للمرأة اليمنية تاريخها النضالي في الماضي والحاضر من سبتمبر إلى ديسمبر، يبرز دورها في مواجهة السلالة الإمامية ونظام الملالي الحوثي.. تتشابه المسميات والأفكار الرجعية الكهنوتية وتتحدد روح النضال والمقاومة ضد الكهنوت الحوثي، ومن "تحفة حبل" إلى "هناء الشرجبي". 

 

نضال لأجل الحياة 

 

"مقارعة المليشيا الحوثية ومواجهة مشروعها الظلامي ضرورة لاستمرار الحياة والخروج إلى النور". هكذا تقول الأستاذة هناء سعيد حسن الشرجبي، في حديثها للساحل الغربي عن دور المرأة في مواجهة الكهنوت. 

 

وتضيف: مع عودة وجه الإمامة واحتلال صنعاء من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تدهورت أوجه الحياة بشكل عام.. تدهور في الناحية الأمنية وتراجع كبير في الاقتصاد وتفشي الفقر، وتدنٍ في مستوى التعليم، وتجريف الهوية الوطنية والعقائدية والتعليمية، مع تفشي الأوبئة والأمراض القاتلة نتيجة منع اللقاحات وتدهور القطاع الصحي. بالإضافة إلى تفكك وهدم النسيج الاجتماعي بعودة ظاهرة التمييز الطبقي الطائفي والعنصري وانتهاكات للفئات المستضعفة، والتجنيد الإجباري للنساء والأطفال، والهتاف بالموت وفتح أبواب مقابر وجنائز لا تنتهي... كل ذلك دفع المرأة للنضال والانتصار للحياة في وجه دعاة الموت ومواجهة المليشيات بالسلاح والقلم، بالسلم والحرب، بالثقافة والفكر والعمل وبمختلف المجالات الممكنة. 

 

تؤكد الشرجبي: "تصدينا للكهنوت الحوثي بكل الطرق السلمية من المظاهرات حتى بداية الحرب وما زلنا مساندين للجيش بالقول والفعل".

 

كناشطة مجتمعية وسيدة أعمال سخّرت "الشرجبي" قلمها لكشف الحقائق، ونقل معاناة المواطنين بهدف تنشيط الذاكرة المجتمعية من أجل خلق رأي عام تجاه المعاناة التي خلفتها مليشيات الحوثي.

 

بالإضافة إلى مناصرة القضايا الاجتماعية والسياسية العادلة واستعادة الدولة والجمهورية بمختلف الطرق: الوقفات الاحتجاجية، إقامة ندوات والاشتراك بورش وحملات مساءلة مجتمعية محلية ودولية. 

 

 

نساء تعز أنموذجاً

 

صمود نساء تعز على مدى فترة الحرب يبرهن على مدى كفاح ونضال المرأة اليمنية في مواجهة الكهنوت الحوثي، يمكن القول إن كل امرأة صامدة في تعز، رغم الحصار، تمثل جبهة محورية لمواجهة الكهنوت فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، حيث اتجه كثير من النساء إلى فتح مشاريع صغيرة للتغلب على الضغوطات الاقتصادية.

 

كما برزت أيضاً في مجالات عدة، سياسية واجتماعية، حتى المرأة البسيطة ناضلت في التغلب على صعوبات كثيرة، تحملت أعباء انعدام وندرة الغاز المنزلي وانقطاع الماء والكهرباء، وعادت إلى استخدام الوسائل البدائية البديلة.. وكثير من النساء فقدن أزواجهن وأبناءهن في جبهات القتال أو بالقصف والقنص والألغام التى تزرعها مليشيات الحوثي، ورغم ذلك تحملن الأعباء الداخلية والخارجية. 

 

 

رسائل

 

وجهت هناء الشرجبي رسالة لكل نساء اليمن، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية، لمواجهة سرطان الأمة "ثقافياً وفكرياً، بالرصاص والقلم والكلمة"، والحفاظ على أبنائهن وأهاليهن من الغزو الفكري والتحريف للقيم ومبادئ الإنسان، والحفاظ على الهوية اليمنية وتاريخها العريق وتخليد أهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة.

 

كما هي رسالة لمجلس القيادة الرئاسي لمواجهة المشروع الحوثي ليس بالسلاح فقط بل بالفكر والصحف والإعلام والسياسة وكل الوسائل الممكنة، وكشف ماذا تعني ولاية الفقيه والإمامة الرجعية ومخلفاتها ومخاطرها، وتسخير جهود حقيقية لمحاربة الفكر بالفكر والرصاص بالرصاص.. وأنه لا سلام مع الكهنوت ولا تسامح.