فاجعة "حفيظ".. الناجي الوحيد من أسرة تحت أنقاض قصف مليشيات الحوثي

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 04:10 2022/03/11

إصابة زوجته كانت أكثر الإصابات خطورة، خضعت لثلاث عمليات في المستشفى، لكن الأطباء قالوا إنها ستظل معاقة إلى الأبد.
 
خلفت حرب مليشيات الحوثي المآسي لكثير من الأسر خصوصاً في مدينة تعيش تحت القصف، مدينة تعز المحاصرة، وتكتمل دائرة المعاناة بسقوط ضحايا القصف والقنص وألغام مليشيات الحوثي.
 
أسرة حفيظ طاهر عبداللطيف، إحدى ضحايا القصف المدفعي الحوثي، استهدف منزلهم بحي حوض الأشراف، وسط مدينة تعز، أصيب على إثرها كل أفراد الأسرة، عدا حفيظ، والدهم الناجي الوحيد، لعدم تواجده في المنزل. 
 
فاجعة 
 
"تلقيت خبراً من جيران لي أن كل أطفالي وزوجتي أصابتهم قذيفة حوثية سقطت في المنزل، فسقطت روحي معهم، كان صعباً أن اتعافى من تلك الصدمة".. حفيظ طاهر عبداللطيف (44 عاماً) يروي للساحل الغربي ما لحق به من فاجعة مآسي ومعاناة استمرت لسنوات، وآثارها النفسية والصحية لم يمحها الزمن. 
 
يوم الثلاثاء 13 من يوليو 2017، عصر اليوم المشؤوم، سقطت قذيفة حوثية على منزل حفيظ بحي حوض الأشراف وسط مدينة تعز أثناء تواجد كل أفراد الأسرة، إلا والدهم المنشغل بعمل يبعد مسافة متوسطة من المنزل، كان لزوجته النصيب الأكبر من شظايا القذيفة أصابتها في منطقة الظهر، وأطفاله أيمن وأنور وعبداللطيف أصيبوا بشظايا متفرقة في أجسادهم أبرزها: الراس والأيادي وبقية الجسد.
 
 
بصوت مقهور يواصل حديثه: "تلقيت اتصالا من جيراني أن بيتي تعرض للقصف، وجميع أسرتي تحت أنقاض الدمار، أصيبت زوجتي إصابة خطيرة أسفل الظهر وكذلك الأطفال تعرضوا لإصابات متفرقة من أجسادهم.
 
"كانت وما تزال الصدمة النفسية كبيرة في حياتي، لا أستطيع إيجازها، خصوصاً تلك المناظر الدموية، عندما نظرت لهم وأجسامهم ملونة بالدماء وهم بحالة من اللا وعي، وصرخات الطفل الصغير لا تتوقف في سمعي". 
 
بمجزرة المليشيات الحوثية أصيبت الأم بشظايا القذيفة أسفل الظهر والرأس أعاقتها عن الحركة، وأصيب الطفل أنور حفيظ بشظايا باليد والصدر، والرضيع عبداللطيف حفيظ أصيب بشظايا بالرأس والقدم، والطفل أيمن شظايا خفيفه في جسده.. 
 
إصابة زوجته كانت أكثر الإصابات خطورة، خضعت لثلاث عمليات في المستشفى، لكن الأطباء قالوا إنها ستظل معاقة إلى الأبد.
 
معاناة.. 
 
نتيجة الإصابة التى تعرضت لها أم أنور أضحت طريحة الفراش، وشلت الأطراف السفلى من جسدها وبدأت مراحل المعاناة على أمل الشفاء..
 
حفيظ... يكابد أوضاعا شاقة ويحمل على عاتقه مسؤوليات مضاعفة
حفيظ... يكابد أوضاعا شاقة ويحمل على عاتقه مسؤوليات مضاعفة
 
غادر حفيظ منزله المهدم بالقذائف إلى منزل شبه آمن يبعد قليلا من قصف المليشيات. واستقر وأسرته وسط المدينة، وفارق عمله بالأجر اليومي ليظل يكفاح في طلب المعيشة ببسطة صغيرة في دكان المنزل الذي يسكن فيه ويرعى أطفاله الذين أصيبوا بالقذيفة وفقدت والدتهم القدرة على الاهتمام بهم، وهي بأمس الحاجة للرعاية والاهتمام حتى تتماثل للشفاء.. ويبقى حفيظ معلقاً بالأمل والدعاء والتفاؤل بأن القادم اجمل.
 
أربع سنوات وأكثر وهي تخضع للعلاج الطبيعي والفيزيائي يدفع حفيظ تكاليف علاجها بجهد ومشقة وأحيانا يجد نفسه عاجزا عن دفع ذلك، ليبحث عن فرصة عمل أخرى تسانده فعمل على عربية لبيع البطاطس في الصباح، والعمل ببسطته الصغيرة بجوار أطفاله مساءً. استمر على تلك الوتيرة لسنوات قبل حصوله على فرصة ثابتة عمل لسداد تكاليف العلاج.
ما يقارب أربع سنوات ونصف وزوجته تخضع للعلاج الطبيعي والفيزياء بشكل شبه يومي لعلها تتماثل للشفاء وتعود إلى حياتها الطبيعية وما قبل جريمة المليشيات الحوثية وتفتح أبواباً جديدة للأمل. 
 
يقول حفيظ: تتمنى أم أنور أن تذهب مع أطفالها إلى المدرسة لكنها مقيدة عن تحقيق حلمها الصغير.. 
 
بقايا أمل 
 
يقول حفيظ، إنه قبل ثلاثة أشهر قال له الأطباء إن زوجته في تحسن، وهناك استجابة للتعافي والوقوف مجددًا على قدميها، لكنه يعيش بقلق دائم وأمل منقطع منذ خمسة أعوام.
 
أسرة لا تنام ولا تغمض أعينها منذ خمسة أعوام وهي تراقب متى تنهض ربة بيتها مجدداً بعد جريمة قصف حوثي استباحت دماءها بمدينة تعز.

ذات صلة