"الهروب إلى الحرب" يسابق "الانشقاق": محادثات صنعاء أججت صراع المراكز الحوثية
- صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
- 01:06 2023/05/10
تعاني جماعة الحوثيين من أزمة داخلية عميقة ومتفاقمة، وتضرب مصادر حوثية متطابقة من الغرف الداخلية موعدا في مدًى منظور لخروج الخلافات وتبلورها هذه المرة بصورة فعلية وصريحة إلى العلن.
يصف مصدر مطلع ومقرب من مركز قيادي حوثي، تحدث مع الساحل الغربي، الموجة الأخيرة من الخلافات ومادة الصراع تختلف عن جميع سابقاتها، و حفزتها بصورة مباشرة استحقاقات التحول الإجباري؛ من صخب وميوعة مشروع وشرعية الحرب كما تلفع بها الانقلابيون العنصريون ثماني سنوات، إلى السياسة والمفاوضات ومتطلبات الحل السلمي ومرجعياته، تبعا للتطورات في مسار العلاقات السعودية الإيرانية بدرجة أولى وإلزامية.
هناك محاولات يائسة تبذلها الدوائر الحوثية المعنية للإبقاء على الغليان بعيدا عن الأنظار والرأي العام، رغم تسرب معلومات ورسائل بإشارات لافتة وتلميحات تكاد تكون غير مسبوقة تقصدتها قيادات كبيرة إلى مفاعيل "صراع بمعطيات صدام" في مستوى الدوائر القيادية العليا ومراكز تنافس وتنازع السلطات ومكاسبها.
الخلافات في الجولة الأخيرة، تعدت مسائل وقضايا النفوذ وتنازع السلطات والصلاحيات والمكاسب، وباتت تتمحور بصورة أخص حول حق وصلاحية القرار النهائي فيما يتعلق بتوجهات وسياسات الجماعة التي استطاعت أن تواري حرائقها الداخلية طوال السنوات الماضية خلف يوميات وذرائع الحرب والتحشيدات الاستنفارية وتنويع الأزمات العامة.
ومثلت محادثات صنعاء، أو زيارة الوفد السعودي الرفيع في شهر أبريل مفترقا حاسما ومحكا مصيريا قدح شرارة النار فاشتعلت في هشيم البيت الحوثي المسكون بعفاريت المصالح وتنازع حق وصلاحيات السلطة النهائية والقرار السياسي، ناهيك عن أدوار وحسابات ما بعد المفاوضات و السلام الذي لا مفر منه في نهاية المطاف حربا أو سلما.
في حديث مع الساحل الغربي، لا يستبعد المصدر القيادي الذهاب إلى جولة تصعيد وحرب عنيفة دون أهداف استراتيجية، حرب لأجل الحرب، تدفع إليها مراكز ودوائر حوثية على طرفي موقف ونقيض من المسار التفاوضي والسياسي، تزامنا أيضا فإن الهروب إلى الحرب هو على الأرجح خيار توافقي يوفر للجميع فسحة هامشية لتأجيل أخذ وإعلان الموقف والقرار البات والنهائي من مادة الصراع والمضي فيه.
"في كل الأحوال لا مفر من نقطة افتراق وتمايز خيارات ومسارات وإشهارها علنا. في هذا التوقيت يمكننا ليس فقط الحديث عن "انشقاق"، بل مشاهدته حقيقة."