بتر لغم رجلها ويدها واقعدت زوجها رصاصة قناص حوثي.. مأساة أسرة وقعت ضحية التوحش الحوثي
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/10/13
تعز - منبر المقاومة -عبدالصمد القاضي في شهر يناير من العام 2015 دفعت قذائف مليشيا الحوثي أسرة أروى حسن سعيد، كغيرها من سكان مدينة تعز إلى النزوح باحثة عن مأوى يبعدها عن جرائم الحوثي التي لا تتوقف بحق المدنيين، غير أن طرد المليشيات المرتبطة بإيران من حي كمب الرؤوس شرق مدينة تعز أتاح لها العودة مع أسرتها إلى منزلها. كان ذلك في ديسمبر 2017 و كانت آمال الأسرة أن تتبدل حياتها من واقع النزوح والتشرد المريرين إلى حياة أفضل، لكن ويلات المليشيات وجرائمها، ظلت تلاحقها، ففي بداية الأمر تعرض زوجها لرصاصة قناص حوثي في يناير 2018 أثناء عمله في مجال البناء بمديرية صالة.شكلت تلك الحادثة نكسة في حياة الأسرة المعيشة كما ضاعفت من ظروفها الصعبة بعدما أقعدته عن العمل، فيما تركت الإصابة التي تعرض لها في الجزء الأسفل من الظهر، أثارها السيئة على قدرته على الحركة و ظل لسنوات عدة يستعين بعكازين لمساعدته على السير.فقدان الأسرة لدخلها البسيط دفع الزوجة لتحمل جانب من المسؤلية ونظرا لإنعدام غاز الطهي أضطرت للذهاب إلى أماكن بعيدة لجلب أعواد الحطب من أجل إستخدامها في إعداد وجبات الطعام اليومية لأطفالها وزوجها المقعد.في صباح التاسع من مارس 2018 تركت تلك المرأة طفليها على أمل أن تعود قبل الظهيرة لتذهب بغرض جمع الحطب، من منطقة ريفية تبعد من منطقتها بمسافة ليست بعيدة. تقول أروي، لمنبر المقاومة، جمعت الحطب و ربطته بالحبل وحملته على رأسي، وقررت إختصار طريق العودة إلى المنزل بطريق فرعي بدأ الأقرب والأسهل.كانت خطواتها متسارعة إذ يشغل بالها طفليها الصغار، لكن قدمها اليمنى داست على لغم زرعته مليشيا الحوثي قبل فرارها من تلك المنطقة.. قذف بها الإنفجار في الهواء وحطم عظام ساقها الأيمن ويدها فيما توزعت الشضايا في كافة أنحاء جسدها.تضيف المرأة البالغة من العمر نحو 37 عاما لمنبر المقاومة، تسبب الإنفجار في قطع طريقي وبتر قدمي وحال بيني وبين أطفالي الواقفين في نوافذ المنزل لإنتظاري مثل كل يوم.تواصل والحزن يسيطر على تفاصيل حديثها، كان الإنفجار قويا وسمع لمسافات بعيدة لكن لا أحد يعلم ما الذي حدث، فيما ظللت ملقية على الأرض ما يقارب من نصف ساعة.بعد مرور ذلك الوقت شاهدها أحد الأشخاص المارين بالطريق ذاتها بالصدفة ليحتشد المسعفين ويحملوها على اكتافهم إلى مستشفى الروضة وهي في حالة يرثى لها.قرر الاطباء بتر قدمها من أسفل الركبة ويدها اليمنى، فيما أفقدها الحادث القدرة على التحكم بحركة يدها اليسرى.بعد تعافيها من جراحها أضحت عاجزة عن القيام بأعمال منزلها ورعاية أطفالها ليكبروا وتكبر معهم حالتهم النفسية وفجائع تحاصرهم على يمينهم أب نصف عاجز وعلى شمالهم أم طريحة الفراش، ومتربص حوثي مايزال على أسوار المدينة يرشقها بالقذائف والرصاص كل يوم.