رصاصة قناص حوثي تخطف روح بائع الآيسكريم الصغير

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/04

منبر المقاومة - خاص:الطفل عدنان حسين شُبيل (9 سنوات) من سكان قرية الشعوب الواقعة شمال مدينة حيس بالحديدة، والتي هجرت المليشيات الحوثية أهاليها واتخذت منازلهم كثكنات عسكرية كون قريتهم تتميز بموقعها الإستراتيجي حيث تعتبر احدى بوابات "جبل باب اللفج" الذي يشرف على خط الحديدة تعز والذي اتخذته المليشيات كمعسكرات تدريبية لمقاتليها.
 
نزح عدنان مع بقية اُسرته إلى مركز مدينة حيس المحررة تاركين كل ممتلكاتهم في منزلهم وباعوا كل الحيوانات والماشية التي يمتلكونها بثمنٍ بخس من مشرفين حوثيين لأجل الخروج من القرية فوراً ليتخذوها متارساً لهم تحسباً لتقدم القوات المشتركة بعد أن حررت مركز حيس بتاريخ الإثنين الموافق 5 فبراير 2018م. وبعد النزوح والحالة المعيشية الصعبة التي تعيشها الأسرة قرر عدنان ذو الـ9 أعوام أن يبيع الأيسكريم ليكسب رزقاً حلالاً بالرغم انها لاتسد رمق عيشهم لكن ويلات النزوح أجبرته على العمل الشاق وتحمل "ترمساً" حافظاً للبرودة ويملئة بالأيسكريم ويطوف شوارع وأزقة حيس.أعتاد عدنان على ذلك العمل وعند دخوله أي شارع ينادي بصوته الصغير "أيسكريم أيسكريم، أيسكريم بارد" ليجلب الأطفال للشراء منه، فتعود أطفال حيس على هذا الصوت واصبح جزءا من يومهم.وفي صباح الثلاثاء 6 أغسطس 2019 قرر عدنان أن يأخذ إجازة ويلعب مع بقية أقاربه وجيرانه في حي البرحة وسط المدينة والواقعة بالقرب من خطوط المواجهات للجهة الشمالية.وأثناء اللعب والضحك الذي كان يصدر من اصدقاء عدنان وهم فرحين بتواجده معهمفإذا بطلقة نارية غادرة أطلقها قناص حوثي بإتجاه عدنان تصيبة في رأسه مباشرةً ويسقط على الأرض ميتاً ليتحول مكان اللعب إلى بركة من الدماء والضحك الى بكاء وعويل وفاجعة.نقل عدنان إلى المستشفى، لكنة لفظ أنفاسه جراء إصابته بالرصاصة الغادرة التي اصابته في رأسة بشكلٍ مباشر، توافد الأهل والأقارب للمستشفى، وأوصلوه إلى مسكن نزوحهم وصراخهم يتعالى على فراق طفلهم الذي أختطف روحه قناص لا يحمل في قلبه ذرة إنسانية.افتقدت الشوارع والأزقة صوت بياع الأيسكريم وظل الأطفال ينتظرون صوت عدنان كعادتهم، وقفوا كثيرا امام منازلهم ليشتروا منه ويخففوا عنه التعب والمشقة التي يكابدها وهو يدور أحياء المدينة، لكنه لم يأت أبدا.ولا تزال مليشيات الحوثي تمارس عمليات التهجير والتشريد للمواطنين من قراهم قسراً لتتمركز فيها ثم تلاحقهم برصاصها وقناصاتها إلى أماكن نزوحهم لترتكب جرائم بحق الانسانية في ظل صمت وتجاهل أممي.
 

ذات صلة