حملات مسعورة وعمليات دهم واختطافات.. الحوثي يُطلق يد مليشياته لاستهداف مخالفيه

  • عدن، الساحل الغربي، وليد العمري:
  • 06:08 2023/06/07

الحوثي يُطلق يد مليشياته لاستهداف مخالفيه في مناطق سيطرته (تقرير)
 
كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في الأسابيع الماضية، حملات مداهمات واختطافات استهدفت تجمعات ومساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم تابعة لمخالفيه في العقيدة والمذهب من الأفراد والجماعات الدينية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في إطار فرض خطابها ونهجها الأحادي الطائفي المستورد من إيران. 
 
وداهمت مليشيا إيران الحوثية في سلسلة من الحملات المسعورة منزلاً كان يحوي تجمعاً للبهائيين وثلاثة من مساجد السنة والسلفيين في صنعاء وإب وأغلقت أحدها واختطفت العشرات من الطلاب الذين كانوا يحضرون دروساً علمية بداخلها وحولت بعضها إلى مراكز صيفية مغلقة لتعبئة عقول الأطفال والنشء بالأفكار الطائفية.
 
وفي أواخر شهر مايو، اقتحمت مجاميع مسلحة ملثمة تابعة لمليشيا الحوثي تجمعاً للبهائيين العُزَّل في صنعاء، واعتقلوا وأخفوا قسرًا ما لا يقل عن 17 شخصًا، من بينهم خمس نساء والذي تزامن مع  الاجتماع السنوي السلمي للبهائيين وسط أنباء عن عزم المليشيا تهجير عدد منهم إلى خارج البلاد.
 
وعقب الحادثة أدانت فرنسا وأمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، في بيانات منفصلة، "الانتهاكات السافرة" للحوثيين بحق البهائيين في صنعاء واعتبرتها انتهاكاً لحرية الفكر والحرية الدينية والتنوع الثقافي، وعبرت عن دعمها الكامل للشعب اليمني لحقه في حرية التعبير.
 
تأتي هذه الإدانة ضمن سلسلة إدانات واسعة لمنظمات حقوق الإنسان، والمدافعين عن حرية الرأي والفكر، لما تمارسه جماعة الحوثي من انتهاكات وجرائم بحق الأقليات في مناطق سيطرتها.
 
الأربعاء 24 مايو، اقتحمت مليشيا الحوثي، مسجد التوحيد بمدينة إب واختطفت إمام وخطيب المسجد "صلاح مطهر الصديق"، واقتادته إلى جهة مجهولة وقامت بطرد 400 طالب من مركز التحفيظ التابع للمسجد وحولته إلى مركز صيفي مغلق لتعبئة عقول الأطفال والنشء بالأفكار الطائفية المشبعة بثقافة العنف والكراهية.
 
السبت 13 مايو، أغلقت مليشيا الحوثي الانقلابية مركز "عمار بن ياسر" لتحفيظ القرآن الكريم في "حي النور" بمديرية الصافية، وسط صنعاء، بحجة أنّه لا يتبع "المسيرة القرآنيّة". في إشارة إلى نهج الجماعة وطائفيتها.
 
وفي 7 مايو، اقتحمت ذراع إيران مركزًا لتحفيظ القرآن تابعاً لمسجد السنة في حي سعوان بصنعاء عقب تطويقه بحراسة مشددة، واعتقلت الطلاب واقتادتهم إلى سجونها، بعد اعتدائها عليهم، وقامت بإغلاقه، الأمر الذي أثار غضب أهالي الحي.
 
وفي 1 مايو، اقتحم القيادي الحوثي "أحمد العصري" المُعيّن من المليشيا مديرا لمكتب الإرشاد في إب، رفقة عشرات المسلحين، مسجد التوحيد، ونصّب خطيبا بالقوة بديلاً عن الخطيب السابق وذلك ضمن مشروعها لتطييف المجتمع.
 
وباشرت الميلشيا إجراءات مصادرة والاستيلاء على سكن إمام وخطيب الجامع "صلاح مطهر الصديق"، بذريعة أن السكن يتبع الإمام والخطيب السابق للمسجد "فيصل الغولي" الذي وصفته "بالخائن الفار من وجه العدالة والتحاقه بالعدوان"، وهي تهمة عادة ما تلصقها المليشيا بمعارضيها.
 
وفي 7 أبريل الماضي، داهمت مليشيا الحوثي مركز معاذ بن جبل لتحفيظ القرآن الكريم ومخبزًا خيريًا تابعا للسلفيين ومنزل الشيخ السلفي عبدالسلام النهاري في منطقة جدر بصنعاء، أثناء غيابه في مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة واعتدوا على زوجته وأطفاله، ونهبوا بعض ممتلكاته كما قاموا باختطاف نحو 40 من المصلين في المسجد ورواد المركز، أثناء قراءتهم للقرآن الكريم.
 
وتكررت اعتداءات المليشيات الحوثية على المساجد ودور تحفيظ القرآن الكريم من الاقتحامات إلى الاعتقالات والإغلاق والمصادرة لمساجد ومدارس السنة والسلفيين والدعوة في صنعاء وغيرها من المحافظات مثل ذمار وإب وريمة والحديدة، وتحويلها الى مراكز طائفية مغلقة او تدنيسها وتحويلها الى مجالس لمضغ القات والاستماع لمحاضرات زعيمها.
 
ومنذ انقلابها على الدولة حظرت مليشيا إيران الحوثية اقامة أي محاضرات وانشطة دعوية ودروس تحفيظ القرآن الكريم لكافة الأفراد والجماعات الدينية غير الموالية لها داخل المساجد ودور العبادة في مناطق سيطرتها حتى الانشطة الدعوية البعيدة عن أي ميول حزبي أو طائفي في إطار تكريس المنابر وتسخيرها لنشر افكارها الطائفية.
 
ويرى الناشط في شؤون الجماعات الدينية محمد فيصل، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أنه ‏كلّما خف الضغط الخارجي، وتوقفت الجبهات، وطالت الهُدنة، ضرب الحوثي بيدٍ من حديد على جميع مخالفيه وخصوصًا في المُعتقد والمذهب.
 
ويشير إلى أن جماعة الحوثي لم ولن تؤمن بالتنوع الديني والمذهبي أبدًا، ولكن هناك أولويات لدى الحوثي فقط، والمسألة مسألة وقت ويكون قد تخلص من جميع مخالفيه.
 
وتواصل مليشيا الحوثي منذ انقلابها في خريف 2014 انتهاك حرمة المساجد ودور القرآن الكريم واعتقال الخطباء والمرشدين غير الموالين لها في مناطق سيطرتها واستبدالهم بخطباء عقائديين تابعين لها وفرض خطابها الاحادي ونهجها وطقوسها الطائفية المستوردة من إيران على كافة منابر المساجد، بما فيها المساجد الشافعية دون مراعاة للتنوع المذهبي والتعايش السلمي المشترك، ضمن مساعيها الممنهجة لتطييف المجتمع وصبغه بالمذهب الشيعي والاثنى عشري والجعفري.

ذات صلة