تعز.. حصار يضاعف المتاعب وفرحة عيد سلبتها المليشيات الحوثية – "تحقيق ميداني"

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/22

خاص - منبر المقاومة - تقرير عبدالصمد القاضي:للعام السادس على التوالي يأتي عيد الفطر مسلوب الأفراح ويحمل الكثير من ذكريات المآسي ومخاوف محتمل وقوعها في هذا العام، حيث تزداد نسبة قلق سكان مدينه تعز باستمرار سيطرة مليشيات الحوثي على مناطق واسعة من المحافظة بما في ذلك المنافذ التى اتخذتها المليشيات وسيلة لتمزيق النسيج الإجتماعي وحرمان الكثير من الأسر لمة الأحبة وزيارة الأقارب في مناطق سيطرة الحوثيين.
 
مخاوف امنية منعت الكثير من المواطنين من زيارة أسرهم خشية الإختطاف والزج بهم في سجون المليشيات الإجرامية، وفي كل عيد تقف مدينة تعز مع موعد لذكرى مجازر المليشيات بحق المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء الذين راحوا ضحايا القصف العشوائي على المدينة، ويأتي عيد الفطر المبارك هذا العام منكسرا وخلفه خيبة الأمل في مخيلة الكثير من سكان مدينة تعز، انعكاساً لجرائم المليشيات الحوثية التى تزداد توحشاً في كل عيد، وتكثف من القصف والقنص والحصار،ثلاثي الموت القادم من مليشيات الحوثي لمدينة تسودها المآسي وتتفاقم فيها المعاناة باستمرار، بفعل تواجد المليشيات في محيطها الخارجي منذ أكثر من ستة أعوام. إذ أخذت ارواح العديد من سكان المنطقة بالقنص والقصف خلال أعياد الفطر السابقة لتحولها الى مأتم تتكرر ذكراه في كل عام ليسلب الفرحة من قلوب الأسر. كل الأعياد الماضية والأحزان والآلام مستمرة ومتواصلة ودماء أطفال تعز تسيل بفعل القناص الحوثي الذي أزهق الأرواح وأفزع الأطفال وبث الأحزان في كل البيوت لتشهد المدينة موجة عزاء كبرى ولحظات سوداء قاتمة تغطي فرحة العيد وبهجته!! رهف وملاك وعمر و فريد وغيرهم من أطفال المدينة قتلوا باستهداف المليشيات الحوثية للمدينه خلال الأعياد منهم بالقصف المدفعي ومنهم بالقناصة. محمد علي غالب والد الطفل عمر البالغ من العمر 13 عام يروي لـ "منبر المقاومة" فيقول: توقفت كل الأعياد حين توقف قلب عمر برصاصه قناص، العام الماضي وبمثل هذه الأيام نام عمر متوهجاً فرحاً بحلول العيد نام وتحت رأسه ملابسه الجديده لينهض مبكرًا يبتهج في العيد ليمسح غبار الحرب المخيمة على المدينة بقليل من السعادة لكن المليشيات تأبى ذلك ففي مساء يوم العيد كان يلعب جوار منزلنا بحي عصيفره لكن رصاصة قناص الحوثيين أوقفته عن ذلك للابد، لذلك لا اعياد لنا في ظل تواجد المليشيات.أكثر ما نخشاه في تعز هي الأعياد خوفاً من توحش المليشيات خلاله وتنوع المجازر التى ترتكبها فكيف يحل العيد وقد سلب منك أعظم أفراحك، ونخشى أن نخسر الآخرين المواطنونل عيدهم ذكرى موجعه ليترددون على مقبرة الشهداء في تعز ، تراهم في صباح كل عيد يطوفون حول قبور ضحايا المليشيات على مدى أعوام الحرب تجرع أبناء المنطقة مرارة الحياة فالجميع لسان حالهم: لا عيد إلا بكسر طيغان المليشيات. يقول الكثيرون من سكان مدينة تعز أن مظاهر العيد في ظل حرب المليشيات والحصار باتت تقتصر على الملابس الجديدة وبعض من الحاجيات؛ فالظروف الصعبة التي تمر بها تعز غيبت طعم و رائحة العيد. من جهة أخرى يشعر أفراد وأسر بالمدينة غربة وسط الوطن مع استمرار فرض الحصار على ومخاوف الاختطاف والاعتقال في جغرافيا سيطره المليشيات إذ يحرم الكثير من زيارة اسراهم خارج المدينه ما يسلب للعيد نكهته بلقاء الأحبة وفوحات لم شمل الأسر وتجديد الحياة التى تكسر روتين البعد والفراق في كثير من الأسر. وخلال استطلاع ميداني في شوارع تعز عكس أثر المليشيات بمزيج وحدة الترابط الاجتماعي والتباعد الأسري في المجتمع الواحد وعلى مستوى الاسرة، فالكثير هنا يتجاوزون العام السادس في غياب أسرهم عن أنظارهم والاعظم من ذلك يقول المواطن معاذ الحاج: المليشيات تجبرني على فراق أسرتي امي، ابي، إخواني، أعتقد اني نسيت ملامحهم مع استمرار الحصار ومخاوف الاعتقال، لا يقهرني كل هذا بقدر ان من يفرض الحصار الاجباري ومنعي من حق العودة هو ابن عمي الذي التحق بالمليشيات وتغير كلياً ليجبرني على البقاء هنا لأسباب لا أعرفها. مليشيات الحوثي رائده في تصدير الموت وتفخيخ الحاضر وتلغيم المستقبل ففي العام الماضي منعت السكان في المناطق القابعة تحت سيطرتها من إقامة الشعائر الدينية لعيد الفطر واعتقلت كل من يظهر عليه ملامح عيديه. يروي الدكتور ياسر الصاوي (استاذ علم الاجتماع)، بأن العيد لم يعد كما كان عليه قبل أعوام حرب المليشيات؛ مشيراً إلى أن العلاقات الاجتماعية تأثرت و تغيرت نتيجة مخاوف امينة وتردي الأوضاع المعيشية التي تسببت بها المليشيات على اليمن عموماً وتعز على وجه الخصوص. في السياق ذاته تبقى أسعار المواد الغذائية مرتفعة جدًا بسبب ارتفاع أسعار النقل نتيجة الحصار الحوثي الذي يعتبره البعض أطول حصار بالعالم وفرض جبايات جنونية على سائقي سيارات المواد الغذائية والاستهلاكية. أسواق الثياب والملابس في المدينة هي الأخرى ارتفعت أسعارها بنسبة مئة في المئة، بحيث أن البدلة التي كانت العام الماضي بسعر خمسة آلاف ريال يمني، ارتفعت إلى اثني عشر ألف ريال. ويضطر أغلب المواطنين للشراء من محلات التخفيضات أو من البسطات في الشوارع التي تعتبر أسعارها أرخص من المحلات الكبيرة.
 

ذات صلة