القنبلة العائمة في البحر الأحمر.. أفق الخطة الأممية لمواجهة "كارثة - صافر"

  • الحديدة، الساحل الغربي، أمين الوائلي:
  • 08:22 2022/06/17

شكوك متزايدة حيال جدية وجدوى الخطة التي تقول الأمم المتحدة الآن وتكرر بإلحاح إنها تحتاج إلى حشد التمويلات وتشدد على ضرورة جمع الأموال اللازمة لمباشرة التنفيذ والتعامل مع خطر / أزمة ناقلة النفط صافر قبالة الحديدة بالبحر الأحمر، بعد سنوات انقضت في نقاشات هامشية ومحاولات خجولة ومنعدمة الأثر في التعامل مع الكارثة المحتملة، ومواجهة التعنت الحوثي الذي عطَّل كافة المحاولات لإنقاذ الناقلة وبيئة البحر الأحمر.
 
قدّمت السعودية أخيراً 10 ملايين دولار لتمويل خطة الأمم المتحدة والتي صرفت الشهرين الأخيرين في الحث على جمع الأموال. تحولت الكارثة إلى حفلة لجمع الأموال، في توقيت خاطئ جداً وبطريقة سيئة للغاية يتم التعامل مع الخطر الكارثي الذي تمثله الناقلة. ولم تكن أبداً الأموال تمثل مشكلة بينما داومت المنظمة الدولية على جمع التمويلات والأموال سنوياً لبرامج ومنظمات ومشاغل وآليات، وفشلت في التعامل مع الرفض والتحدي الذي تبديه المليشيات بشأن مسألة وأزمة الناقلة صافر.
 
 
يقول وزير البيئة في حـــــوار سابق مع الساحل الغربي، إن كارثة خزان صافر بالبحر الأحمر قد تمتد لأربعين سنة. وحذرت الأمم المتحدة وعشرات المنظمات والهيئات والتكتلات الإقليمية من آثار مشابهة ونتائج كارثية مدمرة. ثماني دول إفريقية فعلت الشيء نفسه مؤخرا. كل شيء انتهى في المحصلة الإجرائية عملية نشطة لجمع الأموال أو التمويلات.
 
 
تستخدم المليشيات صافر كقنبلة موقوتة، أكبر قنبلة من نوعها على الإطلاق. وهي بذلك حافظت بثبات على استمرارية وبقاء المشكلة خلال سنوات الحرب كسلاح حربي وعسكري في معركة، بينما بقيت بيانات وتصريحات الأمم المتحدة ومبعوثيها وحتى بيانات مجلس الأمن تدوّي في فراغ وتحجم عن مواجهة جذر وجوهر المشكلة.
 
جمعت الأمم المتحدة حتى الآن ما يزيد على 50 مليون دولار، وتقول إنها تحتاج كبداية لمواجهة المرحلة الأولى من خطتها إلى 80 مليون دولار (..)، بينما تكلف الخطة 140 مليون دولار. وهو رقم كبير بكل المقاييس وسوف يذهب قدر كبير منه لنفقات ومصارف لوجستية ومكتبية وأجور وخلافه. والجزء المتبقي منه فقط يغطي المعالجة المباشرة.
 
 
لكن، أيضاً، فإن الخطة تقترح نقل النفط الخام -أكثر من مليون برميل- من الناقلة صافر إلى ناقلة أخرى مشابهة يتم استئجارها برسوم باهظة لهذا الغرض، وذلك بدلاً من التصرف بالشحنة بيعاً وتسويقاً وتكريراً وينتهي الأمر بهذه السهولة. ناهيك أن التصدير من ميناء رأس عيسى النفطي متوقف للسنة الثامنة. ولا تعرف ما هي الحاجة إلى ناقلة عملاقة بالإيجار في هذا الوقت؟
 
عشرات التقارير وثقت وحذرت مراراً من نشر الحوثيين ألغاماً بحرية في محيط الناقلة والخزان النفطي العائم، ولا تقول الخطة شيئاً حول هذا، ولا تتطرق لمسألة وانتهاكات نشر واستخدام الألغام البحرية بما فيها في الممر الملاحي وطرق الصيد.
لكن كل التفاصيل يتم تجاوزها لمصلحة ماراثون غريب لجمع الأموال انخرط في حلقاته المبعوثان الأمريكي والأممي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومنظمات كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة، بحيث باتت الأزمة هي مسألة أموال (..).
 
 
رغم كل ذلك فالشكوك تعاود العمل، أممياً وأمريكياً. لا شيء في الواقع يضمن أي شيء حينما يتعلق الأمر بالمليشيات الحوثية وبالأمم المتحدة. عشرات التفاهمات والاتفاقات بهذا الشأن كان يتم إعلانها ثم التراجع عنها ونسيانها وهكذا وصلنا إلى ميزانية هائلة للتخلص من شحنة وقود على متن ناقلة متوقفة منذ سنوات.
 
خلال ذلك حذرت مصادر يمنية من مغبة "تجهيل متعمد" يحيط بحالة خزان صافر النفطي "الآخذ في التداعي" قبالة ساحل الحديدة.
 
وتحدث مصدران عاملان، في وقت سابق مع الساحل الغربي، عن أن "معطيات تتعلق بحالة الناقلة صافر قبالة الحديدة -توافرت لدى مسؤولين أمميين وتم التكتم عليها- أسفت لنفاد الوقت الإضافي أمام الكارثة الرهيبة."
 
واتهم رئيس الحكومة اليمنية المليشيات الحوثية باستخدام الناقلة صافر لممارسة الضغوط وابتزاز المجتمع الدولي، لافتاً إلى إفشال الحوثيين المبادرة الأخيرة للأمم المتحدة ومكتبها في اليمن تجاه الناقلة.
 
ولا يبدو أن الأمر سوف ينتهي قريباً. لا تملك الأمم المتحدة أي ضمانة بيدها على أن الأمر سيتم بطريقة أو بأخرى وأن الغدر والانقلاب الحوثي على التفاهمات لن يتكرر هذه المرة. يتم الانشغال وإشغال العالم في الأثناء بنداءات لجمع الأموال. استخلاص الخزانات المانحة في المنطقة الأموال هي طريقة سهلة للقول إن هناك عملاً في حين لا يحدث شيء.
 

ذات صلة