وهل صلاح الموسمي ينسى؟

11:21 2023/01/14

هؤلاء هم قناديل البلاد وعليك أن تسأل كل من تعرف في الساحل الغربي بزة بزة وسيحدثونك عن صلاح الموسمي، القائد والمدفع والمقاتل من جبل عطان إلى الحديدة وكيف شد أرواح الرجال وكيف شكل اللواء الأول مدفعية.. كيف كان صلاح الموسمي فذاً لا يقاس إلا بالبطولة، وليست مشكلة القارئ الذي يجهله بل مشكلة الوقت الرديئ الذي يعلي التفه والخونة ولا يذكر أمثاله.. رب صحفي ومفسبك يعرفه الناس، كل الناس، فيما يجهلون صلاح وألف صلاح سقطوا كالجبال في ثرى المعركة الوطنية وفي الساحل الغربي هامات وفي الساحل الغربي قامات، بطولات.
 
ولصلاح الموسمي بطولة لم تبدأ في الساحل الغربي بل تموسقت في صنعاء بمعركة الثنية.. كان لصلاح الموسمي مدفع في عطان به أدمى الكهنة.. وبه مزقهم.. فقد كان صلاح الموسمي أفضل من يضرب مدفعية وله حكاوى كثيرة.
 
لكن الحكاية الأشمخ واحدة وهو بمعركة ديسمبر في صنعاء وبالدارجة (فوق المدفع) كان بجانبه الاستاذ والشاعر أحمد غيلان، هناك حيث اللهب والنار، والمعركة بأوجها.. وثمة رسائل كثيرة تصل للاستاذ أحمد غيلان، سأله صلاح.. ما فحواهن؟ أجابه: كثيرون يريدون معرفة تردد قناة اليمن اليوم.. كان بث القناة قد انقطع في قلب معركة ديسمبر.. وأحمد غيلان صحفي وإعلامي وشاعر.. 
وهذا عمله.. 
لكن صلاح الموسمي فوجئ بمطالب الناس وصاح بأحمد غيلان: قل لهؤلاء كم تردد بنادقكم..!
 يالله.. 
كان يعاتب الناس والجماهير..
 المعركة ليست قناة.. يقول لهم أين بنادقكم؟ فعلا أين هي؟ 
هذه لقطة تجسد عظمة الرجل.. يشعر بالأسى فيما يقاتل أن هناك باحثين عن تردد قناة.. ربما لحظتها يعتقد أن الجماهير حملت السلاح والى المعركة.
 
لكن هذه طبيعة الجماهير حول العالم وليست جماهير ديسمبر فقط فالنصر يصنعه أبطال قلة ويهدونه للجماهير.. حيلة الجماهير تنتظر النصر فقط.. وصلاح وأمثاله عبر التاريخ يصنعونه، بفداء وبطولة..
 
كان من أبطال ديسمبر وكان طارق خلف طارق إلى الساحل الغربي وكان المربض المدفعي الأول في معركة خالد بن الوليد بالساحل وهو بعد ذلك المؤسس الأول للواء المدفعية في المقاومة الوطنية وأصبح بعد ذلك اللواء بضعة ألوية ما زالت بمحياه وتتذكره بطلاً لا يبارى..
 
صلاح الموسمي من المؤسسين.
صلاح الموسمي من القلة الذين عسجدوا المقاومة الوطنية وغادروا الى السماء لا ينتظرون أي جزاء وشكر من أهل الأرض فما عند الله أبقى.. أعطى للوطن وأكثر.. ثم غادر دنيانا هذه.. ترك دنيا التهافت للمتهافتين.. فله نعيم وجنة.. الى جنة الخلد يا صلاح الموسمي.
 
المجد لصلاح.. المقاتل الذي خط بروحه الساحل الغربي، أذاق الكهنة الويلات.. وليس نحن من يتذكره.. حتى العدو يتذكره.. يتذكر مهارة صلاح الذي حطم كل محاولاته.. كان مع صلاح (تاب) يلتصق بعينيه وعبره يحدد كل تمركزات العدو وبلحظة يهدم كل تمركزاتهم.. بكل زاوية وجبل وفي كل خندق وتوقيع صلاح الموسمي شاهراً لونه وإلى هذه اللحظة.