاص:
  • 08:59 2023/10/06

لا يزال مصير المئات من الشباب والمواطنين مجهولاً بعد نحو أسبوعين من تعرضهم للاحتجاز والخطف في شوارع العاصمة اليمنية صنعاء من قبل مجاميع مسلحة وآخرين يرتدون أزياء الأمن تابعين لمليشيات الحوثي خلال حملة قمع امتدت أياماً وطالت احتفلات وتجمعات شعبية عفوية وسلمية لتحية ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 وعيد أعياد اليمن الجمهوري.
 
ورغم بيانات الشجب والتنيديد والمطالبات المحلية والدولية بإطلاق سراح المحتجزين بصورة فورية، إلا السلطات الانقلابية تجاهلت جميع الأصوات وتواصل احتجاز وتغييب أعداد كبيرة غالبيتهم من الشباب في صنعاء. فضلا عن آخرين في محافظات أخرى مثل إب والضالع وذمار والحديدة.
 
انتزاع اعترافات مصورة
 
وأعلنت مصادر حقوقية في صنعاء، تحدثت مع الساحل الغربي، عن مخاوف حقيقية على سلامة وحقوق مئات المحتجزين، كاشفة النقاب عن توجهات لأجهزة أمن مخابرات الانقلابيين لفبركة اعترافات مسجلة ومصور تحت الإكراه والقهر تمهيداً لعرضها في وسائل الإعلام والتذرع بها لتقديم المعتقلين للمحاكمات، بتهم مختلقة من بينها أن الاحتفالات ومظاهر التجمع السلمية لتحية يوم وطني وذكرى تاريخية عظيمة كانت جزءُ من "مؤامرة لحساب أطراف حارجية" وغيرها من الذرائع التي تلصقها المليشيات بالخصوم والمعارضين وأصحاب الراي السلميين.
 
ابتزاز مالي
 
في سياق متصل كشفت معلومات أدلى بها أقارب محتجزين ومخطوفين، اطلع عليها الساحل الغربي، عن عمليات ابتزاز مالي وطلب مبالغ كبيرة لقاء الإفراج عن أقاربهم المعتقلين فس سجون استخبارات وأمن المليشيات، في تكرار لوقائع مشابهة حدثت وتحدث باستمرار في صنعاء وبقية المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب الحوثي، حيث تتكرس جرائم وعمليات القمع والخطف والحجز والتغييب كوسيلة للابتزاز المالي.
 
تهديدات تلاحق محامين
 
على صلة بالقضية، أكد محام ومقربون من ناشطين قانونيين ومدافعين عن الحريات في صنعاء، تلقي هؤلاء لتهديدات متكررة تمس السلامة الشخصية والحياة وتطال الأسرة والأقارب، فضلا عن التهديد بأخذهم تحت طائلة اتهامات من قبيل "الخيانة" و "العمالة" و "التخابر مع العدوان"، في إطار حملة ترويع وملاحقة مستمرة على خلفية حملة الاعتقالات والاختطافات منذ عشية 26 سبتمبر الماضي.
 
"استعراض قاس للقوة وازدراء صارخ للحق في حرية التعبير"
 
قالت منظمة العفو الدولية يوم 2 أكتوبر، إن "سلطات الأمر الواقع الحوثية نفذت موجة مقلقة من الاعتقالات طالت عشرات المتظاهرين الذين كان أغلبهم مسالمين، على خلفية تجمعهم لإحياء الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر/أيلول. وتدعو المنظمة سلطات الأمر الواقع الحوثية إلى الإفراج فورًا، ومن دون قيد أو شرط، عن جميع المتظاهرين المحتجزين لمجرد أنهم مارسوا سلميًا حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي."
 
وقالت غراتسيا كاريتشيا، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: "في استعراض قاسٍ للقوة، نفذت سلطات الأمر الواقع الحوثية موجة واسعة النطاق من الاعتقالات، مما يدل على ازدرائها الصارخ للحق في حرية التعبير والتجمع السلمي. يتعين على السلطات الإفراج فورًا ومن دون قيد أو شرط عن جميع المحتجزين لمجرد ممارستهم لحقوقهم سلمياً".
 
"إنه لمن المشين أن يجد المتظاهرون الذين يحيون ذكرى لحظة تاريخية وطنية أنفسهم يتعرضون للهجوم والاعتقال ويواجهون تهمًا لمجرد تلويحهم بعلم البلاد. وتوضح حملة القمع المروعة هذه المدى الذي يمكن لسلطات الأمر الواقع الحوثية الذهاب إليه من أجل خنق حرية التعبير في المناطق الخاضعة لسيطرتها".
 
وقال بيان العفو الدولية إنه "في 26 سبتمبر/أيلول، وهو التاريخ الذي يصادف تأسيس الجمهورية العربية اليمنية في عام 1962، خرج الناس إلى الشوارع في المحافظات في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك في صنعاء وإب والحديدة، حاملين أعلام الجمهورية اليمنية للاحتفال بالذكرى السنوية."
 
وقال أحد المحامين، وهو عبد المجيد صبرة، الذي يتابع قضايا 20 شخصًا اعتقلوا في أعقاب المظاهرات، إن الشرطة أبلغته بوجود مئات المتظاهرين المحتجزين حاليًا في مراكزها المختلفة في صنعاء. 
 
محامية يمنية شاركت في المظاهرات في صنعاء
 
وقالت محامية أخرى، شاركت بالمظاهرات في صنعاء، لمنظمة العفو الدولية إن مؤيدي الحوثيين وأفراد من القوات المسلحة الحوثية هاجموها هي وغيرها من المتظاهرين، وصادروا أعلامهم بعنف في أحياء صنعاء، بما في ذلك في حيي جولة العلم وجولة عصر. وأوضحت:
 
"هاجَمَنا أنصار الحوثيين الذين يرددون شعارات مؤيدة لهم في جولة العلم. ورشقونا بالحجارة بينما كنا في سياراتنا. ولوى أحد مؤيدي الحوثيين ذراعي وهو ينزع العلم بعنف من يدي."
 
"وفي جولة عصر، صادر أفراد من القوات المسلحة الحوثية العلم بالقوة من يد الفتاة التي كانت معي في سيارتي، وداسوه بأقدامهم وهم يرددون شعار الحوثيين. كما رأيتهم ينقضون على رجل يقود دراجته النارية ويصادرون العلم الذي كان يحمله. تعرضنا للاعتداء ونعتنا بالخونة. شعرت بالإذلال … كان هذا اعتداء على كرامتي وإنسانيتي".
 
كما رأيتهم ينقضون على رجل يقود دراجته النارية ويصادرون العلم الذي كان يحمله. تعرضنا للاعتداء ونعتنا بالخونة. شعرت بالإذلال … كان هذا اعتداء على كرامتي وإنسانيتي
 
عنف.. وتهم غامضة
 
"وقد تحققت منظمة العفو الدولية من لقطات تظهر عناصر القوات المسلحة الحوثية وهم يعتقلون المتظاهرين. ويظهر مقطع فيديو أحد المتظاهرين وهو يعاني من إصابات في الرأس."
 
وكانت المظاهرات سلمية إلى حد كبير على الرغم من أن عددًا صغيرًا من المتظاهرين ألقوا الحجارة في حوادث معزولة.
 
وقال عبد المجيد صبرة، المحامي الذي يتابع قضايا 20 متظاهرًا محتجزًا، إن العديد من المتظاهرين يواجهون تهمًا غامضة مثل خلق "الفوضى" و"التحريض من أطراف أخرى". وقال المحتجزون الذين تحدث إليهم إن قوات الأمن استهدفتهم لحملهم العلم الوطني لليمن.
 
خلفية
 
"منذ 2015، وثقت منظمة العفو الدولية كيف تستخدم سلطات الأمر الواقع الحوثية أساليب قمعية لخنق الحق في حرية التعبير وإسكات المعارضة السلمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها من خلال مضايقة الصحفيين والنشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من الأفراد وتهديدهم واحتجازهم تعسفيًا ومحاكمتهم بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير."
 

 

ذات صلة