الهجمات السامة على مدارس البنات تغرق إيران.. الحرس الثوري يهون "مجرد شغب مراهقات"!

  • (الساحل الغربي iranintl.com) :
  • 11:21 2023/03/08

طالت الهجمات السامة يوم الثلاثاء أكثر من 50 مدرسة وجامعة إيرانية، بينما تعرضت أكثر من 120 مدرسة إيرانية يوم الاثنين 6 مارس (آذار) لهجوم كيماوي، وطالت الهجمات 80 مدرسة على الأقل يوم الأحد، وفق إحصاءات يومية نشرتها "إيران إنترناشيونال".
 
وتباعا نقلت المئات من الطالبات إلى المستشفيات والمراكز الطبية، وتفاقمت مشاعر الغضب والاتهامات للسلطات الإيرانية وأجهزتها القمعية، بينما اتهم معارض إيراني من طهران صراحة المرشد خامنئي بالوقوف وراء الهجمات السامة التي تستهدف الطالبات في مختلف مدن إيران.
 
أرقام ومعطيات
 
وجاء في تقرير لمنظمة "هرانا"، التابعة لمجموعة نشطاء حقوق الإنسان في إيرانأيضاً أنه تم تسجيل حالات تسمم مشتبه بها في 99 مدينة على الأقل من أصل 28 محافظة بالبلاد.
 
تبعا للتقرير - مساء الثلاثاء- منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) 2022 ، تم الإعلان عن ما لا يقل عن 290 هجومًا على المدارس، مما أثر على 7068 طالبةً على الأقل. ويعود هذا العدد من الطالبات إلى 103 مدارس فقط أعلنت إحصائيات بهذا الخصوص.
 
وبحسب "هرانا" كانت المحافظات التالية قد شهدت أعلى عدد من الهجمات بالغازات السامة علي المدارس: محافظة طهران 33 هجوماً، وقم 28 هجوماً، وأردبيل 26 هجوماً، ومحافظة كوهغيلويه وبوير أحمد 21 هجوماً، ومحافظة خوزستان 20 هجوما.
 
وفيما نشرت وزارة الصحة الإيرانية نتائج غامضة لتحقيقاتها، وأعلنت أن المادة المسببة للهجمات ليست بالضرورة مادة واحدة يمكننا الكشف عن اسمها، أصدرت العشرات من الناشطات الإيرانيات في مجال حقوق المرأة، اليوم الأربعاء 8 مارس (آذار)، بيانا أدنّ خلاله التسميم المتعمد والمتسلسل للطالبات في مدارس إيران.
 
وطالبن الناشطات بتشكيل خلية أزمة عاجلة بمشاركة أطباء وإخصائيين إيرانيين مستقلين، وكذلك عدد من أسر الطالبات ومحامين مستقلين، إضافة إلى متخصصين تابعوا عن كثب هذه المأساة الإنسانية.
 
اتهام خامنئي
 
وكان قد صرح المعارض الإيراني أبو الفضل قدياني، الأحد 5 مارس (آذار)، متهما المرشد علي خامنئي بالوقوف وراء هجمات التسمم على مدارس البنات والتي تسببت في تسميم مئات التلميذات ودخول العديد منهن إلى المستشفيات حتى الآن.
 
 
هجمات واحتجاجات
 
وتستمر الهجمات الكيماوية على مدارس البنات ومهاجع طالبات الجامعات في إيران، في حين نقلت وكالة "فارس" للأنباء عن "مسؤول أمني" زعمه بأنه "تم فحص كاميرات المدارس وليس هناك حالات مشبوهة".
 
في الوقت الذي استمرت الهجمات الكيماوية على المدارس، وطالت المئات ونقلت الأعداد المتزايدة من التلميذات للمشافي والمراكز الطبية، استجاب المعلمون والمواطنون لدعوات الخروج في احتجاجات ضد تسميم الطالبات أمام دوائر التربية والتعليم في عشرات المدن الإيرانية. ورفع المحتجون في مظاهراتهم، الثلاثاء، شعارات مناهضة للنظام ، منها: "الموت للنظام قاتل الأطفال"، وطالبوا بتأمين المدارس وحماية أبنائهم.
 
وبناء على التقارير ومقاطع الفيديو الواردة، فقد أقيمت احتجاجات المعلمين والمواطنين في مدن: نور آباد ممسني، وآبدانان، وبوشهر، وجلفا، وهمدان، وتاکستان، وشیروان، وبجنورد، وکاشمر، وسقز، وهرسین، والیكودرز، واردبیل، ورشت، وطهران، ولاهیجان، وبابل، وکرمانشاه، ودالاهو، وکرج، والأهواز، وایذه، وسمیرم، ومشهد، و‌أصفهان، وسنندج، ومریوان و شیراز.
 
وتستمر الهجمات الكيماوية على مدارس البنات ومهاجع طالبات الجامعات في إيران، في حين نقلت وكالة "فارس" للأنباء عن "مسؤول أمني" زعمه بأنه "تم فحص كاميرات المدارس وليس هناك حالات مشبوهة".
 
ووفق المعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" قد تعرضت جامعة "فردوسي مشهد"، شمال شرقي إيران، اليوم الثلاثاء 7 مارس (آذار)، إلى هجوم بالغازات السامة، أصيب على إثرها عدد من الطلاب والطالبات.
 
 
روايات رسمية مخزية
 
من ناحية أخرى، أعلن مكتب المدعي العام في طهران توجيه اتهامات ضد 6 أشخاص بينهم رؤساء تحرير صحف بسبب كتاباتهم حول التسمم.
 
وكتبت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني في مقال لها بهذا الخصوص، أن "الخبراء والأخصائيين يقولون إن هناك فرضيتين أقوى" حول تسمم الطالبات، "أولاهما أن يكون شغب المراهقات وطبيعة الفوضى لديهن" سبب الظاهرة، و"الأخرى، الخوف الجماعي".
 
كما كتب موقع "شرق" اليوم الأحد: "بحسب إحدى الطالبات المتسممات، فقد أخبرت التلميذات نائبة مديرة المدرسة منذ الساعة العاشرة صباحا باستنشاق رائحة كريهة في الصفوف الدراسية، ولكن المسؤولات بالمدرسة اتهمن التلميذات بالوهم والتخطيط لعطلة المدرسة ولم يلتفتن إلى هذه المخاوف".
 
وأضاف التقرير أن مديرة المدرسة لم تزاول عملها اليوم بالمدرسة، فيما ظهرت أعراض على التلميذات وزادت الرائحة نحو الساعة 11 صباحا، ولكن مسؤولات المدرسة جمعن الهواتف المحمولة من التلميذات ورفضن الاتصال بالمراكز الطبية.
 
وقالت إحدى التلميذات لموقع "شرق": "في هذه الساعة، استخدمت المسؤولات بالمدرسة الكمامات ولكن رفضن توزيعها بين التلميذات".
 
وأضافت التلميذة أنه على الرغم من نفي مسؤولات المدرسة، فإن قوات الطوارئ اضطرت إلى نقل نحو 50 تلميذة إلى المستشفى بسبب تدهور حالتهن الصحية.
 
وقالت تلميذة أخرى لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا": "كنا في الصف الدراسي حيث شممنا رائحة تشبه مواد الغسيل. كانت المعلمة أول من شعرت بالرائحة ثم تدهورت حالة التلميذات شيئا فشيئا. فضاق تنفس بعض التلميذات وبعضهن أصبن باحمرار شديد في العين ولكن المعلمة لم تسمح لهن بالخروج وزعمت أنهن يقمن بالتمثيل.
 
تهويل وتهوين
 
وعلى الرغم من مرور 4 أشهر من الهجمات الكيماوية والتي أثارت قلقًا كبيرًا بين الطلاب وأسرهم، لم يتم حتى الآن تحديد شخص أو جماعة باعتبارها المتهم وراء ظاهرة التسمم هذه.
 
وتسعى السلطات الإيرانية توجيه أصابع الاتهام إلى "الأعداء وإسرائيل والمنافقين" وتحميلهم مسؤولية هذه "الاغتيالات الكيماوية" من جهة ومن جهة ثانية تهون من شأن الهجمات حد الإنكار وإعادة الأسباب إلى جموح مراهقات (..).
 

 

ذات صلة