"صهاريج يتير" المنسية.. 3 آلاف عام: شواهد أخرى على الحضارة اليمنية (صور)
- الباحث: جبر محمد حسين الحديجي
- 11:31 2023/08/19
مابين حاضر بائس وتاريخ ضارب في الابداع والعراقة ظهرت مدينة يتير الاثرية بني حديجة مديرية الحداء بمحافظة ذمار كأنما اراد ملوك حمير تذكير احفادهم اليمنيون بقدراتهم وشأنهم العظيم .. فيما تبدو مدينة يتير المنسية خصبة بالاثار الحميرية القديمة والتي يزيد عمرها عن 3000 سنة تغيب الدولة والمهتمين عن المشهد ولم تقم الجهات المعنية بدورها في البحث والتدوين واعطاء هذا الاكتشاف حقه من الاهتمام والبحث ولولا جهود ابناء المنطقة في نشر وتوثيق تلك المعالم لم يكن ليصلنا اي علم بها ..ووفقا لابناء المنطقة فان هذة المدينة تحتوي قصور المملكة الحميرية ومدافنها ومصارف المياةوالانفاق التي تعتبر اكتشاف جديد للحضارات اليمنية لم يعلن من قبل اكتشافها التي تبرز ابداع وخبرة الانسان اليمني قديما ومكانته الحضارية انذاك.
وسبق ونشرنا عن الانفاق الاثرية التي تم اكتشافها في هذة المنطقة و التي نحتت في الجبال ويبلغ طول احد الانفاق 240متر وارتفاعة 7امتار والاخر طولة 100متر وارتفاعة 5امتار.
وكما يوجد في هذة المنطقة قلعة الحطمة والتي عثر فيها على القبور الملكية المنحوته في صدور الجبال مايزيد على 60قبر صخري ملكي من ملوك اليمن الذين حكمو اليمن قديما كانت مقبرة لملوك سباء وحمير.
صهاريج يتير: ٣ آلاف عام.. شاهد آخر على الحضارة
وسنتحدث في هذا التقرير عن الصهاريج المائية او (البرك) حسب ما نقل لنا احد ابناء القرية الاخ جبر محمد حسين وابرزها بركة جبل الظليعية اوماتسمى بركة الزيادة وبركة جباحر.
- بركة الزيادة وتعتبر اعجوبة هندسية عظيمة و تمثل ابرز واقدم الحلول التي ابتكرها الانسان اليمني قديما لتخزين المياة وتجميع مياة الامطار واستخدامها في الزراعة والري .
وهي بركة ماء او خزان منحوت في الصخر في سفح الجبل ويتميز بحجمها الكبير وشكلها المربع ويتوسطها عمود . والغرض من العمود هو لمقياس ومعرفة منسوب الماء وكم بلغ ارتفاعه كما يوجد قناة تصريف المياه التي يسقون بها المزارعين مزارعهم.- حيث وان الخزان كما نشاهد في الصور منحوت نحت يدوي بسفح الجبل لحفظ مياه الأمطار مما يجعله قوي ومتين وقادر على تحمل الظروف القاسية مثل العواصف والزلازل.-كذالك كما نشاهد تم نحت الدرج على الصخر لكي يساعد على سهولة النزول للتحكم بفتح وإغلاق مجرى المياة للري. - تم نحت العمود الوسطي للخزان من نفس الصخرة لكي يقاوم الانهيار ويبقى ثابت وفعال وهذا حل جيد في تلك الفترة بسبب عدم توفر تقنيات بناء حديثة.- شكل الخزان مربع الشكل بضلع 23 متر طول في عرض وارتفاع 4 متر اي انه يتسع إلى 2116 متر مكعب بما يكفي لتخزين 352 وايت ماء سعة 6000 الف لتر.
- بركة جباحر التي كان اسمها قديما بركة جبل آل وضنع كما ذكرت هي وبركة الزيادة في النقش المسندي.
وهي ايضا نحتت في الجبل نحت يدويا طولها 17متر وعرضها 15متر في ارتفاع 7امتار وفيها اثنان عمدانمن نفس الجبل ملتصقان من اعلى الى اسفل لدعم السقف من السقوط.كما ان العمود الواحد تربيع 1 واحد متر مربع و يوجد بها ايضا قناة لتصريف المياة في اسفلهاكما يوجد هناك فتحة مدورة لدخول المياة منها في الزاوية العليا اليمنى لدخول المياة وهي مليسة بالقضاض الذي كانو يستخدمونة قديما مثل الاسمنت تمامآ في وقتنا الحالي.
تم شرح النقش المرفق في الصورة من قبل الاستاذ علي ناصر صوال والذي ذكر فيه البركة المنحوتة في الجبل.تابعة لمدينة يتير الحطمة بني حديجة.
وهذا نص النقش كمايلي :
[1] مرم / يشعر / وبنهو/ أل قدم / بني / تلأ /و ...[2] ..ن / فعلي/وبرأ/ بركي/علن/معرمن/ذي/سون/ريد [3] صنمم /وريد/ أل وضنع/وبركن/بيشن/ذ فنوهو/بمنشأن [4] ومكيلتن/ ذ سون/ مغرن / ول/ يعتبرنن/كل/إل ألتن/ أرض [5] ن/وسميم/لبأستم/ونكيتم/مقيمت/وكل/ ذقنو/أسـ [6] د /وسهم/ يخطأن/وهبأسن/وسَلق/وحقرم/ مدم/وبن [7] رمتم/أبرك/ ومكيلت/ذ كرب/ذن/ سطرن/وذيبن/نهـ [8] مو/ وصيد/وهرج/بهو/نمسن/أبعلهمو ..
المعنى كمايلي :
[1] مرام يشعر وإبنه إل قدم من بني تلا ... [2] أقاما وشيدا بركتي (حوضين مياه) علان المعرم الذان بإتجاه جبل[3] صنم وجبل آل وضنع وبرك (وحوض مياه) بيشان الذي مزرعته في المنشأ[4] والقناة (الساقية) الذي بإتجاه المغر وهم بذلك راجيين من كل آلهة الأرض[5] والسماء أن تضع حداً لكل مؤذى وسيئ الأعمال وكل طامع[6] محارب وخادم يخطئ ويضر ويصَعدَ على الجِدران وأي عمل قبيح ومن[7] رمى (بالحجارة) البِرك (الأحواض) والقنوات التي بحانب هذا المسند والذي يتبين[8] أنه تصيد وذبح (في هذه الأحواض والقنوات) يتم إبلاغ سادتهم ...
التوضيح :
• مرم/ يشعر : مرام يشعر ، هو صاحب النقشوبنهو/إل قدم : وإبنه إيل قدم • بني/تلأ : من بني تلأ • فعلي : فِعلا ، أصلحا ، أقاما وهذا اللفظ موجود في الدارجة يستعمل بكثرة فيقولون فلان فِعل بيت أو فلان فعل برك ماء أو فعل سور بيت كبير أو جميل .• برأ : بنى ، شيد بناء• بركي : بركي هنا جاء اللفظ بالتثنية والمفرد برك بمعنى حوض ، صهريج مياه• ذي : إسم موصل للمثنى المذكر المقصود بها اللذان • سون : إسم إشارة (سوى) أي بإتجاه كذا ، كذلك هذا اللفظ يستخدم في الدارجة المحلية في هذه المناطق بنسبة 100%• ريد : جبل • ول/ يعتبرنن/كل/إل لتن : ولـ تضع الألهة حداً لكل من يعتدي أو يضر تلك المشاريع .• وسميم : والسماء • لبأستم : لأذى ، لبأسا• نكيتم : نكاية ، شر ، سوء• أسد : رجال محاربون ، جند• سهم : أي خادم • هأبسن : أضر ، أتلف • سَلق : لم أجد هذا اللفظ في المعجم السبئي لكنه جاء في المعاجم العربية بنفس المعنى وبنفس الإشارة لحرف السين (السامخ) سَلَقَ بمعنى سَلَقَ الجِدَارَ أي صَعِدَ عَلَيْهِ• وحقرم/مدم : وأعمال قُبح • رمتم : من الجذر رمت وجاء المعنى في المعاجم العربية بمعنى (رَمَى) بصيغة (فعل) رمَى رمَى إلى ، رمَى بـ يَرمِي ، ارْمِ ، رَمْيًا ورِمايةً ورَماءً ، فهو رامٍ ، والمفعول مَرْمِيّرَماهُ بِسَهْمٍ : أَطْلَقَهُ عَلَيْهِ ،وقد جاء في سورة الفيل آية 3 قوله تعالى {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابيلَ تَرْميهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} والرِّمُّ : ما يَحْمِلُهُ الماءُ ، أَو ما على وجْهِ الأرضِ من فُتاتِ الحَشيشِ ، • ذ كرب/ذن/سطرن : الذال بادئة لفظية يقصد بها حسب السياق (ذي) بمعنى (الذي) أي الذي قرب هذا السطر ويُقصد بالسطر خط المسند هذا .وذ يبن : الواو حرف عطف والذال يقصد به ذي = الذي ، يبن = يبان وهذا للفظ معروف في الدارجة بمعنى يتبين ، يظهر أي والذي يتبين أو يظهر .• نهمو : انهم هنا جاء اللفظ بدون ألف الوصل لأن النقوش تعتمد إسقاطها لغاية لغوية دقيقة • نمسن/أبعلهمو : إبلاغ سادهم . لم أجد مثل اللفظ (نمسن) في نقوش أخرى ولا في المعجم السبئي لكن من خلال السياق أعتقد أن المقصود منه هو (إبلاغ) سادتهم ربما بطريقة سلسة أشبه ما تكون إبلاغهم سِرًّا .
#الحطمة_بني_حديجة
#مديرية_الحداء
#محافظة_ذمار.