أبو ظبي.. خبراء يرسمون خارطة الخطر للمسيّرات المفخخة في الخليج
- أبوظبي، العرب :
- 11:56 2022/02/20
رسم مؤتمر عقدته الإمارات خارطة الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة على منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا الخليج، وشخّصها كأحد الأسلحة التي يمكن أن تزعزع الاستقرار في المنطقة، متجاوزة الخطر الذي مثلته الصواريخ البالستية التقليدية على مدى عقود.
وقال وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي مفتتحا مؤتمر "الأنظمة غير المأهولة" بحضور ممثلين عن جيوش دول عربية وغربية "علينا أن نتّحد لمنع استخدام الطائرات دون طيار في تهديد أمن المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية".
وغيّرت إيران طريقة استخدام الطائرة المسيرة الأساسية، أي حولتها من طائرة دون طيار تحمل صواريخ وتهاجم أهدافا أرضية إلى طائرة "انتحارية" تحمل متفجرات بأوزان خفيفة (20 – 50 كلغ) وتستهدف منشآت حيوية وخزانات وقود لا تحتاج إلى قوة تفجير كبيرة للتسبب بالحرائق فيها، على عكس نظيراتها من صواريخ كروز التي عادة ما تحمل عبوات تزيد عن نصف طن وتستهدف منشآت بهدف تدميرها.
وتعد الإمارات من الدول الرائدة في صناعة المسيرات بشراكات تجارية مع دول غربية والصين، لكنها ركزت على أن تكون طائراتها المسيرة من النوع الذي يحمل الصواريخ ويهاجم الأهداف الأرضية.
خليج الطائرات المسيرة: طائرات من طراز هنتر تنتجها مجموعة إيدج الإماراتية
وكشفت شركة إيدج الإماراتية عن عدد من أسلحتها من الطائرات المسيرة، والتي من الواضح أنها أدخلت على تصميماتها تعديلات لكي تصبح مسيرات مفخخة.
وتوفر المسيرات المفخخة سلاحا رخيصا لإيران وحلفائها من الميليشيات في المنطقة، وتُمْكِن صناعتها من أجزاء زهيدة الثمن ومتوفرة، وهو الأمر الذي شجع الميليشيات على اعتبارها "سلاح الخيار"، خصوصا الحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله.
وتبدو خيارات التصدي للمسيرات محدودة إلى حد الآن؛ وذلك لعدة اعتبارات، من أبرزها قدرتها الكبيرة على التسلل وأن منظومات الصواريخ العاملة في المنطقة من فئتي باتريوت وثاد صممت لإسقاط صواريخ بالستية تحلق على ارتفاعات شاهقة.
وطورت إيران طريقة شن الهجمات بهذه الأسلحة البسيطة؛ وذلك بالعمل على إرسال المسيرات في شكل أسراب، وهو ما يجعل التصدي لجميعها مهمة معقدة.
توفر المسيرات المفخخة سلاحا رخيصا لإيران وحلفائها من الميليشيات
ودعت دول -من بينها الولايات المتحدة- إلى توحيد الجهود لحماية الأجواء من المفخخات الصغيرة التي يصعب اكتشافها، لكن بقي سؤال واحد دون إجابة محددة: كيف يمكن التصدي بسهولة لهجمات الطائرات دون طيار؟
وتحدّث في اليوم الأول للمؤتمر مسؤولون عسكريون وسياسيون وخبراء عن أهمية تطوير الأنظمة غير المأهولة -وخصوصا الطائرات المسيّرة- واستخدامها لأغراض مدنية وعسكرية، لكنّهم اعتبروها سيفا ذا حدين وأقرّوا بصعوبة دَرْء أخطارها.
إقرأ أيضاً:
- مؤتمر في الإمارات يناقش ردع الطائرات المسيرة
- حرب الطائرات بدون طيار.. سلاح إيران المفضل لدى الحوثيين ومليشيات الحرس الثوري
- هجمات الحوثيين وبيادق الحرس الثوري.. لماذا تعتبر حرب الطائرات بدون طيار بالوكالة سلاح إيران المفضل؟ - ترجمة
- القيادة الأمريكية تحذر من تهديد وهجمات "طائرات مليشيات إيران"
وخلال الشهر الماضي تعرّضت الإمارات لثلاث هجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة شنها المتمردون اليمنيون بعد خسارتهم مناطق في اليمن على أيدي قوات يمنية موالية للحكومة درّبتها الإمارات. ونجحت الدفاعات الإماراتية في إسقاط غالبيتها بعدما أدى الهجوم الأول إلى سقوط ثلاثة قتلى في أبوظبي. كما أعلنت جماعة "ألوية الوعد الحق" غير المعروفة على نطاق واسع في العراق مسؤوليتها عن محاولة استهداف الإمارات بطائرات دون طيار في بداية فبراير.
وتحدث وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء عن الحاجة إلى مواجهة "هذا التحدي الذي يتطلب منا التكاتف والعمل معًا لضمان أنه يمكننا بناء درع يحمي من خطر استخدام هذه الأنظمة"، وأن "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتفهم أهمية حماية أمتنا من خلال ضمان أن هذه التقنيات هي أدوات يمكننا استخدامها، لكن لا يمكن أن تُستخدم ضدنا".
ينعقد مؤتمر ومعرض
وينعقد مؤتمر ومعرض "يومكس" على مدى أربعة أيام في حين يتصاعد خطر الطائرات المسيّرة في المنطقة؛ فقد تعرضت السعودية لهجمات متزايدة من قبل المتمردين اليمنيين، بينما اتُّهمت إيران بالوقوف خلف هجوم بواسطة طائرة مسيرة ضد سفينة إسرائيلية في العام الماضي.
والجمعة أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة قدمت من لبنان ودخلت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين.
وقال مدير المكتب المشترك لأنظمة مكافحة الطائرات الصغيرة دون طيار في الجيش الأميركي الجنرال شون جايني في أبوظبي "يقوم أعداؤنا بذلك (اقتناء الطائرات المسيرة) دون أيّ تحديات"، موضحا "يشترونها جاهزة من على الرفوف، ويعيدون تصميمها (…) ثم يستخدمونها لمصلحتهم".
ورأى أنّ أحد حلول التصدي لهجمات الطائرات المسيرة يكمن في دمج الذكاء الاصطناعي في الدفاعات الجوية لتحديد الأهداف وتتبعها تلقائيا، موضحا “يمكن اكتشاف هدف من خلال شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي، وتتبع هذا الهدف، وإسقاطه”.
من جهته قال مدير الابتكارات والأبحاث والتكنولوجيا في مجموعة "تاليس" الفرنسية "مثلما قمنا ببناء الطائرات المدنية، فإنّ الطائرات دون طيار قادمة"، مضيفا "ليس لدينا خيار في هذا الشأن. لذلك نحن بحاجة إلى التأقلم".
وتابع "إذا أردنا حماية المجال الجوي فنحن بحاجة إلى جهود الجميع. (…) لا يمكن أن نحقق ذلك إذا كنّا نعمل كل على حده".