دائرة «المصير الغامض» : سليم مغلس.. «المحافظ المسلوب»

  • تعز ، الساحل الغربي ، كتب : عبدالسلام القيسي
  • 10:56 2021/11/08

ما زال مصيره غامضاً، أقصد سليم مغلس، محافظ تعز لدى الانقلابيين، وسبب تخليهم عنه وإبعاده عن تعز، والذي اختفى فجأة عن المشهد، وصعد إلى صنعاء، بذروة معركة النفير التعزي، وتم تعيين صلاح بجاش قائماً بأعمال المحافظ ثم صدر قرار تكليفه محافظاً للانقلابيين في الحوبان مع اختفاء أثر سليم مغلس ولم يذكر مرة واحدة إلا بخبرية لا صحة لها وهي تعيينه وزيراً للخدمة المدنية، كما قيل.
 
أثناء النفير التعزي، أو بعده بقليل، ظهرت خبرية تصفية سليم مغلس في مفرق ماوية وتعامل المتابع مع الخبر ككذبة، وهي كذبة لإزاحته عن المشهد أو أنه تعرض فعلاً للإصابة ولكن تمت عملية تعيين قائم بأعماله وهو صلاح بجاش من أبناء الجندية، الغريم له، والذي خاض صراعاً مع مغلس على المحافظة ليكتمل حلمه بتعيينه محافظاً لمحافظة تعز ويختفي أثر مغلس وتتلاشى شائعة تعيينه وزيراً للخدمة المدنية، إذ لم يظهر البتة، لا بصورة أو حدث. 
 
فريق يقول أغتالوه، ولا أجزم، وفريق يقول في السجن، كذلك لا أؤكد، ولكن هل سليم مغلس يقبع تحت الإقامة الجبرية في صنعاء وهل استطاعت ملايين وأراضي صلاح بجاش المتناثرة في مفرق ماوية القضاء عليه ولو عبر التقليل من شأنه؟
 
أسئلة كثيرة، كان آخرها عند موجة كورونا التي ضربت تعز، عندما أرسل مئات من صناديق القمامة البلاستيكية كدعم للمدينة بتأريخ 10 / 4 / 2021 وبعدها اختفى الرجل، وكذلك سماحه بدخول الأكسجين للمدينة من الحوبان بعد احتجازها لأيام جعلت من الحوثي يخاف من دماء المدينة التي تسري في أوردته، رغم أنه أكثر من أساء لتعز وأكثر من مهد للحوثي ضد أبناء جلدته! وهو اللهم أراد تلميع الحوثي بين أبناء المدينة ولصالح الحوثي لكنه الكهف يأبي إلا أن يقول ويفصح عن وجهه الدموي وأن القناصات والمقذوفات هن دعمه الحقيقي لتعز بكل ليلة. 
كانت آخر بطولة دنكوشوتية لسليم مغلس وهو لا يزال في منصبه بالحوبان التنكيل بأبناء الحيمة، رغم أن المشرف العام ابو وائل الحباري، هدده مرات كثيرة بالقتل وهناك صراع بينهما على من يكون صاحب الكلمة الأولى وانحياز الحباري لصلاح بجاش أخفى مغلس. 
 
سليم مغلس من أكثر القيادات الشابة التي عملت لصالح كهف الحوثي، في تعز وغير تعز، في مدينة لم تكن تربطها بالسلالة أي رابطة وأدى جهده الكبير ضد مدينته إكراما للحوثي وتخليا عن دمه وجمهوريته، لكنها الحوثية لم ترع له ذلك الجميل وانحازت للصوفي ذي العمامة وهو صلاح بجاش، وهو الذي لم يقدم للمليشيا أي شيء، وهذه تعزز معنى امتهان الحوثية لليمنيين لصالح جنس السلالة.
 
على ضوء ذلك، كان عضو المجلس الرئاسي، سلطان السامعي لفترة معتزلاً ببلدته سامع ولكنه ظهر اليومين هذه في الحوبان يحشد للمليشيا وخلف اعتزاله وعودته للحشد سراً كبيراً من معاناة التعزيين من التسلط الحوثي مهما قدموا للحوثية من خدمات ووفاء ولكن في شهر واحد من بداية هذه السنة أثناء اشتداد الجدل بين رفاق الجمهورية في مثلث الحجرية والساحل والباحة كان سليم مغلس ينشط ويحشد بمديرية حيفان وما إليها، فهل عجز الرجل عن الايفاء لسيده بتهييج نار الخصومات بين رفاق السلاح أو السطو على الحجرية أثناء انشغال الجمهوريين بجدلهم وجدالهم وتبايناتهم وهذا العجز جعلهم يعطون تلك المهمة لسلطان السامعي، أم أن سليم مغلس رفض نقل الصراع إلى بلاده الحجرية، وهذا أبعده؟
 
أعود إلى فترة شغل الشيخ البحر، محافظا لديهم، واهانتهم له ومحاولتهم الاعتداء عليه أكثر من مرة، وإلى أثناء فترة عبده الجندي الذي كان يتغدى في مطعم بسوق الزنداني وكان مرافقه من قوات الأمن المركزي خارج المطعم بجانب سيارة الجندي، عندما أتى أحد مشرفي المليشيات وقتل مرافقه بدم بارد وذهب، وبعد أيام من قتله أو أسابيع وكان يقبع بالثلاجة بمدينة إب شيعوه من هناك بموكب رسمي وألصقوه صوره بوصفه الشهيد وبحضور الجندي، وكبار مشايخ تعز، في الدفن ضاربين بمشاعر الناس وغير متناسين أنهم هم قتلته والقاتل يشيع معهم ولا مبرر لقتله ولا خلاف، بل لأن صالح استشهد وحانت لحظة إهانة عبده الجندي بتلك الطريقة.. 
 
ولا ينسى أحد ما حدث لأحد عائلة زجل، من إهانة ورصاص، وبيت زجل من عائلة كبيرة في تلك الناحية، الجندية وناحية ماوية، فقط لأن الشيخ زجل تربطه علاقة كبيرة من قبل مع معسكر الحرس الجمهوري أثناء حكم الزعيم وإلى حين موته.  
 
وإلى منير الحشاش، قيادي عتيق مع الحوثي من رفاق صالح الصماد، الذين هبوا إليه قبل فترة إلى قريته وقتلوه بعد أن كان لديهم الشرعبي منير هامة وقامة لسبب أنه رفض ممارساتهم ونهبهم للناس في الطرقات؛ تتكاثر استبدادية الحوثي لأبناء تعز المحتلة مهما كنت معهم ومهما قدمت لهم من الخدمات فمشايخ عمران الذين سلموا له المحافظة جازاهم بالسحل بعد القتل. 
 
الأحداث ساخنة في الجبهات وفي تعز، وكان سليم مغلس الواجهة لهم كل مرة منذ بدء مفاوضات دخول تعز بعد سقوط صنعاء، لكنه الآن يختفي فما هي احتمالات غيابه الطويل، وتبقى كل الاحتمالات في الواجهة حتى يظهر سليم مغلس أو ينساه الناس إلى الأبد وإن ظهر أو غاب فما له من مدينته إلا المسبة والحد، فقط. 
 
لكن ثمة رأي وجيه من أحدهم على المذبحة التي حدثت في صنعاء بالخدمة المدنية للموظفين وفصل عشرات الآلاف، وأن جماعة الحوثي تخشى المستقبل ومنحته الوزارة لتنفيذ تلك المذبحة وإذا حان الحين وعادت الدولة وتمت المساءلة سيكون المتهم هو سليم مغلس الذي شغل وزيرا للخدمة أثناء تنفيذ القرار ويصبح ابن تعز مجرد "موطفة" فقط لغسيلهم الوسخ وحامل للتهمة دونهم..
 
وهذه تعود بنا إلى بعد معركة البيضاء وتنكيل الحوثي بالقبائل قامت المليشيات بإرساله مع قيادات تعز للخيلاء على وجع ومواجع البيضاء لمسح التهمة وايجاد الشقاق بين شافعية البيضاء وتعز في المستقبل وهو الذي أرسل كل أبناء شرعب ومنحهم صك البيضاء، فالبيضاء أغلبيتهم من شرعب ورجال شرعب المتحوثين ملء رداع وهي طريقة لإفراغ شرعب من أبنائها أثناء توليه المحافظة ليموت شاكر أحمد سيف قبل أيام بحادث مروري في ظروف غامضة، وشاكر هو نجل الشيخ أحمد سيف الشرعبي القيادي المؤتمري الكبير الذي يلم كل شرعب وكل رجال شرعب من حوله واغتيل قبل عامين في بلاده بظروف غامضة وبعد اغتياله تفرق رجال شرعب السلام والعزل المحاذية للرونة.
 
لكن عودته إلى صنعاء مهما قلدوه هناك من منصب تبقى حيلة جميلة لفرض الإقامة الجبرية عليه ومنعه من التحرك.

ذات صلة