عن العقيد فؤاد شعيب الذي سقط في مفرق ميتم بذبحة صدرية

  • ماجد زايد
  • 11:00 2023/01/07

سقط تحت أشعة الشمس، وفارق الحياة في مكانه المعروف بناصية الشارع الكبير، أسقطته الحياة في شوارعها وأرصفتها، بعد مقاومته لسنوات طويلة، مقاومة الفقر والجوع والكثير من العجز والخذلان، هذه حياة الضباط اليمنيين المغلوبين في وطنهم، بعد سنوات الدولة والرواتب والرتب اللامعة، يسقطون في شوارع وطنهم جائعين وخائفين ومقطوعين، وتاركين خلفهم عشرات الأبناء المعدمين. 
 
العقيد فؤاد شعيب سقط نهار اليوم في مفرق ميتم بمحافظة إب، أصابته ذبحة صدرية أودت بحياته، ليغادر شريفًا ونظيفًا وعرقه على جبينه، يمنيًا عظيمًا ورجلًا لا يتخل عن شرفه ومكان عمله، رحمة الله عليه، ملامحه كفيلة بسرد الحكاية، عن رجل لم يتوقف عن خدمة الوطن، في سنوات عمره المتأخرة، بقي مكانه، رافعًا هامته وجبينه، ويلوح بيده صوب العابرين، عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مروا بسلام أجمعين، لن نترك أماكننا في هذا الوطن المغلوب، لن نتهاون في وظائفنا، ولن نعجز عن البقاء بهاماتنا العالية، لن نفعل ذلك في بلد العشق والإيمان. 
 
كان رجلًا لا يتخلى عن مسئوليته ومهنته، أرضًا لا تخون أبناءها، أحلامًا عن البسطاء في شوارعهم، كان السلام مع الإزدحامات، والدفئ عندما ينزل المطر، كان الوطن المهيب في خيالاتنا جميعًا عن الإخلاص، عن الأمان، عن الدولة، عن العظمة، عن الرجولة، عن الأخلاق، كان الشكل الطيب عنا وعن المجهولين منا ومن واقعنا.. 
 
عليه السلام، كلما تعاقب الليل والنهار، وكلما مرت مراكب العابرين من مكانه المعروف، وكلما تذكره السايقون والذاهبون، وكلما ذرفت دوع أقرباءه حزنًا عليه، له السلام وعليه السلام ولذكره الباقية سلام وخلود أبدي لا ينتهي. دعوا العالم يعرف عنا هؤلاء الراحلين مع الشرف والخلود، الواقفين في زمن التخلي والهروب.. لنجعله في ناصية المدينة مبتسمًا مهيبًا بينما يحيي الشعب والجماهير كأنه رئيسهم الوحيد، لنتذكره في كل شيء عن ملامحنا وذكرياتنا وبطولاتنا، دعونا نخلده مع كل السباقين منا، مع كل المخلصين لهذا الشعب والوطن. 
 
رحمة الله عليه..
 

ذات صلة