العيد سبق الموعد إلى أوسان و35 ألف طفل في الساحل الغربي وتعز

  • حيس، الساحل الغربي، نجم المريري:
  • 12:45 2023/04/19

كأنها تعطي العيد إذناً بالوصول وقد أصبحت جاهزة بمتطلباته من الفرح، ربما هذا ما تقوله النظرات المؤملة للطفلة أوسان (7) أعوام، وهي تطالع الفضاء من نافذة مدرسة خولة بنت الأزور، بعد أن ارتدت هديتها العيدية المقدمة من العميد طارق صالح عبر خليته الإنسانية.
 
اكتشفت أوسان، بالتفاتة سريعة، أن هاوي تصوير يشاركها لحظات التأمل تلك، وحين أطلعناها على الصورة، ابتسمت بخجل، وعلى الفور ألقت في أذن أمها بضع كلمات تهامية هامسة، استوحينا مغزاها من ردة فعل الأخيرة إذ كانت أوسان ترفض استبدال الفستان بآخر أوسع، تنفيذاً لرغبة الأم.
 
 «اسمه اسماعيل، عمره زي عمري» تجيب أوسان على سؤال كان موجها إلى طفل آخر تساعده في ارتداء ملابس العيد الخاصة به، تقول أم التوأم، إنهما يتيمان، وإن إفراح الأطفال بالعيد كان أمرا صعبا قبل أن تبادر الخلية الإنسانية لفعل ذلك للعام الثاني على التوالي، إذ تؤكد «العام الماضي كنت سأبيع الأغنام القليلة التي نمتلكها لأتمكن من إفراح أطفالي قبل أن يخبرنا عاقل القرية أن الخلية الإنسانية ستقوم بكسوتهم».
 
حضور رسمي
 
أثناء الترتيب لتوزيع ملابس العيد، قام الحسن طاهر محافظ الحديدة إلى جانب الشيخ وضاح بن بريك القائم بأعمال أمين عام المكتب السياسي، بتسليم مجموعة من الأطفال المنتظمين في صفوف ما يناسب أعمارهم من كساء، في المقابل كان الاطمئنان يوزع حضوره في فؤاد كل أم ملأت براحتها المكان. 
 
 
وأبدى بن بريك، حرص العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي، على وصول المساعدات إلى الأسر المستحقة، مؤكدا أن «مشاريع أخرى قادمة وضعت بهدف رسم صورة عيدية في قلوب السكان وتقويض المآسي التي خلفتها حرب الكهنوت».
 
كما وصف الحسن طاهر محافظ الحديدة الذي دشن المرحلة الثانية من المشروع رفقة وضاح بن بريك، وصف المشروع بالإنساني الذي يلبي تطلعات المواطنين وجهود السلطة المحلية في تخفيف المعاناة المتزايدة للساكنين جراء التدهور الاقتصادي والغلاء المعيشي.
 
 
{{aqra}}
مسؤول الخلية الإنسانية قال إن التوزيع يأتي استمرارا لعملية تنفيذ برنامج الخلية الإنسانية الذي دشن في 10 رمضان بقيادة العميد طارق صالح لعدد من محافظات الجمهورية، في توزيع كسوة العيد والافراج عن المعسرين وتوزيع وجبة الإفطار. 
 
وأكد أن البرنامج يستهدف عدد 35 ألف طفل، توزعت ما بين مدينة تعز بعدد 20 ألف كسوة، و15 ألف كسوة لاطفال مديريات الساحل الغربي. 
 
عيد يهزم الإعاقة
 
«سليم» طفل في العاشرة من العمر، ربما يبدو معاقا حركيا بشكل خلقي، إلا أن لديه من النضج ما يكفي لأن يصنع فرحا يستقيم مع اسمه وإن جاوز عمره ويتمه «توفي أبي قبل سنتين والآن أمي تصرف علينا بس مش قادرين نشتري بمصاريفنا حتى فنيلة».
 
سألنا سليم عن شعوره اليوم، وهو سؤال ما كان لطفل آخر أن يعبر عنه بأطول من كلمة، عدا أن المفاجأة كانت «انا فرح لما حت(رأيت) مي(أمي) واخواني وخواتي فرحين».
 
 
يحلق الأطفال، على مقربة من سليم، حول الكاميرا، بعد أن أدركوا -بوشاية من الطفلة أوسان- أنها تؤدي وظيفة المرآة بمثالية عالية لمعاينة مدى توافق ملابس العيد مع مقاساتهم، هنا في باحة مدرسة خولة بن الأزور حيث تستكمل الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية المرحلة الثانية من برنامج كسوة 35 ألف طفل يتيم، في 10 مديريات من محافظتي الحديدة وتعز.

ذات صلة