تتذكر الشابة طيبة موعد زفافها الذي سرق منها بلغم حوثي إلى الأبد

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 10:03 2022/10/07

قبل خمسة أعوام كانت الشابة طيبة على موعد مع فرحة عمرها لكنها لم تكتمل؛ نتيجة لغم حوثي أغلق كل أبواب السعادة في وجهها للأبد. ثلاثة أيام فقط كانت الفاصلة بينها وزفافها الموعود، وتبدأ مرحلة جديدة من حياتها، لكن لغماً حوثياً شق لها طريق مأساة لا تنتهي.
 
فرحة مبتورة
 
بصوت منكسر تقول الشابة طيبة محمد مهيوب (25 عاماً) للساحل الغربي: "كنت على موعد زفافي في 20 يوليو 2017، لكن لغما حوثيا بتر كل طرق السعادة والفرح". في 5 يوليو 2017، انفجر لغم المليشيات جوار المنزل وبتر قدمها.
 
قبل زفافها بأيام معدودة خرجت الشابة طيبة إلى جوار منزلهم بقرية خور، منطقة الضباب لرعي الأغنام، فكان لغم أرضي من مخلفات مليشيات الحوثي ينتظرها داست عليه بقدمها الأيمن.. انفجر، كصرخاتها العالية، تخضب جسدها بالدم بدلاً من نقشة الحنا، وأنين جرح مستمر بدلاً عن زغاريد الفرح.
 
مع انفجار اللغم "شجبت بأعلى صوتي، أني شموت"..
بتر قدمها مع انفجار اللغم فأسرع أخوها الأكبر وبقية أسرتها والرعب يملأ أعينهم وصدمة نفسية لا يمكن نسيانها.
 
حملت لمسافة كبيرة على أكتافهم إلى بداية طريق، ثم نقلوها على باص لإسعافها إلى مستشفى البريهي بمدينة تعز على أمل الشفاء واستكمال فرحتها المبتورة
 
في ثالث أيامها بالمشفى وهي في غرفة العناية وصل خبر زواج عقيدها بامرأة أخرى لتدخل مرحلة جديدة من المعاناة. 
 
معاناة لا نهاية لها
 
شهر أو أكثر داخل المستشفى على أمل الشفاء والعودة إلى حياة طبيعية أو ما يشابهها، لكن معاناة وألم صاحَبَاها ولم يفارقاها لفترة طويلة، ظلت تتحسر على عمرها وفرحتها وتارة أخرى تسبح تحمداً أنها ما تزال على قيد الحياة وأن للعمر بقية.
 
"ليتني تعلمت وأكملت دراستي" نتيجة لظروف أسرية أوقفت طيبة تعليمها المدرسي في الصف السادس الابتدائي والتحقت بالأعمال المنزلية وتربية المواشي، حتى أوقف قدرها لغم المليشيات لتكمل ما تبقى من عمرها بين حسرة وألم ومعاناة لم تنته بعد.
 
يتنمرها المجتمع المحيط بها لإعاقتها حتى عقيدها السابق ضاعف معاناتها بتركها في قائمة النسيان لإعاقتها أو لأنها تمتلك طرفاً صناعياً، وبعد أربع سنوات أعطاها ورقة طلاقها. 
 
حياة مفقودة الأمل 
 
فقدت أمل حياتها في طرف شبابها وعشرينيات عمرها، تردد عليها الكثير من المنظمات وتلقت وعوداً لاستيعابها في أي تأهيل وتدريب يكسبها مهارة تساعدها في معيشتها، لكن كل من يزورها يأخذ ما يريد ويذهب دون عودة.
 
"لوكنت أكملت دراستي ما حاصرتني جدران المنزل".. 
تقضي أيامها محاصرة في جدارن المنزل، عاجزة عن الالتحاق بأي عمل يرمم حالتها النفسية ووضعها الاجتماعي.
 
وتضيف طيبة "أعيش بلا أمل أنتظر القدر المحتوم" كأنه طريق الحياة والعيش انقطع بفقدان قدمها، ضاعف ذلك الشعور حالة التنمر والنظر إليها بنقص وكأنها مذنبة لا ضحية لغم المليشيات الحوثية.

ذات صلة