أبطال مجهولون ينزعون ألغام الموت الحوثية ويعيدون الحياة للمناطق المحررة في الساحل الغربي - (تحقيق ميداني)

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/07/02

خاص - منبر المقاومة – سلطان حسن: وثقت عدسة منبر المقاومة بعضا من العمل اليومي الذي يقوم به متطوعون نذروا أنفسهم لإنقاذ الآخرين من ألغام مليشيات الحوثي. على مسافة عشرين كيلو مترا تقريبا جنوب مدينة الحديدة تقع منطقة المسنى التابعة لمديرية الدريهمي والى الشرق من المدينة تقع منطقة كيلو 16 حيث كانت القوات المشتركة قد أجبرت مليشيات الارهاب الحوثي على الانسحاب منها نهاية 2017 ولم تكن تلك المناطق معسكرات ولا ثكنات بل مناطق مأهولة وقرى لمواطنين بسطاء ورغم ذلك زرعتها المليشيات الحوثية بألاف الألغام الايرانية الصنع لتدمر الحياة فيها وتقتل أهلها.
 
لكن أهالي المنطقة ورغم قلة الامكانيات لم يستسلموا وتم تشكيل فرق لنزع وتحديد مكان الألغام، انهم ابطال مكافحة الموت الحوثي. يعمل العاقل يحيى عمر عاقل قرية الشجيرة الساحلية مع فريقه بكل حماس لتطهير منطقته وطرقاتها ومزارعها من ألغام المليشيات القاتلة التي أودت بحياة العشرات من السكان، ويشير العاقل في حديثه لـ "منبر المقاومة" الى كمية الحقول المفخخة المنتشرة في منطقته حيث يصعب على الفرق الهندسية نزعها في وقت قصير بل يحتاج لها سنوات طوال حتى يتم تطهير الارض تماما. ويضيف: مليشيات الموت قد زرعت مناطقنا بعشرات الآلاف من الألغام الإيرانية التي قتلت أطفالنا وشبابنا ونساءنا ولا تزال تقتلهم ونحن نغامر بحياتنا مع فرق الألغام لإعادة البسمة للساحل الغربي. الشاب محمد علي يغادر بيته كل يوم الى هذه الحقول لاصطياد الألغام قبل أن تصطاد إنسانا بريئا، التقينا به أثناء عودته من مهمة إزالة عدد من الألغام الحوثية من منطقة كيلو 16 وافادنا بأن الألغام مع شدة الحرارة تصبح قابلة للإنفجار مع مرور اي وزن عليها حتى لو كانت مخصصة للعربات ستنفجر اذا مر فوقها شخص وان كان وزنه خفيفا، ويوضح محمد انه يقوم بتوثيق أماكن الألغام المنتشرة على مساحات شاسعة من مزارع المواطنين وقراهم وطرقاتهم. جلسنا مطولا مع المواطن زاهر احمد طاهر وهو من ابناء مدينة الحديدة ليحكي لنا قصة إلتحاقه بفريق الألغام، كان زاهر قد تواجد بالصدفة أثناء وقوع حادث انفجار لغم حوثي في باص يقل نازحين وأصيب بصدمه من متظر طفلة في العاشرة تمزقت اشلاؤها في الانفجار. يضيف: لدي طفلة في نفس عمرها الأمر الذي حرك لدي مشاعر جارفة ودفعني للإنضمام الي كوكبة مكافحي ألغام الحوثي بالساحل الغربي وقد انتزعنا الآلاف من العبوات والألغام الفردية والكبيرة ونحن نحمل رسالة انسانية نقول فيها للحوثي مهما زرعتم من ألغام سنضحي بأنفسنا لانتزاعها وسنعيد البسمة للساحل المحرر. وتواصل مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا زراعة الألغام والعبوات المتفجرة في مناطق الساحل الغربي حيث يقوم عناصرها بالتسلل الى المناطق المحررة ووضع العبوات الناسفة في الطرقات والمزارع والمنازل المهجورة ما تسبب بسقوط مئات الضحايا وآلاف الجرحى والمعاقين من المدنيين وقد أشارت عدد من تقارير المنظمات الدولية والمحلية الى قيام الحوثيين بزراعة ما يربو على مليون لغم في محافظة الحديدة وحدها.
 

ذات صلة