بلغت نحو 2000 جثة.. الحوثيون يواصلون عمليات دفن الجثث بصورة جماعية

  • صنعاء، الساحل الغربي، مجيد الحميري :
  • 09:14 2023/01/22

اعترفت ميليشيا الحوثي الارهابية بدفن دفعة جديدة من الجثث المجهولة في محافظتي الحديدة وذمار، في استمرار لعمليات دفن المئات من الجثث بصورة جماعية خلال الثلاث السنوات الماضية وسط شكوك واتهامات لها بتصفيتهم في سجونها. 
 
وأفادت وسائل إعلام حوثية بتنفيذ عمليتي دفن شملت 89 جثة في محافظتي الحديدة وذمار، وقالت إن النيابة الخاضعة لها نسّقت عمليات الدفن الجماعية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث كانت هذه الجثث موجودة في ثلاجات المشافي الحكومية.
 
وفي منتصف ديسمبر 2022 نفذ مكتب النائب العام (التابع للمليشيات)  بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محافظة ذمار، عملية دفن 45 جثة مجهولة، ظلت في ثلاجات مستشفيي ذمار ومعبر، خلال العامين 2021- 2022م، بحسب ما نقلته وكالة سبأ بنسختها الحوثية. 
ومنذ مطلع العام 2022، دفنت المليشيات أكثر من 400 جثة مجهولة الهوية في مناطق مختلفة في نطاق سيطرتها. 
 
وفي 25 اكتوبر الماضي، أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية دفن 28 جثة والتي تتواجد منذ فترات طويلة في ثلاجات المشافي ولم يظهر من يطالب بها، وسط تكتم شديد حول تفاصيل عملية الدفن.
 
وفي يناير 2021، أعلنت مليشيا الحوثي دفن 358 جثة ممن تسميهم "مجهولي الهوية"، خلال العام 2020م، وسط دعوات حقوقية بتدخل دولي لإيقاف جرائم الحوثيين.
 
ونشرت وكالة "سبأ" بنسختها الحوثية حينها، تقريراً صادراً عن إدارة الطب الشرعي في النيابة العامة (الخاضعة للحوثيين)، كشفت فيه عن دفن 358 جثة مجهولة الهوية، تزعم أن معظمها لمشردين ومتوفين بحوادث سير لم توجد بحوزتهم وثائق هوية ثبوتية.
 
واتهمت منظمات حقوقية، في حينه، مليشيات الحوثي بالعمل على طمس جرائمها من خلال دفن العشرات ممن قضوا تحت التعذيب في سجونها أو تعرضوا للقتل المباشر خارج القانون.
 
وقالت "رابطة أمهات المختطفين" إن بعضاً من الجثث قد تكون عائدة لجثث مخطوفين لدى مليشيا الحوثي، فيما دعت منظمة سام للحقوق والحريات، مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وكافة الهيئات الدولية إلى ضرورة التحرك الفوري وممارسة دورهم الفعلي في حماية حقوق المدنيين اليمنيين.
 
وقالت منظمة "سام" إنها تابعت باستهجان وقلق شديدين إعلان النيابة العامة الذي نشرته صحيفة "الثورة" الخاضعة لسيطرة الحوثيين يوم 15 يناير 2021 والتي دعت فيه ذوي الجثث المنشورة أسماؤهم في الإعلان الحضور إلى مستشفى عمران لأخذ جثث ذويهم ودفنها خلال خمسة عشر يومًا وإلا ستقوم النيابة بعملية الدفن للجثث بصورة جماعية.
 
وأشارت، في بيانها، إلى أن الكشف المنشور في الصحيفة تضمن العديد من أسماء الضحايا الذين تمت تصفيتهم منذ سنوات، بينهم الشيخ القبلي "سلطان الوروري" أحد وجهاء مديرية قفلة عذر بمحافظة عمران، والذي تمت تصفيته بالقرب من نقطة تفتيش تابعة لمليشيا الحوثي، و"سميرة أحمد قائد العسرة" وابنتها "فاطمة الجلال"، واللتين تم قتلهما من قبل ابنها، والذي يعمل عنصرا لدى مليشيا الحوثي، كما تضمن الإعلان اسم الشاب "محمد عبده الفاز"، والذي تمت تصفيته من قبل مليشيا الحوثي في مديرية مسور عمران.
 
وأكدت "سام" في بيانها، أن المعلومات التي وثقتها بخصوص الضحايا تثبت بما لا يدع مجالًا للشك قيام قوات الحوثي بعمليات قتل وإعدام ميدانية بحق مدنيين دون أية تهمة أو محاكمة، الأمر الذي يؤشر على تعدٍ خطير على الحقوق الأساسية التي كفلها القانون الدولي.
 
وشددت أن إعلان النيابة العامة (الخاضعة لإدارة الحوثيين) نيتها دفن جثث جماعية لأشخاص تم قتلهم منذ سنوات أمر خطير وغير مسبوق ويعكس العقلية الإجرامية لجماعة الحوثي.
 
وتقول مصادر قضائية للساحل الغربي، إن المليشيا تحاول طمس وتغطية الجرائم، وتهريب مرتكبيها من عناصرها وقياداتها، من خلال إعلان الدفن الجماعي، بهدف مصادرة حقوق أولياء الدم ودفن قضاياهم بدفن جثثهم.
 
ويوم الاثنين 27 يوليو 2020، اعلنت مليشيا الحوثي بدءها بدفن نحو 715 جثة قالت إنها مجهولة الهوية في مستشفيات صنعاء ومناطق سيطرتها.
 
 ووفقا لما نقلته وكالة "سبأ" الحوثية في اليوم التالي الثلاثاء: فإنه تم دفن 40 جثة كانت في ثلاجة مستشفى الثورة بصنعاء، ضمن مراحل متعددة لدفن 715 جثة مجهولة الهوية خلال العام 2020 كانت في ثلاجات الموتى بعدة محافظات، بزعم أنها "مجهولة الهوية". وحسب الوكالة "تعد هذه المرحلة الثالثة لدفن الجثث المعلنة، حيث تم دفن 197 جثة حتى الآن".
 
وبدأت مليشيا إيران الحوثية في التاسع من مارس من العام ذاته المرحلة الأولى من دفن الجثث، حيث تم دفن 67 جثة قالت انها مجهولة الهوية، في محافظة الحديدة، وزعمت أن "بعض تلك الجثث توفي أصحابها جراء قصف طيران التحالف العربي".
 
ولكن المليشيات الحوثية دفنت المئات من الجثث خلال عدة أشهر بعدد من المحافظات دون إعلان رسمي كان ابرزها نحو 90 جثة في مايو من العام ذاته في الوقت الذي كانت تعيش البلاد ذروة تفشي وباء كورونا وتزايد الوفيات والاصابات.
 
وبلغت اعداد الجثث التي تطلق عليها مليشيا الحوثي تسمية "مجهولة الهوية" ودفنتها بصورة جماعية معلنة منذ مطلع عام 2020 حتى اواخر 2022 أكثر من 1500 جثة، فيما يقدر مراقبون ان اعداد الذين تقوم الجماعة بدفنهم بشكل سري وفي تكتم شديد اضعاف هذا العدد بثلاث مرات.
 
وذكرت مصادر طبية بصنعاء لـ(الساحل الغربي)، ان من بين الجثث التي تم دفنها بعض المختطفين والمخفيين قسرا الذين قضوا جراء التعذيب الوحشي داخل السجون والذين لا يعلم اهاليهم بحوادث اختطاف ابنائهم، بالإضافة الى آخرين أطفال زجت بهم المليشيات في معاركها العبثية.
 
 وأثارت عمليات الدفن الجماعية المتكررة للجثث خلال الثلاث السنوات الماضية الكثير من التساؤلات عن هوية القتلى في ظل الممارسات الوحشية للجماعة ومطالبات بايقاف عمليات الدفن وفتح تحقيق دولي مستقل في طبيعة الجثث التي يتم دفنها وملابسات وفاتهم والتأكد من هوياتهم.
 
ودعت مصادر حقوقية، للضغط على مليشيا الحوثي لايقاف عمليات الدفن الجماعية التي تتم بطريقة وصفت بـ"المعيبة" خصوصا بعد تنامي عمليات الاتجار بالأعضاء البشرية في مناطق الحوثيين، حيث تنشط عصابات منظمة بدعم من قيادات حوثية نافذة، في هذه الجرائم التي تعتبر أحد مصادر الإثراء والتمويل للأذرع الإيرانية في المنطقة. 
 
فيما طالب ناشطون حقوقيون باشراك لجان ومنظمات حقوقية  مستقلة في الإجراءات الطبية والفنية التي تتخذها الجماعة في دفن الجثث بتلك الطريقة المفاجئة والتي تبعث على الريبة والشكوك.
 
وفي وقت سابق، كشفت مصادر اعلامية عن قيام مليشيا الحوثي بسرقة الأعضاء البشرية من أجساد الجرحى والمصابين في المعارك في مشاف حكومية بصنعاء وبيعها بمبالغ مالية ضخمة.
 
وأشارت المصادر بأن وزير الصحة بحكومة الحوثي غير المعترف بها القيادي طه المتوكل هو من يشرف على عمليات سرقة أعضاء الجرحى التي تتم في بدروم كل من مستشفى الجمهوري والمستشفى العسكري واللذين حولتهما إلى مركز سرقة الأعضاء البشرية.
 
ووفق المصادر فإن المتوكل والذي يعتبر مرجعية دينية للجماعة، سبق وأن أفتى بجواز نقل أعضاء بشرية من الجرحى والمصابين في المعارك قبل وفاتهم للمحتاجين لها، إلا أن العملية تتم بدون علم أسر الجرحى، في حين يتعرض أغلبهم للتصفية عبر إهمال إسعافهم وإنقاذهم وتركهم يموتون بهدف سرقة أعضائهم.
 
ووثقت تقارير لمنظمات حقوقية خلال العامين 2015 و2021 مئات الحالات لبيع أعضاء بشرية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثية التابعة لإيران في اليمن، منها 358 حالة بيع أعضاء بشرية من مدنيين، و210 حالات بيع أعضاء بشرية من جرحى حرب.

 

ذات صلة