أكثر من 25 مركز اعتقال وتعذيب في إب أكثرها وحشية سجن «بدير»
- الساحل الغربي، سلسلة حلقات - ماجد الحيلة:
- 08:35 2023/04/01
يبلغ عدد السجون التي تديرها مليشيا الحوثي في محافظة إب أكثر من 25 مركز اعتقال وتعذيب.. تنوّعت ما بين منازل ومدارس ومبانٍ لمؤسسات حكومية حولتها المليشيات إلى أوكار لإخفاء وتعذيب المناوئين لها من ذات المحافظة.
ومن بين أكثر هذه المعتقلات وحشية، منازل الشيخ أحمد علي مسعد بدير، حيث قامت المليشيا بعد سيطرتها على المحافظة بالاستيلاء على منازل علي مسعد بدير وتحويل بعضها إلى سجون.
يقع معتقل "بدير" في حارة طمحان بالقرب من الشارع العام بمديرية يريم، وهو منزل مؤلف من غرف كثيرة، يُعد سجناً سرياً خاصاً بالمعتقلين المناوئين لمليشيا الحوثي المنتمين لبعض الأحزاب من أبناء المحافظة.
■ اقرأ سلسلة تقارير:
يقبع بداخل السجن أكثر من خمسين معتقلاً، موزعين على غرف عدة، يقبع داخل كل غرفة من خمسة إلى عشرة معتقلين، معظمهم من أبناء محافظة إب، وآخرون من محافظات أخرى تم اعتقالهم من الطريق أثناء سفرهم بين المحافظات.
ويطلق الضحايا على سجن بدير اسم "الضغاطة"، ذلك أن المليشيا قامت بالحفر داخل كل غرفة وحولتها إلى ما يشبه غرف الصرف الصحي، لتقوم بإخفاء المختطفين بداخلها.
وبحسب الضحايا، فإن الغرف الأرضية ضيقة وعالية الرطوبة ولا يوجد بها أي نوافذ للتهوية، مما يجعل الغرفة مظلمة طوال فترة الاعتقال، وهذا ما يؤكده "الحسن" نجل الشيخ بدير خلال الإدلاء بشهادته.
أثناء التحقيق مع الضحايا المختطفين، يتم تجريد الضحية من كافة ملابسه وجعله في وضع مخزٍ، بعد عصب عينيه وتقييد كلتا يديه، كوسيلة ضغط لإجبار الضحايا على الاعتراف بمسودة اتهامات تجهزها لهم المليشيا مسبقاً.
وتتنوع أساليب التعذيب داخل سجن بدير، منها النفسي وأغلبها الجسدي، كالزج بالمختطف في قبو مظلم وحرمانه من الضوء لشهور طويلة، وكذلك ضرب المختطفين بالعصي والسياط بشدة للاعتراف بما لم يقترفوه.
■ اقرأ سلسلة تقارير:
ومن أنواع التعذيب في سجن بدير، عدم السماح للضحايا بالذهاب إلى الحمام، مما يضطرهم لقضاء حاجتهم في أحد أطراف الغرف الضيقة والصغيرة جداً، فينتج عن ذلك أمراض معدية بين المعتقلين.
لا يُسمح بعلاج أي مريض داخل سجن بدير مهما بلغت شدة مرضه، كون المليشيا تعتبر السجن مركزاً سرياً، ناهيك عن التغذية السيئة جداً والتي لا تأكلها الحيوانات، حد وصف الضحايا، وتقوم المليشيا بتقديم وجبة واحدة طوال اليوم لكل مختطف.
وبحسب الحسن علي بدير، نجل الشيخ "بدير"، فإن مليشيا الحوثي استحدثت ثلاثة سجون أخرى بجانب السجن الأول في نفس الحي، وكلها منازل تابعة لوالده الشيخ بدير، والذي قامت المليشيا بالاستيلاء على أملاكه عقب دخولها محافظة إب عام 2014م أثناء الانقلاب.