طردتهم من ديارهم ولاحقتهم رصاصات قناصتها.. مأساة أسرة شردتها مليشيا الحوثي ودفنت حلمها
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/10/18
تعز - منبر المقاومة - عبدالصمد القاضيفي مارس 2016 أقتحمت مليشيات الحوثي قرية تبيشعة بمديرية جبل حبشي الواقعة غرب محافظة تعز، ونشرت فيها رائحة موت، وجعلتها عرضة للقنص والألغام والتهجير. بادي أجبرت المليشيا المرتبطة بإيران أكثر من 35 أسرة على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح ووعد بتفجيرها فوق رؤوس ساكنيها، إن لم يغادروها.نفذت المليشيات المرتبطة بإيران تهديداتها وفجرت تسعة منازل بشكل كلي، فيما دمرت ستة أخرى بشكل جزئي، فضلا عن سقوط عشرات الضحايا بسبب زراعة الالغام أو القنص والقصف بقذائف المدفعية.أسرة محمد امين المعصار واحدة من تلك الأسر التي أجبرتها المليشيات على النزوح والتهجير القسري من تلك القرية، تروي آمنة خالد هزاع (38 عاما) لمنبر المقاومة جرائم الملشيات الحوثية المدعومة من إيران التى قتل زوجها واعاقت طفلها ومرارة النزوح والتشرد. تقول، حين أقتحمت مليشيا الحوثي القرية والمناطق المجاورة في بلاد الوافي أحاطت المنازل بحزام من الألغام والعبوات المتفجرة ومنعت خروج المواطنين إلا في أوقات معلومة للضرورة مع المخاطرة والخوف من القناصة المرتقبة لأي تحرك، حتى أتى إنذار مفاجئ بإخلاء المنازل تحت تهديد السلاح وتفجير المنازل فوق رؤوسهم.كان زوجها محمد المعصار يعمل في المناطق المحررة، وطلب منهم ترك المنزل الهجرة إليه، ورفض رايها بالنزوح إلى قرى مجاورة لم يصلها الحوثين بعد لتقتصر طريق العودة إلى المنزل، لكن ولضيق مدة الإنذار لم تجد ملجاً سوى النزوح إلى زوايا المدينة المحاصرة.وذات صباح من أيام يوليو 2016 قتلت رصاصة قناص حوثي زوجها و أصابت عين طفلها وهم في طريق العودة إلى منزلهم المستأجر على متن باص بمنطقة الدحي. تضيف،حطمت الرصاصة جمجمة زوجها وتناثرت في حضن طفله عبدالرحمن بمشهد دامي لا يفارق ذاكره الطفل عبدالرحمن، الذي أصيب بشضايا بين عينه أفقدته جزء من الروية.خرج عبدالرحمن من المستشفى بندبه الشضية في وجهه وندوب مقتل والده في قلبه لاتزول.كلما يقف أمام المرآه ليرى جراح وجهه، يرى على صفيحة المرآه ملامح والده المقتول بفعل رصاصة قناص أراد افراغ طلقات البندقية قبل أن يعود للغداء مع أطفاله، ليعود عبدالرحمن يتيماً وويلات الفاجعه تطارده كشبح يتكرر في حياته منذ أكثر من أربعة أعوام.كان عمر عبدالرحمن 11 عاماً حين اصابته شضايا طلقه حوثي واحتضن اشلاء رأس أبيه، وهو في طريق الحلم ابتهاجاً بما يحملها من خيال خروجه الأول مع أبيه، ليحمل عبء ثقيل في سنه المبكر. لم يترك المدرسة بشكل نهائي لكن لا يحضر سوى الإمتحانات وقليلاً من الدروس العابرة ليعمل بائع متجول لقناني المياه بشوارع مدينة تعز، لاعالة اخوانه الثلاثة الأصغر منه عمراً وأخته الكبيرة وأمه الهائمة في حزن زوجها. تقول آمنة تركنا منزلنا لنحافظ على أرواح أطفالتا من بطش الحوثي لكن لا مفر من مليشا الموت الحوثية لتطاردهم في مكان نزوحهم.يقول عبدالرحمن محمد المعصار (15 عاما) كشاهد عيان لمقتل والده، عندما سقطت الرصاصة على رأس والدي تناثرت أجزاء من رأسه على حضني فيما أستقرت شضايا في وجهي وعيني ومن هول الفاجعة أغمي عليا حين شاهد الدم وإنقطاع صوت والدي.