طَرْق أبواب المنازل في صنعاء لا يتوقف: سيرة "نهَّابة" و "فعاليات إيرانية"!
- د.ياسر الشرعبي
- 11:13 2022/08/06
صنعاء بحضارتها الشامخة وتاريخها العريق يحاول الحوثيون التسلق على جدرانها لإغراقها في مستنقع الطائفية الوافدة مع الوافدين من كربلاء، ويسعون إلى فصلها عن جسدها العربي وضمها إلى الحلم الفارسي، لكنها ترفضهم فما يستطيعون رغم محاولاتهم؛ ولهذا يستميتون من أجل كسر عنفوانها وكبريائها وإذلالها للقبول بهم، فيلقون من على منابرها ما يزيد الناس نفورًا منهم، ويبنون فيها حسينياتهم ليزداد قبح صورهم أمام الناس، ويسربون إلى جامعاتها أفكارهم ليتكشوا أكثر بأنهم أدوات لتفريس اليمن. إنهم يسقُطون لتبقى صنعاء شامخة، ولن يستطيعوا لتاريخها نقبًا، ولا لحضارتها هدمًا، ولا ليمنيتها سلبًا.
لا يكاد طَرْق أبواب المنازل في صنعاء يتوقف منذ قدم الحوثيون، بل وباتت أزقتها وحواريها وشوارعها تشهد حركة مستمرة بوجوه غريبة يقوم بها المشرفون الحوثيون لجمع الجبايات، وإيصال ظروف التبرعات إليهم للإسهام تحت الإكراه في دعم المناسبات الوافدة والمتناسلة، تصل إلى كل أسرة وتاجر، وملزم من تصله بإعادتها لتبدأ مرحلة تقييمك وتصنيفك على قدر دفعك أو اعتذارك، وتارة يربطون مقدار المساهمة بمنحك حصتك من الغاز المنزلي أو المساعدات الإنسانية الممنوحة من منظمات دولية، ليسقطوا أمام الناس بتصرفاتهم.
صنعاء برمزيتها ومبانيها التاريخية ما زالت محافظة على شموخها وعزتها اليمنية وستبقى، وإن لفح واجهاتها غبار الوافدين من كربلاء، فتلطخت بشعارات وعبارات تحمل الولاء للمول لاستجلاب مزيد من الدعم من أجل مزيد من الفعاليات لنشر الفكر الإيراني الدخيل على اليمن واليمنيين.
وما تشهده مناطق سيطرة الحوثيين من فعاليات متوالدة هو استنساخ للتجربة الإيرانية ومحاولة استنباتها في أرض العروبة أرض سبأ وحمير، وما يؤكد ذلك هو التطابق في أسماء الفعاليات وأهدافها وأنماط الممارسات فيها، فكلها أو أكثيرها تحمل أبعادًا طائفية، (من يوم الحسن إلى يوم الغدير والولاية، وعاشوراء، وفاطمة وزينب....إلخ، وتستنزف أموال الناس، وتؤذي أسماعهم، وشوهت لوحاتها مدنهم وأحياءهم، ويعدها الحوثيون مواسم لنهب الأموال وجميع ما بمقدورهم جمعه باسم الفعاليات، وإن كانوا في حقيقة الأمر ينطلقون من منطلقات عقدية تبيح لهم أموال مخالفيهم واليمنيون يدركون ذلك.
ولم يكن الاحتفال بعاشوراء عند الحوثيين إلا غطاء لممارسة مزيد من النهب والتحشيد، ونشر الطقوس الإيرانية وتوطينها، وهي محاولة لإظهار المظلومة وادعاء الاستحقاق في الحكم، ولا ندري ما علاقة اليمنيين بمظلومية الحسين، ولماذا يمارسون القتل والدمار والانتقام من اليمنيين؟