ديسمبر الذي حوله عفاش إلى رابع «ثلاثي اليمن المقدس»
- صنعاء، الساحل الغربي، قلم جمهوري:
- 09:11 2021/12/03
كان شهر ديسمبر يمر هزيلا على ذاكرة اليمنيين لا يأبهون له وكأنه نكرة خصوصاً وهو القادم بعد الثلاثي المقدس في ذاكرة اليمن "سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر" هذه الأشهر التي لا تمر مرور الكرام على ذاكرة اليمني، وكانت تلقي ظلها على ديسمبر حتى حولها عفاش إلى الرباعي اليمني المقدس فصنع لهذا الشهر هيبته ومقامه، كما صنع من قبل لمايو وجعله الرمز اليمني الأكبر وشهرهم الأوحد.
في مثل هذه الأيام كان العالم يقف بصمت، كانت صنعاء تمد لسانها المليشيات، كان الناس ينتظرون وكانت قلوبهم تصلي للخلاص، كان لم يزل هناك بقية من جمهورية، لأن رجلا وحيدا كان ينازع باسمهم كل أفاعي الظلام وحقد الزمان، كان يدبر للخلاص الحر، وكان يعد ويخطط، في مثل هذه الأيام كان الناس يستمعون لأيوب السبتمبري في الشوارع، ويرددون خلف الآنسي "جمهورية ومن قرح يقرح"..
إن أكثر الأيام التي مرت علي في صنعاء حساسية هي هذه الأيام من عام 2017م، لقد كان الصراع الجمهوري الإمامي على أشده، كان هناك رجل لا يزال يمثل الجمهورية اليمنية ويقاتل باسمها واسمه علي عبدالله صالح.
انفجر الوضع وابتدأ الجنون وكان صالح يعلم أنه وحيد، لكنه قرر خوض هذه المعركة المصيرية، رفض الهروب وقال لن أرحل سأموت وفي يدي بندقيتي، حارب عدد من الأبطال الجمهوريين الذين امتلكوا السلاح والوقت كأساطير أغريقية لأيام حتى سقطوا الواحد تلو الآخر بكبرياء حميرية جمهورية، حتى وصلت المعارك إلى أبواب عفاش زعيم الجمهورية السابق فأخذ بندقيته ويمنيته وجمهوريته وحارب كفارس طروادي وحيد حتى استشهد في بيته كالأسطورة.
إقرأ أيضاً:
- 50 ساعة أعقبت الخطاب التاريخي للزعيم: الفرصة التي أضاعتها الشرعية
- في ثنية الزعيم وأكنافها.. قبيل الفجر: «وإذا لم يكن من الموتِ بُدٌّ»
- «اثنان من ديسمبر» : محمد وعفاش
- عادل الأحمدي يكتب: إشارات في ذكرى انتفاضة ديسمبر
- وصايا علي
كان عفاش يقول في الفيديو الذي سجله قبل استشهاده بساعات إنني سأقاتل وسوف أقتل في بيتي ولن أهرب، كان يقولوها بأنفة حميرية وعزة جمهورية.
خاض عفاش في تلك اليوم ملحمة النهاية والبداية، فقد كانت تلك ملحمته النهائية ولكنها كانت لنا مجرد بداية أوقدها عفاش وسوف نمشي بها حتى الأقاصي.
كان شهر ديسمبر يمر هزيلا على ذاكرة اليمنيين لا يأبهون له وكأنه نكرة خصوصاً وهو القادم بعد الثلاثي المقدس في ذاكرة اليمن "سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر" هذه الأشهر التي لا تمر مرور الكرام على ذاكرة اليمني، وكانت تلقي ظلها على ديسمبر حتى حولها عفاش إلى الرباعي اليمني المقدس فصنع لهذا الشهر هيبته ومقامه، كما صنع من قبل لمايو وجعله الرمز اليمني الأكبر وشهرهم الأوحد.
إن الثاني من ديسمبر هو خاتمة لفاتحة اليمن هو آخر شهر في السنة وهو فاتحة لعام جديد وهو خاتمة لأسطورة عفاش وفاتحة لأساطير أخرى.
لقد دق عفاش المسمار الأخير في نعش الإمامة، وفتح المجال لخلاص اليمنيين، ليكمل ابن أخيه طارق عفاش وكل الأحرار الذين التحقوا به مسيرته الجمهورية.
ها نحن اليوم أمام جيش جمهوري يقف كالأسطورة في الساحل، إن الساحل الغربي هو ديسمبر الحر، ديسمبر الخلاص، وهو القيامة الفعلية للجمهورية، منه أشرقت شمس الخلاص وفيه انطفأت كوابيس الذل والعبودية.