"أبيع واذاكر من شان اخوتي الصغار".. طفلة الخضروات في مركزي تعز
- تعز، الساحل الغربي ، ضيف الله الصوفي :
- 08:34 2022/10/26
"أبيع الخضروات، وأذاكر بنفس الوقت.. أشقي على أسرة". هكذا تجيب الطفلة فاطمة محمد، 12 عامًا، ردًا على سؤال "الساحل الغربي"، الذي يبحث عن سبب تواجد الفتاة في سوق المركزي -أكبر الأسواق داخل مدينة تعز- والتي التقيناها هناك بالصدفة، مساء الخميس الماضي.
مساء كل يوم، تتوسط فاطمة بسطة خشبية، ومن حولها أنواع كثيرة من الخضروات، تفتح كتابها المدرسي، لتقرأ، وهي بالأصح في انتظار دائم وصول زبائنها الذين اعتادوا التردد عليها بشكل شبه يومي.. "في الصباح أدرس، وبالظهر أنزل السوق، أجلس أبيع كراث، وبقل للزبائن، وأذاكر أحيانًا، أو أتعلم الرسم، أحب الرسم، ويوميًا أرسم بشكل أفضل".
وتضيف: "هذه البسطة حق عمتي، هي تشتغل بالصباح، وأني أساعدها بالمساء، صحيح أتعب، لكن أتحمل عشان أخوتي الصغار، مجبر أوفر لهم الطعام والشراب.. لذا أعمل كبائعة خضروات".
يبدو أن عُمر فاطمة لا يتناسب مع مهنة تتطلب من الطاقة والشجاعة ما يكفي للعمل في مكان يعد ملتقى لكثير من الباعة والمتجولين ومختلف شرائح المجتمع، وعلاوة على ذلك تحاول هذه الصغيرة التَّكيف والعمل، وتجاوز العديد من الصعوبات التي تقف أمام الباعة: "طبيعي أتعامل مع الزبائن كالآخرين، عملية بيع وشراء، وإذا في حاجة عمتي موجودة بجانبي".
تقول فاطمة، إن جملة من الأسباب دفعتها إلى العمل، أولها حادثة فقدان والدها بالحرب، وعدم حصول أسرتها على الرعاية.. "كنا نعيش بسلام، جاءت الحرب وفقدنا والدي، وقتها بدأت الظروف والمتاعب تزداد.. هو كان يشقي علينا، والآن أصبحت أني".. هكذا تكافح الصغيرة، تجمع بين الدراسة والعمل، وتتحمل أعباء تكبر بكثير عن حجم طاقتها.
تعد فاطمة واحدة من الأطفال اليمنيين الذين يبحثون عما يساعدهم على استمرار الحياة، ففي الأرصفة، وعلى حافة شوارع المدن اليمنية، تجد عشرات الأطفال بعمر الزهور، يواجهون ظروف الحياة إما بالتسول، أو العمل المبكر، فظاهرة عمالة الأطفال باتت نسبتها تتجاوز أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل سنوات الحرب، تبعًا لتقارير دولية.