اختطف الحوثيون وغيبوا "خالد" ثلاث سنوات وأطلقوه مقابل فدية!

  • تعز، الساحل الغربي، ضيف الله الصوفي:
  • 02:58 2023/09/10

بعد ثلاث سنوات.. الحصول على قرار الإفراج، مقابل فدية مالية تقدر بمليون ريال يمني
 
تفاجأ الشاب خالد حمود، 28 عامًا، بقرار إيقاف الحوثيين عدداً من السيارات رباعية الدفع، عند أول نقطة أمنية لهم في طريق الأقروض -الشريان الرئيسي من المدينة وإليها- وهناك كانت مهمة أحد المسلحين، التحقق من هوية المسافرين، ومعرفة الهدف من السفر.. لحظات حتى اقترب من خالد، وسأل بحزم: أنت داعشي؟ وتابع بسؤال آخر، خارج الحوبان ترفع إحداثيات؟
 
لم يكن يعرف الشاب أن الاختيار قد وقع عليه، رد بهدوء: "أنا طالب، أدرس مختبرات طبية، وخرجت اليوم أزور والدتي في المستشفى". وبلهجة آمرة، قال الجندي: "انزل، أنت ضيفنا، وبالصالح ستحكي التفاصيل كلها". بهذه البساطة، يقرر أحدهم مصيرك، وبدون مساومة، أو اعتراض تجد نفسك أسيرًا لدى الجماعة، قال خالد.
 
 
في منتصف 2017، كان يقصد خالد منطقة الحوبان، المدخل الشرقي لمدينة تعز، بهدف زيارة أسرته، إلا أن جماعة الحوثيين، حالت بينه وبين ذلك الوصول.. يروي الشاب تفاصيل الحادثة لـ"الساحل الغربي": "أخذونا من السيارة إلى الطقم مباشرة، ربطوا رأسي بقماش أسود، وما عرفت إلا عندما وضعوني في زنزانة مظلمة".
 
 
يومان مرا على خالد، بدون طعام أو شراب، لا يجرؤ على رفع صوته، أو المطالبة بما يسد رمقه، وفي ثالث أيام الاختطاف بدأت طقوس التحقيق، يرافقها تعذيب جسد السجين.. "تعرضت للضرب المباشر، وعشت أقسى الأيام.. تصور من شدة العذاب، كنت أدخل بغيبوبة، وما أصحو إلا بعد ما يرشونا بماء بارد.. التعذيب عندهم مرعب".
 
بعد أعوام ثلاثة من الاحتجاز، لجأت أسرة الشاب إلى أحد قيادات هذه الجماعة، والذي بدوره دخل بجولة مفاوضات مع اللجنة المسؤولة عن سجناء الصالح، ليتمكن من الحصول على قرار الإفراج، مقابل فدية مالية تقدر بمليون ريال يمني.. لقد عاد الشاب إلى حضن أسرته، بوجه شاحب، يعاني حالة انعزال، فضلًا عن معاناته النفسية، التي حاول تجاوزها بأقل الخسائر.. أما اليوم، يكتفي بوصف سنوات الاعتقال بالموت، فالسجون قادرة على تجميد الحياة والزمن، كما يقول.
 

ذات صلة