مفكك ألغام الحوثيين المهندس فؤاد العامري.. فقد أطرافه ويريد العودة ويعاني من الإهمال

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 09:06 2023/04/02

"ألغام المليشيات الحوثية مبعثرة في كل الوديان والجبال والمنازل، لا يمكن التخلص منها بسهولة ولو بعد عشرات السنين". 
 
مهندس الألغام فؤاد عبدالله قاسم العامري، ثلاث إصابات متتالية تعرض لها ، خلال رحلته الإنسانية لنزع الألغام التى زرعتها مليشيا الإرهاب الحوثية في مدينة تعز وضواحيها. ورغم إصابته المتكررة لم تنكسر عزيمته بنزع الألغام وفتح الطريق أمام المدنيين والجيش بمختلف الجهات الأربع لمدينة تعز المحاصرة بالألغام والقناصة. 
 
يقول فؤاد العامري للساحل الغربي، إنه في البداية تطوع ليتدرب على نزع وتفكيك شبكات الألغام والعبوات الناسفة، لغرض مساندة الجيش وتسهيل عودة المدنيين إلى المناطق المحررة.
 
نضال مستمر رغم الإصابة 
 
تعرض مهندس الألغام العامري للإصابة ثلاثة مرات فقد على إثرها أطرافه السفلى ونصف يده. كانت أول إصابة أثناء تدريبه لتفكيك الألغام في مواقع الصلو، ولم تمض سوى أيام قليلة حتى تعرض للإصابة الثانية بذات الجبهة، لكن بطلقة قناص الإرهاب الحوثي: "صلوا عليَّ مع الشهداء يظنون أني قُتلت"، يقول فؤاد.
 
بعد إصابته بطلقة قناص، تعرض للحصار 12 ساعة حتى وصول مجموعة الفندم ناظم العقلاني وأخذوه مع الشهداء يظنون أنه قد استشهد، وصلوا عليه صلاة الجنازة ليتفاجأ الجميع أنه ما يزال على قيد الحياة. تم إسعافه إلى المستشفى لتلقي العلاج. 
 
يضيف العامري، إنه في يوم الجمعة 30 نوفمبر 2019م، كان المكان خطيراً في جبهات الصلو مع اشتداد المعارك وتقدم كتائب الشهيد عدنان الحمادي، فقررت نزع الألغام في الليل، تم نزع 12 لغماً فردياً، وما يقارب 9 عبوات ناسفة زرعتها المليشيات.
 
فنادى أحد الأفراد لمساعدته بأخذ الألغام منه ليُتم نزع باقي الألغام، لكن خطأً صغيراً حدث: انحرفت إصبع الرجل فوق لغم انفجر به وبترت أطرافه السفلى.
 
إهمال ومعاناة
 
 
"لو تم علاج وتركيب أطراف حديثة سهلة الحركة مستعد العودة لخدمة الجيش والمواطن وتعز واليمن". 
 
بحسرة يقول العامري: "كان في البدايه تجاوب محور تعز لعلاجي لغرض السفر إلى الخارج". 
قال له أحد الأطباء إنه لا يحتاج السفر للخارج ويتحمل مسؤولية استعادة أحد الأقدام قبل البتر. 
وبلغت تكاليف العمليات بمستشفى الروضة بتعز أكثر من "12 مليون ريال"، لم يكن هناك كادر طبي متخصص لعلاج الأعصاب، وبعد عام من الإصابة قاموا ببتر الرجل الثانية ليكمل حياته بعزيمة وكفاح بلا أطراف. 
 
تسببت الألغام الحوثية ببتر الأطراف السفلى وشلل نصف اليد اليمنى وإصبع ومفصل اليد اليسرى.. تتضاعف معاناته يوماً بعد آخر نتيجة تأخير العلاج اللازم.
 
تهجير قسري 
 
تعرضت أسرة العامري للمضايقات والتهديد من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية بسبب عمله في نزع الألغام في المناطق المحررة. والتهجير القسري من قبل المليشيات من منازلهم إلى مدينة تعز.
 
كفاح لأجل الحياة 
 
كان يأمل فؤاد أن يستمر في نزع الألغام وتفكيك العبوات، لكن شاءت الأقدار أن تمنعه من عمله الإنساني في وجه الموت والكهنوت.
خسر نصف جسده، وفقد كل الوعود التى طرحت على فراش مرضه منذ ثلاث سنوات، ولم يحصل على أطراف صناعية أو أي رعاية صحية سوى القليل من الدعم النفسي والمعنوي من زملائه. 
 
ولأجل استمرار الحياة أصر فؤاد على أن يعمل في بسطة للخضار ليعيل أسرته. 
 
مناشدة: 
 
يناشد المهندس فؤاد العامري، السلطة المحلية والمجلس الرئاسي وأعضاء المجلس بالنظر إلى وضعه الصحي والمادي والتوجيه بعلاجه وتركيب الأطراف الصناعية له سواء داخل اليمن أو خارجها.
 
واختتم العامري حديثه، أنه على استعداد للعودة لمهامه في نزع الألغام إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.

ذات صلة