خاص منبر المقاومة/ عبدالصمد القاضييعيش الطفل حامد رزاز الفقية (14عاماً) في اسرة معظم أفرادها يعانون من اعاقة السمع والنطق( الصم و البكم ) وجاءت المليشيات الحوثية لتضاعف معاناته باعاقة حركية دائمة تسبب فيها قصف مدفعي للمليشيات استهدف الحي السكن الذي يقطن فيه وأدت إلى بتر قدمه الأيمن.
أصيب حامد بشظايا قذيفة هاون أطلقها الحوثيون على منطقة كلابة نتج عنها بتر قدمه الأيمن واصابة أربعة أطفال كانوا يشاركونه اللعب جوار منزلهم. يروي والده لـ "منبر المقاومة" تفاصيل المجزرة وآثارها الكارثية على ابنه وأسرته. ويضيف: لا شيء يوجع قلبي، سوى عجزي عن تغيير نفسية حامد وترميم جراحه، فقد أصبح انسان آخر مشبع بالعدوانية ينفعل مع كل فكره تعارضة، تسبب الحوثي بإعاقته وإصابته بحالة عصبية مزمنة، هذا جزء بسيط مما تسببت به قذيفة الحوثين على الحي. وتابع: في مساء يوم الأربعاء بالتحديد الساعة الثالثة عصراً، الموافق 16/7/2017 أطلقت الملشيات الحوثية قذيفة هاون على حينا وكان حامد ورفاقه من الأطفال يلعبون معاً وسط ازقة الحارة لتسقط القذيفة بالقرب منهم أصيبوا جميعهم بشظايا متفرقة في اجسادهم واصيب حامد بالاجزاء السفلى منه تسببت ببتر قدمه الأيمن. بألم وحرقة على حال ولده، يردف: تمثل تلك المجزرة يوم أسود في حياتي وسائر قلوب الأسرة، يوم خيم الظلام، بنياح زوجتي وهي تهاتفني لتنقل لي خبر الفاجعة، تركت كل أعمالي وعدت مسرعاً إلى المنزل وعن قرب رأيت جيراننا يتجمعون مكان الحادثة، قلت مخاطباً نفسي: خلاص ولدي أنتهي مات؛ ورعشة قوية تهز جسدي وكل مفاصلي، لتوقفني عن السير، سألت جاري عن الحادثة وعن ولدي، فقال لي سمعنا صوت انفجار قوي هز أرجاء الحي وغبار القذيفة حجب الروية عن مكان سقوطها أسرعنا الى المكان بعد سماع أصوات وصياح أطفال، وكان الشباب قد اسعفوهم إلى مستشفى الروضة. يواصل الحديث الممزوج بالوجع : ذهبت إلى المستشفى لكن الاطباء قالوا يجب أن ننقله إلى مستشفى الثورة العام، وهناك قرر الاطباء بتر قدمه فقد تمزقت الأوتار وتهشم العظم بالكامل ولا يمكن أن يتعافى، ليكمل حامد بقية حياته وهو يعاني من اعاقتين.فهو يبذل جهداً شاقاً عند صعوده السلم الإسمنتي المكون من 36 درجة، بساقه المبتورة للوصول إلى شقته التي يسكنها مع أسرته في الطابق الثالث، إضافة لمضاعفات نفسية سئية، فالأصم والأبكم يفسر كل ما يدور حوله (أحياناً) أنه ضده، فهو يشعر بالنقص تجاه حالته، ما يولد لديه مشاكل نفسية، فضلاً عن أن تعرضه لحادثة تسببت له ببتر ساقه، وإضافة إلى كونه لا يسمع ولا يتكلم، فإنه لا يمشي أيضاً”، كل ذلك خلق عنده العدائية ضد المجتمع، لشعوره أنه ضحية، وأن العالم المحيط به هو المسؤول عما حصل له، ليدخل حالة انعزال وانزواء، كما يبدو أنه دخل في مرحلة الاكتئاب، ومن الضروري عرضه على استشاري نفسي، وعمل خطة علاجية له، وقد يحتاج في الغالب إلى علاج نفسي سلوكي، ولكن ظروفنا المادية لم تمكنا من ذلك. كانت حياة حامد لا تختلف عن حياة أي طفل ناشئ وفي يده حزمة من الأحلام المسقبلية وثمار دراساته وطموحاته المنشوده، لتذهب كلها في لحظة مع شظايا القذائف المتساقطة على الحي السكني والتى تتطلقها مليشيات الحوثي. يتحدث حامد بلغة الاشارة، بما معناه أنه لا مستقبل له ولا حاضر فالحرب أخذت كل شي منه ودمرت مدرسته وعطلت تعليمه وبترت قدمه،وفي ملامحه ألف سؤال يقول: لماذا قطعوا قدمي؟