شيطان الحوثي في تفاصيل حصار تعز: نهار من السفر بين سوقين متجاورين!

  • تعز، الساحل الغربي، السامعي محمد:
  • 10:15 2022/04/29

مآس ومعاناة يومية تتنوع وتتسع دائرتها مع استمرار أكبر جريمة خنق وتقطيع وعزل وحصار تستهدف أكثر من 4 ملايين إنسان في أكثر المحافظات اليمنية كثافة سكانية.
 
حصار خانق تفرضه مليشيات الحوثي على تعز للسنة الثامنة تواليا، يضاف إلى صنوف الجرائم والانتهاكات من القتل والقصف والتدمير والتلغيم والاجتياح والتهجير، وحتى قطع وإغلاق الطرقات والمعابر أمام التنقلات والسفر والإمدادات الغذائية والدوائية والإنسانية.
 
في مدينة تعز، الواقعة جنوبي غرب اليمن، فرضت مليشيات الحوثي الانقلابية حصاراً خانقاً عليها منذ اندلاع الحرب في مارس من العام 2015م، والذي أدى إلى تفاقم معاناة السكان في مختلف مناطق المحافظة.
 
خلال حرب الانقلابيين الحوثيين على المدينة أغلقت كافة الطرق المؤدية إليها، ومنعت حركة تنقل المسافرين، وانقطعت بسكان المحافظة السبل، وعانت المدينة مرارة الحصار، حيث أدى الحصار إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية والمياه والأدوية بشكل كبير، ولجأ المواطنون، حينها، إلى الاستعانة بالحمير لنقل البضائع والأدوية إلى المدينة، سالكين طرقاً جبلية وعرة قبل أن يتم فتح خط الضباب الرابط بين وسط المدينة ومديريات الحجرية والعاصمة المؤقتة عدن. 
 
قوبلت عملية تحرير طريق الضباب النشمة التربة بارتياح واسع في أوساط السكان، غير أن ارتياحهم لم يكن مكتمل الأركان، ففي الجانب الآخر لا تزال المليشيات الحوثية تفرض حصارها الخانق على مداخل ومخارج المدينة المؤدية إلى منطقة الحوبان والتي تربط بين محافظة تعز والعاصمة صنعاء وباقي محافظات الشمال، وتمنع حركة تنقل المواطنين من وإلى وسط المدينة.
 
 
وفي المقابل اتخذ المواطنون طرقا بديلة استخدمت لتحركاتهم، وكانت طريق الاقروض الوعرة بمديرية المسراخ في صبر بمثابة المنفذ الوحيد للمدينة والشريان الأساسي، في حين لا تزال المدينة تعاني الحصار وإدخال المواد الغذائية والدواء ومستلزمات الحياة لا يتم إلا بصعوبة كبيرة نتج عنها ارتفاع كبير في أسعارها، غير أن الطرق البديلة لم تكن بالمستوى المطلوب لتلبية احتياجات السكان حيث تعد طرقا جبلية وعرة ومساحتها لا تتجاوز ثلاثة أمتار لا تتسع لأكثر من سيارة واحدة وهو ما قد يتسبب بالتوقف لساعات على طول الطريق، فضلا عن ارتفاع أسعار المواصلات عبرها.
 
وفي هذه الطرق البديلة زادت مدة السفر من منطقة الحوبان الواقعة تحت سلطة الانقلابيين الحوثيين إلى وسط المدينة والعكس، وبحسب مقبل (تاجر خضروات) فإن المسافة التي كان يقطعها من سوق الجملة في الحوبان إلى السوق المركزي وسط المدينة لا تتجاوز الخمس دقائق، أما الآن فقد أصبحت مدة السفر خمس ساعات تقل وتزداد حسب صلاحية الطريق.
 
 
يضيف مقبل "طول الطريق فرض علينا تكاليف أكثر، وهو ما دفعنا إلى القيام برفع أسعار الخضروات كي نعوض ما خسرناه في الطريق، وهو أحد أسباب ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه وسط المدينة".
 
لم تقتصر المعاناة على الرجال دون النساء، فالنساء نلن نصيب الأسد من تلك المعاناة، حيث تزداد لدى النساء الحوامل والمصابات بأمراض مزمنة، إذ يعانين من صعوبة التنقل والحركة عبر الطرق الوعرة، حيث تعترضهن تجارب قاسية ومريرة، بحسب ما تحدثت به مسك محمد، إحدى النساء اللاتي سافرن عبر هذه الطرقات بالقول "أصبحت فكرة السفر من وإلى مدينة تعز بمثابة جحيم قد تكون نتائجها وخيمة، كنا قبل الحرب نسافر من سامع إلى وسط المدينة في مدة لا تتجاوز الساعة الواحدة، والآن أصبح السفر إلى المدينة يستغرق ساعات متواصلة حتى إن الكثيرين انقطعوا عن زيارة أقاربهم في المدينة، بسبب مشقة السفر جراء الحصار المفروض على المدينة".
 
وفي ظل استمرار مليشيات الحوثي فرض حصارها على مدينة تعز التي يقطنها 4 ملايين مواطن تتحرك الجهود الأممية نحو رفع الحظر على مطار صنعاء وميناء الحديدة الواقعين تحت سيطرة الانقلابيين، في حين لا تلقي تلك الجهود من ناحية الحصار المفروض على مدينة تعز، ومع استمرار الحصار تستمر معاناة السكان لسنوات قادمة في ظل الإهمال الذي تتعرض له هذه المحافظة.

ذات صلة