تسلسل أحداث 48 ساعة عاصفة في الخرطوم.. عاد حمدوك إلى منزله والبرهان لا يتراجع

  • فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
  • 03:57 2021/10/27

عاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منزله مساء الثلاثاء تحت حراسة أمنية مشددة. وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد أعلن خلال مؤتمر صحفي بعد ظهر الثلاثاء، أن حمدوك موجود معه في المنزل في أمان ولم يتعرض لأي أذى. هذا وسجل مقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب العشرات في الخرطوم، خلال مظاهرات استمرت ليل الإثنين ضد ما اعتبره المحتجون "انقلاب البرهان".
 
عودة على آخر التطورات
 
تمت إعادة رئيس الوزراء السوداني المقال عبد الله حمدوك إلى منزله في الخرطوم وتأمين المنزل، بحسب ما قال مسؤول عسكري طلب عدم ذكر لوكالة الأنباء الفرنسية. وقال المسؤول "تمت إعادة عبد الله حمدوك إلى منزله في كافوري واتخاذ إجراءات أمنية حول المنزل". ورفض المسؤول الرد على سؤال عما إذا كان ذلك يعني الإفراج عنه أم وضعه تحت الإقامة الجبرية.
 
فيما أكد مصدر مقرب من حمدوك لوكالة رويترز الثلاثاء إن حمدوك وزوجته في منزلهما تحت حراسة مشددة.
وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان الثلاثاء في مؤتمر صحفي قد أعلن بأن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك موجود معه في منزله "وليس في مكان آخر". وأكد البرهان بأن حمدوك  "يواصل حياته الطبيعية.. في أمان ولم يتعرض لأي أذى لكن تم إبعاده للحفاظ على سلامته".
 
وقال البرهان إن الحكومة السودانية القادمة لن تضم أي قوى سياسية وستكون حكومة كفاءات.
 
واستمرت المظاهرات في السودان الثلاثاء ضد سيطرة العسكر على السلطة وإخراج شركائهم المدنيين من الحكم الإثنين، فيما سجل مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة أكثر من ثمانين بجروح في الخرطوم برصاص الجيش خلال الاحتجاجات.
 
الاتحاد الأوروبي يهدد بتعليق مساعدته المالية للسودان عقب الانقلاب 
مصادر دبلوماسية: سفراء السودان في 12 دولة يقولون إنهم يرفضون الانقلاب
 
تعليق الرحلات من وإلى مطار الخرطوم
 
أعلنت سلطة الطيران المدني في السودان تعليق كافة الرحلات الجوية القادمة والمغادرة من مطار الخرطوم الدولي اعتبارا من 26 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 30 منه.
 
ما هو الموقف الأمريكي ؟
 
قال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جيك سوليفان إن بلاده "على اتصال وثيق مع دول الخليج بشأن الوضع في السودان". وأضاف سوليفان بأن الولايات المتحدة ستنظر في جميع الأدوات الاقتصادية المتاحة للتعامل مع السودان.
 
دعوات للإفراج الفوري عن حمدوك
 
طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بالإفراج عن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك "على الفور". من جانبه، دعا مكتب رئيس الوزراء السوداني من أطلق عليهم اسم "الانقلابيين" للإفراج الفوري عنه، في أول ردود فعل على تصريحات قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أعلن بأن حمدوك غير موقوف وبأنه متواجد معه في منزله لـ"حمايته". وقال المكتب في بيان نقلته الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والإعلام السودانية المنحلة على فيس بوك "على الانقلابيين أن يطلقوا سراح رئيس الوزراء وجميع من معه فورا وعليهم أن يعلموا أن رئيس الوزراء يحميه شعبه الذي قاد ثورة سلمية طويلة الأجل دون أن تراق قطرة دم واحدة".
 
مكتب رئيس الوزراء السوداني يرد على البرهان
 
قال مكتب رئيس الوزراء السوداني عبر صفحته في فيس بوك الثلاثاء إنه "لا بديل إلا الشوارع والمواكب والإضرابات والعصيان حتى تعود مكتسبات الثورة السودانية". مضيفا بأن "رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، المعزول عقب انقلاب عسكري، هو السلطة التنفيذية المعترف بها من الشعب السوداني والعالم". وتابع بأن "كلمات رأس الانقلاب وإجراءاته لا تعدو أن تكون إلا مجرد تلاوة لإملاءات تأتي من خطوط داخلية وخارجية ولا علاقة لها بالجيش السوداني أو مصلحة الوطن". في إشارة إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
 
البرهان "لم نقم بانقلاب"
 
وقال قائد الجيش السوداني "لم نقم بانقلاب، نحاول تصحيح مسار الانتقال" مضيفا بأن "الإدانات أمر متوقع لأن ثمة دول ترى أن تحركاتنا هي انقلاب، ولكنه ليس كذلك". وأكد البرهان "سيتم إلغاء قانون الطوارئ فور تشكل المؤسسات"، وبأن "خدمات الإنترنت ستعود تدريجيا". مؤكدا أيضا على أن " كل ما ورد في اتفاق السلام بجوبا من امتيازات سيتم الحفاظ عليه".
 
قائد الجيش السوداني: "رئيس الوزراء حمدوك في منزلي"
 
قال قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان إن "رئيس الوزراء موجود معي في المنزل وليس في مكان آخر"، وهو "يواصل حياته الطبيعية.. في أمان ولم يتعرض لأي أذى لكن تم إبعاده للحفاظ على سلامته". وتابع بأن "رئيس الوزراء حمدوك لم يكن باستطاعته العمل بحرية لأنه كان مقيدا من الناحية السياسية". وأضاف البرهان بأن "الوثيقة الدستورية لم تلغ" بل "فقط المواد الخاصة بالشراكة مع الأطراف المدنية". وبأنه "سيتم تشكيل مجلس سيادة وحكومة لكن بتمثيل حقيقي من جميع الولايات. وسيتم تعيين رئيس للوزراء".
 
"أحداث الأسبوع الماضي كان يمكن أن تقود لحرب أهلية"
 
قال قائد الجيش السوداني في مؤتمر صحفي الثلاثاء إنه و"خلال الأسبوع الأخير كان هناك تحريض ضد القوات المسلحة". مضيفا بأنه قد "تمت الموافقة على مبادرة رئيس الوزراء حمدوك عدة مرات وإن قوى الحرية والتغيير رفضت المشاركة". هذا وحذر الفريق أول عبد الفتاح البرهان من أن "المخاطر التي شهدناها في الأسبوع الماضي كان من الممكن أن تقود البلاد إلى حرب أهلية". وتابع البرهان "قدمنا 3 خيارات لحل الأزمة إلى رئيس الوزراء حمدوك.. وناقشنا مع المبعوث الأمريكي فيلتمان كيفية حل الخلاف بين القوى السياسية والجيش. ناقشنا مع رئيس الوزراء حمدوك توسعة المشاركة السياسية حتى الليلة الأخيرة قبل الأحداث".
 
وتابع البرهان "خلال الأيام القادمة ستشكل مجالس العدالة"، وقال إن "القوات المسلحة لا يمكن أن تستكمل المرحلة الانتقالية بمفردها، ونحتاج إلى مشاركة الشعب السوداني". مضيفا "سنحرص على أن يكون المجلس التشريعي من شباب الثورة. الانتقال الحقيقي سيكون إلى حكومة مدنية".
 
مؤتمر صحفي لقائد الجيش السوداني
 
وقال البرهان إن "القوات المسلحة قدمت كل ما يمكن أن تتنازل عنه لتحقيق أحلام الشعب السوداني". مضيفا بأن "عدم الثقة بين الأطراف الانتقالية وقع بعد توقيع اتفاق السلام في جوبا". وأنه "دعم المبادرة الأخيرة لرئيس الوزراء" عبد الله حمدوك. وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان "مبادرة رئيس الوزراء حمدوك تم اختطافها من جانب مجموعة صغيرة.. المبادرة ناقشت مسائل متعلقة بالقوات المسلحة. شعرنا بوجود عداء واستهداف تجاه القوات المسلحة".
 
انشقاق سفراء السودان في فرنسا وبلجيكا وسويسرا
 
أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السودانية المنحلة الثلاثاء انشقاق ثلاثة سفراء سودانيين وإعلانهم رفض "الانقلاب العسكري الغاشم" على حد وصفها. وجاء في البيان الذي نقلته الوزارة على صفحتها الرسمية في فيس بوك عن السفراء "ندين بأشد العبارات الانقلاب العسكري الغاشم على ثورتكم المجيدة (..) وندعو الدول والشعوب المحبة للسلام إلى رفض الانقلاب ونعلن انحيازنا التام إلى مقاومتكم البطولية التي يتابعها العالم أجمع ونعلن سفارات السودان لدى فرنسا وبلجيكا وسويسرا سفارات للشعب السوداني وثورته".
 
تجمع المهنيين يدعو إلى "العصيان المدني الشامل"
 
قال تجمع المهنيين السودانيين الثلاثاء على تويتر إن "جماهير الشعب السوداني ترفض وتقاوم الانقلاب العسكري"، مشيرا إلى إغلاق الشوارع الرئيسية بالمتاريس، داعيا إلى "العصيان المدني الشامل".
 
روسيا تدعو لضبط النفس في السودان
 
قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء إن روسيا قلقة حيال الوضع في السودان، وتحث جميع الأطراف على ضبط النفس بعد "انقلاب عسكري" واضطرابات. وصرح بيسكوف في إفادة صحفية "على شعب السودان تسوية الوضع في البلاد بنفسه، ونأمل أن يحدث هذا في أسرع وقت ممكن ودون خسائر في الأرواح".
 
حمدوك وأعضاء حكومته في "مكان غير معلوم"
 
قالت وزيرة الخارجية في الحكومة السودانية "المخلوعة" في رسالة نشرتها وزارة الإعلام على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك الثلاثاء، إن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وأعضاء حكومته المختفين ما زالوا في مكان غير معلوم حتى اللحظة. ووزارة الإعلام بين عدد محدود من الهيئات الحكومية التي ما زالت تعلق على الوضع في السودان عقب اعتقال حمدوك بعد أحداث الاثنين.
 
شلل وإغلاق في الخرطوم وأم درمان
 
أغلقت الطرق والمتاجر وتعطلت الاتصالات الهاتفية وانتشرت الطوابير أمام المخابز في السودان الثلاثاء، بعد يوم من سيطرة الجيش على السلطة في البلاد، ما أدى إلى وقوع اضطرابات سقط فيها سبعة قتلى على الأقل. واختفت مظاهر الحياة في العاصمة السودانية ومدينة أم درمان المقابلة لها على الضفة الأخرى من نهر النيل، وأغلقت الطرق إما بجنود الجيش أو بحواجز أقامها المحتجون. وأمكن سماع الدعوة إلى الإضراب العام عبر مكبرات الصوت في المساجد.
 
تجمع المهنيين السودانيين: "الشعب يرفض ويقاوم الانقلاب العسكري"
 
قال تجمع المهنيين السودانيين الثلاثاء على تويتر إن "جماهير الشعب السوداني ترفض وتقاوم الانقلاب العسكري"، مشيرا إلى إغلاق الشوارع الرئيسية بالمتاريس في الخرطوم "لحماية الثوار مع تجنب الاشتباك مع قوات الانقلابيين.. حفاظا على الأرواح" على حد تعبيره. واعتبر التجمع بأن "المقاومة السلمية سبيلنا لهزيمة.. الانقلابيين".
 
البرهان يقرر حل اللجان التسييرية للنقابات والاتحادات المهنية
 
أفاد تلفزيونا سكاي نيوز عربية والحدث ومقرهما الإمارات، بأن القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أصدر الثلاثاء قرارا بحل اللجان التسييرية للنقابات والاتحادات المهنية.
 
دعوة تجمع المهنيين السودانيين للإضراب
 
دعا تجمع المهنيين السودانيين، الذي كان ائتلافا من الناشطين في الانتفاضة على حكم البشير، إلى الإضراب. وأمكن سماع الدعوة للإضراب العام عبر مكبرات الصوت في مساجد الخرطوم.
 
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سيعقد مؤتمرا صحفيا
 
أعلن مكتب قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان عقد مؤتمر صحفي بعد ظهر الثلاثاء غداة "انقلاب العسكريين" على السلطة في السودان وتنحية شركائهم المدنيين من الحكم. وأكد مسؤول من مكتب البرهان عقد المؤتمر دون إعطاء المزيد من التفاصيل.
 
أنباء عن انقطاع جميع الاتصالات في السودان
 
أفاد تلفزيون الحدث المملوك للسعودية ومقره دبي الثلاثاء أن جميع الاتصالات في السودان انقطعت، وذلك بعد يوم من استيلاء الجيش على السلطة فيما اعتبر "انقلابا عسكريا". لكن لم يصدر أي تأكيد رسمي بشأن انقطاع الاتصالات.
 
تعليق مساعدة مالية بـ700 مليون دولار
 
ودانت الولايات المتحدة الإثنين "بشدة" الانقلاب العسكري في السودان والاعتقالات التي طالت قادة مدنيين، داعية إلى العودة الفورية للحكم المدني والإفراج عن رئيس الوزراء المعتقل، ومعلنة تعليق مساعدة مالية للسودان بـ700 مليون دولار.
 
 وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن "الولايات المتحدة تدين بشدة ما أقدمت عليه القوات العسكرية السودانية"، مبديا قلقه البالغ إزاء تقارير عن استخدام قوات الأمن الذخيرة الحية ضد المتظاهرين. وأضاف "نرفض بشدة حل الحكومة الانتقالية بقيادة المدنيين والمؤسسات المرتبطة بها، وندعو إلى إعادة (العمل بها) على الفور".
 
"تصحيح الثورة"
 
ونزل متظاهرون في عدد من شوارع الخرطوم ينددون بـ"انقلاب البرهان" ويرفضونه. لكن لجنة أطباء السودان المركزية التي كانت رأس حربة في الاحتجاجات ضد البشير، أعلنت عبر فيس بوك مقتل ثلاثة "ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي".
 
وقال البرهان في كلمة متلفزة إن الجيش "اتخذ الخطوات التي تحفظ أهداف ثورة ديسمبر 2018" التي أطاحت بنظام عمر البشير، متحدثا عن "تصحيح الثورة".
 
وأعلن "حالة الطوارئ العامة في كل البلاد... وحل مجلس السيادة وحل مجلس الوزراء". ورغم إعلانه "تعليق العمل" بمواد عدة من "الوثيقة الدستورية" التي تم التوصل إليها بين العسكريين والمدنيين الذين قادوا الاحتجاجات ضد البشير في 2019، قال إنه متمسك بها، وبـ"إكمال التحول الديموقراطي إلى حين تسليم قيادة الدولة إلى حكومة مدنية". كما أعلن أنه "سيتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة" تدير البلاد إلى حين تسليم السلطة إلى "حكومة منتخبة".
 
إطاحة بحكم البشير 2019
 
أطاح الجيش في نيسان/أبريل 2019 بنظام البشير الذي حكم السودان أكثر من ثلاثين عاما بقبضة من حديد، بعد انتفاضة شعبية عارمة استمرت شهورا، وتسلم السلطة. لكن الاحتجاجات الشعبية استمرت مطالبة بسلطة مدنية وتخللتها اضطرابات وفض اعتصام بالقوة سقط خلاله قتلى وجرحى.
 
في آب/أغسطس 2019، وقع العسكريون والمدنيون (ائتلاف قوى الحرية والتغيير) الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية، اتفاقا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجب الاتفاق، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين (مجلس سيادة يرأسه عسكري، وحكومة يرأسها مدني)، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة في نهاية المرحلة الانتقالية.
 

 

ذات صلة