تطويق العاصمة أمنياً: عدوان الحوثي يتفاقم ؟

  • هشام الشبيلي | independentarabia
  • 10:15 2022/10/25

تقود ميليشيات الحوثي حملة على قبليين في بلدة صرف التابعة لمديرية بني حشيش شرق صنعاء، أحد المعاقل القبلية التي خدمت الجماعة في مشروعها التوسعي في السيطرة على البلاد.
 
وتهدف الحملة إلى السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي المملوكة للأهالي، وبها مناجم لاستخراج المواد المستخدمة في إنتاج الخرسانة، وتقدر قيمتها بمليارات الريالات، كما يقول أحد أهالي المنطقة في حديثه إلى "اندبندنت عربية".
 
وسبقت هذه الحملة حملات عدة ومتقطعة استدعت تدخل الوساطات القبلية بعد التسبب في مقتل ثمانية من أبناء المنطقة ذاتها بعد مواجهات مع الجماعة.
 
وبين الحين والآخر تندلع مواجهات بين الحوثيين والقبائل التي تشكل طوقاً قبلياً للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الميليشيات في قضايا تتعلق بسيطرة الجماعة على الأراضي بادعاءات مختلفة.
محمد الصرفي أحد أبناء المنطقة التي هاجمها الحوثيون بحملة عسكرية تحدث عن أسباب ذلك قائلاً، "هناك أرض كبيرة فيها كسارات تعمل منذ سنوات، وجزء من هذه الأرض يعود لأملاك أسرة شبيح، وقد استنكرت هذه الأسرة أن تستحوذ هذه الميليشيات على أرضها وقامت بمنعهم وعلى رأسهم الشيخ القبلي عادل شبيح الذي قتل برصاص مباشر أثناء مروره بسيارته، ومنعوا الأهالي من إسعافه وتم إخفاء جثته لديهم".
 
ويواصل محمد الصرفي حديثه إلى "اندبندنت عربية" سرده تفاصيل الحملة العسكرية على منطقتهم فيقول، "بعد اغتيال عادل شبيح وصلت إلى المنطقة حملة عسكرية كبيرة مكونة من وحدات أمنية تضم وحدات عدة للحوثيين، وعملت هذه القوات على الانتشار في محيط مناطقنا وأغلقت كل المنافذ ومنعت أي عبور أو خروج لأحد، وعند إغلاقهم المنطقة بدأوا باقتحام بيوت آل شبيح الصرفي بأكملها، وقتلوا عايض شبيح الصرفي وأصابوا نجله الذي كان بجواره، وأخذوا جثة عايض ونجله المصاب، وبدأت حملة المداهمات للبيوت ترافقهم شرطة نسائية في تفتيش المنازل، وتمكنوا من اعتقال أكثر من 20 شخصاً ولاذ بعضهم بالفرار إلا أن الحملة لم تتوقف، فهناك منازل مغلقة أهلها غير موجودين ومع هذا تم استهدافها بكل الأسلحة".
 
لكنه لفت إلى أنه على رغم اختطاف العشرات وهرب من تمكن من الهرب فإن القوات لا تزال موجودة في كل مداخل المنطقة حتى اللحظة.
 
تطويق العاصمة أمنياً
 
وفي تقدير الإعلامي اليمني كمال السلامي وهو أحد أبناء المنطقة، فإن الحوثي يستهدف من وراء ذلك "إنشاء مستعمرات سكانية موالية له في هذه المنافذ بهدف تطويق العاصمة بغية تغيير التركيبة السكانية إلى موالية للجماعة في بوابات العاصمة المهمة"، مؤكداً أن ثمة مخططاً لبناء مناطق سكنية كاملة تحت تسميات عدة، منها مدن لأسر قتلى الجماعة في ما يشبه طوقاً لتأمين العاصمة بحسب اعتقاده.
 
من جانبها، قالت منظمة شهود لحقوق الإنسان في بيان لها، إنها تلقت بلاغات لعدد من أهالي قرية صرف بمقتل مواطنين من أبنائها هما عادل عبدالله شبيح الصرفي الذي يعتبر من الوجاهات الاجتماعية إضافة إلى بكيل عائض شبيح في واقعتين منفصلتين الأسبوع الحالي.
 
وأشارت المنظمة إلى أنها تلقت بلاغاً من الأهالي عن حملة عسكرية معززة بعشرات الأطقم والمدرعات ومئات المسلحين التابعين لجماعة الحوثي بينهم باص يقل نساء تابعات للجماعة نفذت حملات دهم واعتقالات واسعة طالت العشرات من أهالي آل شبيح وآل الصرفي.
 
ومنذ بداية العام قامت الميليشيات بحملة استهداف كبيرة للأراضي الواقعة في المناطق القبلية في صنعاء طاولت مساحات واسعة من تلك الأراضي تحت مسببات مختلفة، منها ما تم استهدافه بحجة أنها ملك للدولة، ومنها ما ادعت استهدافه بغرض إقامة مناطق عسكرية.
 
وبحسب وثائق تداولها أهالي بلدة العرة التي عانت هي الأخرى مصادرة الحوثي، فإن أرضهم في منطقة همدان قرب صنعاء جرى العدوان عليها لأسباب مشابهة كذلك.
 
وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع مسؤولين إعلاميين في جماعة الحوثي للرد على اتهامات السكان، ولم يرد أحد حتى اللحظة على استفساراتها.
 
لكن البرلماني في سلطات الحوثي عن مديرية بني حشيش الشيخ يحيى القاضي قال في حديثه خلال جلسة نقاشية بمجلس النواب التابع للجماعة في صنعاء، إن بلدة صرف التابعة للمديرية تتعرض لليوم الـ 10على التوالي إلى حملة عسكرية قتلت المواطنين وهتكت الأعراض ودخلت البيوت ونهبت ممتلكاتهم.
 
وأضاف القاضي خلال الجلسة أن "أهالي منطقة صرف لهم مظلومية في نهب أراضيهم إلى وزارة الداخلية ولا أحد يحرك ساكناً".
 
وطلب البرلماني في سلطة الحوثيين من رئيس مجلس النواب مخاطبة وزارة داخلية الجماعة بإيقاف الحملة العسكرية التي استهدفت أهالي صرف وتشكيل لجنة تقصي حقائق، كون عمليات النهب تقدر بعشرات الآلاف.
 

 

ذات صلة