ما هي قصة مأساة أهالي قرية صَرِف بصنعاء التي تتعرض لإرهاب عصابات الحوثي؟

  • عمار التام
  • 03:33 2022/10/15

قرية صرِف التي تتبع مديرية بني حشيش مكونة من ستة آلاف نسمة تقريبا تتربع على المدخل الشرقي للعاصمة صنعاء خط صنعاء- مأرب، على اليمين باتجاه مأرب ورغم أنها إداريا تتبع بني حشيش إلا أن حدود أراضيها ووديانها أصبحت ضمن مديرية بني الحارث وخاصة مدينة عُريضة وخشم البكرة والخرافي وجوار مصنع الغزل والنسيج وكلية المجتمع ومعسكر الأمن القومي وتمتد حدودها الى بداية سلسلة جبل نقم وإلى قبل جولة آية.
 
أهالي قرية صرِف تعايشوا مع مئات الالاف من الساكنين بحدود الأراضي والمزارع بعد تحولها إلى أراضٍ وتعايشوا مع مؤسسات الدولة منذ سنين ففيها كما ذكرنا بالفقرة الأولى معسكر الأمن القومي ومواقع حمياته وكلية المجتمع ومعسكر الخرافي ومصنع النسيج ومواقع للدفاع الجوي: " موقع الجميمة،موقع الطويل، موقع خشم البكرة" تحيط بالقرية من ثلاث جهات.
 
ورغم إحاطة الأحياء المدنية بقرية صرف وما تبقى من مزارع وأراضي الأهالي على امتداد حدودها،فقد ظلوا داخل القرية محافظون على الاستقلالية متمسكون بالارتباط القبلي بقبيلة بني حشيش. 
 
وهم من المحافظين في سلوكهم الاجتماعي على الأعراف والعادات القبلية، يتصفون بالجود والكرم.
 
انتماؤهم للقبيلة أبرز مايميزهم، فهم ليسو مؤتمر ولا إصلاح ولا ينتمون لأي حزب أو جماعة بمن فيها الحوثية ويقبلون الجميع كعابرين أو ضيوف دون تبعية لأحد.
 
نادراً ما يهتم أبناء القرية بمواصلة الدراسة بعد الثانوية لانشغالهم في مزارعهم وأراضيهم وعقاراتهم وما يملكون من دخل متوسط وفوق المتوسط جراء التباب التي يُستخرج منها عدد من مواد البناء كالأحجار وتراب الطوب والكري والهلسن"مكونات الخرسانة" . 
يتعامل أهالي قرية صرِف مع سلطة الحوثيين كتعاملهم مع السلطة الجمهورية قبلهم إذ لم يقوموا بأي استفزاز او تعرض لهم في كل ماذكرنا من المنشئات حتى بعد إحضار الحوثيين لكسارة في المنطقة الواقعة بين الأمن القومي وكلية المجتمع واستغلال ريعها لصالح كهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها منذ سبع سنوات بمئات المليارات وغالبا ما يتجنب الأهالي استفزازات عصابات كهنة الخرافة الهاشمية المتكررة في حق أهالي قرية صرف.  
 
 
قبل سبع سنوات جاء شخص يدعى أبو مثنى اللجامي وهو أحد سدنة وهوامير كهنة الخرافة الهاشمية الكبار لاستجار سلسلة تباب تعود لأسرة بيت شبيح وفيها نسبة محددة لكل أسرة من أسر قرية صرِف في منطقة الخانق أسفل سفح جبل نقم..
 
 وقبل سبعة أشهر أراد أبومثنى اللجامي نقل معدات الكسارة قبل اتمام الحساب الذي يُقدر بمئات الملايين للأهالي فمنعه أهل القرية وفي طليعتهم الشيخ الشاب عادل شُبيح أحد وجهاء القرية ومعه كل الأهالي..
 
فاستقوى أبومثنى اللجامي بوحدات وتشكيلات أمنية جعلها كهنة الخرافة الهاشمية تحت تصرفه إلا أن تماسك أهالي القرية الاجتماعي وعمقهم القبلي حال دون ذلك. 
 
تدخل في الموضوع كمُحَكَّم بين الطرفين الشيخ نبيه محسن أبونشطان وزير الدولة في حكومة الحوثي وأحد سدنة وهوامير كهنة الخرافة الهاشمية الكبار وشقيق رئيس هيئة الزكاة لديهم شمسان أبونشطان، 
وعليه بعد التحكيم يُعتبر وفق العرف القبلي أنهم في حالة هدنة وصلح وأن الموقف بتفاصيله في وجه المحكمين، وأي تعدٍ من قبل طرف على طرف يتحمل المحكم مسؤليته تجاه الإعتداء لكن ما الذي حدث خلال الأشهر الماضية في ظل التحكيم والصلح؟!!. 
 
نبيه ابونشطان يمثل سلطة الحوثي هناك كونه وزيرا في حكومة ومن اسرة أفرادها سدنة معتبرون لدى كهنة الخرافة الهاشمية. 
 
 
فقد تعرض عدد من وجهاء وأبناء القرية لعدة محاولات اغتيال، نعم محاولات اغتيال إلا أن وجهاء ورجال القرية يحتاطون ويصبرون على كثير من الاستفزاز حتى بعد أن أصبحوا منذ أشهر في شبه حصار يمنعهم من الخروج والدخول من بيوتهم ومن القرية إلى الأسواق وإلى عمق العاصمة تجنبا لأي اعتداءات موجهة بسبق اصرار من عصابات الخرافة ضدهم. 
 
يعطي أبناء القرية شيئا من اموالهم فوق المعقول الذي يؤخذ سحتا للكهنة والسدنة وعصاباتهم كدرء لعواقب المواجهة معهم، وفي نفس الوقت يتمسكون بمالهم من حقٍ في أراضيهم ومزارعهم.
 
 
لكن حدث قبل أربعة أيام أن تعرَّض الشاب عادل شبيح للاغتيال غدرا وهو على متن سيارته قبل دخوله القرية في الخط العام، ثم تم  اقتحام القرية وقتل المواطن بكيل شبيح أمام منزله يوم أمس الخميس الموافق 13/اكتوبر2022م في الوقت الذي يستقبل فيه كهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها وفدا سعوديا يسمونهم العدوان بينما هم يعتدون على مواطنين يمنيين محاصرين في قرية يتمسكون بحقهم وقوت أطفالهم. 
 
 بقيادة عدد من الكهنة والسدنة كالمدعو صادق الشريف منتحل صفة قائد المنطقة الأمنية الخامسة والمدعو أبو محسن الرصاص وأبو عبدالملك السراجي ومحمد أحمد الرشيدي والمدعو يحيى الفقيه وابو مثنى اللجامي استقدموا قبل أربعة أيام عشرات العربات والمدرعات العسكرية لاقتحام  قرية صرف وفرضت حصاراً خانقاً عليها وتم اغتيال الشيخ عادل شبيح من قبل أشخاص بجوار عربات من الأمن المركزي والشرطة العسكرية واحتجزت جثته في أحد مستشفيات العاصمة حتى اللحظة.
 
دخلت عصابات كهنة الخرافة الهاشمية لقرية صرف الخميس 13 أكتوبر 2022 بالمصفحات والمدرعات وأرعبت الأطفال واعتقلت العشرات من رجال القرية وتتعمد استفزاز الأهالي أكثر لاستدراجهم للمواجهة حتى تهدر القرية واراضيها ومزارعها وتبابها الثمينة جدا لتضم إلى إقطاعات كهنة الخرافة وسدنتها وشيئا من الفتات لتلك العصابات المأجورة.
 
غير أن أهالي القرية رغم هذه المأساة لا زالوا متماسكين وصابرين ويناشدون كل قبائل اليمن أن يرفعوا عنهم إرهاب كهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها وعصاباتها. 
 
لقد اُغتيل عادل شُبيح الشاب الثلاثيني وهو أب لأربعة ذكور وبنتين وأمٌّ في العقد السادس من عمرها فارقت أباه قبل ست سنوات وفُجعت مجددا مع أحفادها باغتيال ولدها الشاب المكافح في ارضه البعيد عن كل مايجري في اليمن حتى من صراعات.
 
فابنة عادل الصغيرة غدير وابنه شُبيح على يمينه وشماله في الصورة سيفتقدان حضن أبيهما الدافئ الذي تعودا عليه كل يوم عناقا، ويحرمان صحبته من خلفه وهو على السيارة وهما يتمسكان أحيانا جواره وأحدهما خلفه يمد يديه الصغيرتين ويلفهما حول عنق والده وكرسي القيادة في جولاتهما الصغيرة في القرية أو إلى السوق أو لزيارة الأقارب لأنهما لم يلتحقا بالمدرسة بعد.  
 
اغتيل المواطن بكيل شُبيح بجوار ولده ابن الثانية عشرة عاما وتم اختطاف ولده أمام منزله وجيرانه أيضا يوم الخميس، ياالله ماهذا الظلم، ماهذا الإجرام.
 
 
 ولا يظن القارئ أن ذلك حدث قبل اكمال طقوس الاحتفال بمولد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم كجدٍ مُدَّعى لكهنة الخرافة الهاشمية، بل حدث ذلك بعد تفرغهم من تلك الطقوس بمن فيهم نبيه ابونشطان المحكم الذي ادار وجهه وكتفه لأهالي القرية. 
 
تلك الخرق والزينات الخضراء بكل منطقة لم تذكرهم بأي معنىً من معاني الانسانية حتى!!.
فهم يمارسون إجرامهم تحتها بل إنها تورثهم مزيدا من الوحشية وتدفعهم لمزيدا من اللصوصية والاقطاع بانتفاشة طال إجرامها كثيرا. 
 
مؤسفٌ ما يحدث لأبناء الشعب اليمني في قرى همدان وبني الحارث وبني مطر وبني حشيش رغم أنهم بعيدون عن مايجري من حرب وصراعات، 
بل بعضهم من أنصار الخرافة وكهنتها، لكنهم ضمن أهداف كهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها وعصاباتها التي ترى في كل مافي أيدي اليمنيين ملكا لها وأن اليمنيين خلقوا لخدمتها. 
 
وقد يتساءل البعض لماذا ذهبت بعيدا في وصف الحوثيين إلى نعتهم بكهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها وعصاباتها؟! 
الجواب لأن المنطلقات لهذا الإرهاب والإجرام الكهنوتي السلالي بأي لافتة وتحت أي مسمى هو امتداد لفكر أجدادهم  الكهنة كالجزار والرسي وبن حمزة وشرف الدين والمتوكل اسماعيل وصاحب المواهب وبيت القاسم والمهاجر وبيت المنصور وبيت حميد الدين وبيت العماد والشامي وبدرالدين وهلم جراا......
 
كهنةٌ بعضهم من بعض، سلوكهم الإرهابي الإجرامي معبر عن تاريخهم الأسود وموروثهم الأثيم ليس إلا.
 
أما اللجامي وغيره من السدنة والهوامير كبارا كانو أم صغارا مع عصاباتهم منزلتهم لا تتجاوز منزلة الشاعر الهبل الذي أطلق على نفسه قديماً أنه "كلب" آل البيت الكهنوتي.
 
 
أخيرا هل سيترك أبناء القبائل المحيطة بقرية صرف لتواجه مصيرها أمام هذا الإرهاب المركَّب بأدوات الدولة؟!. 
 
كما أن على ابناء القرية التمسك بحقهم دون الانجرار وراء استفزاز عصابات كهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها، حتى لاتُعطى مبرر للفتك بهم .
 
 إلى كافة أبناء شعبنا نقول ونحن على علم من تاريخ خرافة الكهنوت الهاشمي في اليمن لم يظهر الوجه القبيح لهم بعد!!
 لازال الجيش الوطني والمقاومة الشاملة لمشروعهم يشكلون حائط الصد أمام قبح الخرافة وإجرامها الفظيع في الحفاظ على كرامتكم وشرفكم.
 فتماسكوا أكثر وواجهوا عصابات كهنة الخرافة الهاشمية وسدنتها بالتمسك بحقكم ورفض التطبيع مع هذه الخرافة ونبذها.
 
إلى الشرعية والتحالف والمنظمات والمؤسسات الدولية مع من تريدون أن تحققوا السلام في اليمن ولمن ستسلم رقاب اليمنيين؟؟!!.

ذات صلة