إعلامنا جمهوري: ومن سبأ النبأ اليقين

03:06 2021/12/17

بعد أربع سنوات من التعليم والنضال، ومعرفة مداخل عالم الصحافة والأخبار وفنون الإعلام المختلفة، نحتفل اليوم بالتخرج.
 
إنه شعور بالفخر يتجاوز حدود السماء، تجاوزنا كل الصعوبات التي اعترضت مسيرتنا وما تمر به البلد من ظروف الحرب، والكثير منا أتى إلى هذه المحافظة الأبية من محافظته هاربًا بحلمه من أن تهدمه معاول مليشيا الحوثي، التي شوهت كل ملامح الدولة، حاملًا على كتفيه هم بلد أصبحت كغابة ، تفتقر لكل مقومات الحياة الكريمة والآمنة بعد أن دنستها مليشيا الإرهاب الحوثية.
 
أتينا إلى مأرب مهاجرين، متحدين ظروفنا، تاركين أهلنا وأحبتنا، وقُرانا ومدننا التي احتضنت أحلامنا، وذكريات طفولتنا. 
 
فكانت مأرب الحضن الذي آوانا، والأم التي فتحت ذراعيها لنا ، مؤمنة بحقنا في العيش الكريم، والحياة الآمنة التي تليق بإنسانيتنا ، وتلبي طموحاتنا.
 
نزحنا إلى مأرب ولم يكن هناك حتى جامعة، ولكن لأنها تؤمن بحقنا في التعليم، وتدرك أن الوطن لايبنى بالجهل، عملت قيادة الدولة على إنشاء جامعة إقليم سبأ تضم،  سبع كليات و 35 تخصصا، ولا زال التطور مستمرا، وما كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الإعلام التي حضينا بشرف التعليم فيها إلا واحدة من كلياتها المختلفة، نتخرج اليوم منها كأول دفعة أشرقت بنا بوارق وشموس الأمل من جديد، معلنة بداية انطلاقة الحرية السبتمبرية، وهزيمة صلف الإمامة الجديدة.
 
هاهي أرض سبأ تبتسم بنا ولنا من جديد، ابتسامة توقظ أجمل أحلام اليمنيين، نكمل رحلتنا الجامعية في مرحلة البكالوريوس مسلحين بالعلم والمعرفة والثقافة. 
 
جامعة إقليم سبأ اليوم أصبحت أهم صرح جامعي وعلمي على مستوى اليمن، متباهية بأمومة نادرة، فقد احتضنت طلابًا من شتی القرى ومناطق النزوح من كل محافظات الجمهورية اليمنية، معلنة أن هذا الصرح العلمي ليس مكانًا لطلب العلم المعرفي فحسب، بل أصبح أيضًا عرينًا للنضال ومدرسة في التضحية.
 
ها نحن 62 طالبًا وطالبة في قسم الإعلام من التخصصات المختلفة في هذه الكلية، نرتدي قبعات التخرج، حاملين بين جوانحنا إلى جانب الحب لبلادنا عهدًا  ويقينًا بأن اليمن لن يكون إلا جمهورية خالدة.
فقد جمعتنا إلى صحراء مأرب، وأرض بلقيس قضية نؤمن بها، وسنناضل من أجلها ماحيينا، إنها قضية الوطن ، وهوية الشعب.
وسنعود من مأرب نحمل قداسة العلم، ونرفع راية الحرية، وسنكون إکسير الحياة لوطنٍ أرادت المليشيا لشعبه الموت، وعملت جاهدة على تجهيله وطمس هويته القومية.
من هنا، من أرض بلقيس وسبأ ، سنكون رسل هداية، کالهدهد الأمين الذي حمل رسالة سليمان.
 
زملائي #دفعةإعلامناجمهوري 
رفاق الكلمة.
نحتفل بهذه اللحظة الفارقة التي لن يمحوها الزمن، وتملأنا ثقة كبيرة بأننا سنواصل رحلة العلم والعمل، والتخرج لن يكون النهاية، بل بداية انطلاقة جديدة حقيقية نحو المجد والقمة، لنكون صوت الشعب وضميره وإعلامه، ولابد أن يكون لدفعتنا المتميزة نصيب من اسمها، في إعادة الزخم لأدوار السلطة الرابعة، ورفد المؤسسات الإعلامية بالكفاءات والعديد من المهنيين، والمساهمة في توحيد الخطاب، والالتزام بقواعد الشرف الإعلامي ، ونبذ خطابات التمييز والانقسام، ودعم توجهاتنا في المعركة الوطنية الحاسمة لتحرير الجمهورية من مشروع الجهل والخرافات.
 
سنبدأ رحلة أخرى وهي رحلة الحياة العملية الطويلة.
 
بعد أربع سنوات جمعتنا مع أنبل الزملاء الطلاب من مختلف المحافظات، وحدتنا فيها الغربة، وجمعنا الطموح، آخانا الهدف، وشد من أزرنا الإيمان بقضيتنا الواحدة. 
تحدينا نزوحنا وغربتنا عن أهلنا، وعشنا سنوات دراستنا متلمسين أحوال بعضنا، ومتقاسمين الهموم، والطموح مع زملاء الحلم، ودفء روعة الأكاديميين. نتخرج كباكورة نجاح لجامعة إقليم سبأ في محافظة مأرب الأبية، وأول دفعة من الإعلام .
فشكرًا لمأرب بحجم السماء، وشكرًا للأكاديميين، وشكرًا زملاء النضال من الخريجين .
 
أتمنى من الله التوفيق للجميع.