مأساة أسرة في قرية السائلة بالضباب سرق الحوثي طفلها إلى الأبد!
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
- 05:41 2022/07/08
"كنت أحتضن طفلي محمود ونداعبه، لكن القذيفة أخذته إلى الأبد".
يعمل هاشم، منذ اندلاع حرب المليشيات الحوثي، سائق دراجة نارية يعيل بها أسرته المكونة من أربعة أفراد، حيث اختار سكناً خارج المدينة بمنطقة الضباب قرية السائل، غربي مدينة تعز، لكن جرائم المليشيات في توسُع مستمر.
خلال أيام الهدنة استهدفت مليشيات الحوثي الأعيان المدنية بقذائف المدفعية. الطفل محمود هاشم قضى بقذيفه هاون أطلقتها المليشيات على منزلهم بقرية السائل منطقة الضباب غربي المدينة.
"قذيفة الحوثي أخذت طفلي من يدي". هكذا يروي الشاب هاشم محمد علي عبده الحسامي (38 عاماً) للساحل الغربي مأساة استشهاد طفله محمود بقذيفة هاون فرقت بينهم إلى الأبد، وخلفت جراحاً وجرحى وشظايا قذيفة وألم فراق في قلب أبويه.
كانت الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة 13 مايو 2022 عندما سقطت قذيفة الموت القاتلة أطلقتها مليشيات الحوثي بشكل عشوائي على منازل المواطنين غربي مدينة تعز.. سقطت على منزل هاشم بقرية السائلة.
بصوت منكسر يقول هاشم "كنت أحتضن طفلي محمود ونداعبه، لكن القذيفة أخذته إلى الأبد".
كانت القذيفة مفزعة جداً حينما سقطت وارتفع صوت صراخ الطفل والأم والأب مع تصاعد الدخان والأتربة.
بادر الأهالي لإسعافهم، والدماء تخضب أجسادهم. تقاسموا شظايا القذيفة بالتساوي، لكن الطفل كان له النصيب الأكبر من الشظايا، أسعف إلى مستشفى الثورة، أرواحا على عاتق الموت، لكن محمود وصل جثة هامدة وبقايا دماء وأشلاء مبعثرة.
تمنى هاشم أن تأخذه القذيفة بدلاً عن فلذة كبده "طفله محمود" ذي الخمسة أعوام، القذيفة أخذت روحه وقلبه وتركته جسداً خاوياً بلا روح، وأمه ثكلى وجرح لم ينته، تصادفها صورة طفل جريح ملابسه المقتولة وبقية الدم الباقية على جدران المنزل ونافذة سطحية فتحتها قذيفة الموت التى فتح أبواب حزن وألم لم تغلق.
بقهر مطبق يواصل والده الحديث "قد تلتم جراح أجسادنا، لكن جرح فراق طفلي واستشهاده ليس له من شفاء سوى الخلاص من المليشيات الحوثية وتلاشي خطر وجودها على حياتنا وحياة أطفالنا".
تنام والدة محمود وتصحو كل صباح على صوت يناديها كصوت محمود تماماً.. يناديها في الغياب وتجيب لترضي قلبها بوجوده في جوارها، وأحياناً تصحو للبحث عنه وتخشى أن تصاب بصدمة نفسية أو تتفاقم حالتها للأسوأ.
مضى شهران على جريمة استشهد فيها الطفل وتعرض هاشم وزوجته لإصابات مختلفة في الرأس والصدر والبطن والساقين، ولم ينتهوا بعد من زيارة المستشفى لجلسات العلاج.
نتيجة إصابته يعجز الشاب هاشم عن العمل على الدراجة النارية الخاصة به لفترة طويلة، بل يعجز أن يقوم بأي عمل آخر يسانده في تكاليف الحياة نتيجة الشظايا المتبقية في جسده، وما يزال يكافح لأجل استكمال علاجه وعلاج زوجته، ومعيشة بقية أطفاله.