طالبان على مشارف كابول

  • (AFP)
  • 02:42 2021/08/14

تقترب حركة طالبان يوما بعد يوم من كابول، ولم يعد يفصلها عنها إلا 50 كلم بعد أن سيطرت الجمعة على مدينة بولي علم، إلا إن الولايات المتحدة استبعدت أن تكون العاصمة في الوقت الحالي تواجه "خطرا وشيكا"، رغم عدم إخفاء قلقها إزاء الوضع. فيما اكتفت دول غربية أخرى بالتعبير عن مواقفها مما يجري في هذا البلد، دون إفصاح نوايا بشأن دعم عسكري للحكومة الأفغانية. وأكد الحلف الأطلسي أنه سيدعم كابول "قدر الإمكان".
 
اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة أن كابول لا تواجه على ما يبدو "خطرا وشيكا" رغم التقدم السريع الذي حققه مقاتلو طالبان في أفغانستان.
 
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي للصحافيين إن "كابول لا تشهد راهنا أجواء خطر وشيك"، مع إقراره بأن طالبان "تحاول عزل كابول". 
 
وسيطرت طالبان الخميس على مدينتي قندهار وهرات بعد أيام من إنهاء الولايات المتحدة القسم الأكبر من انسحابها العسكري من أفغانستان. ولم يخف البنتاغون قلقه حيال الوضع الميداني، لكنه أكد أن القوات الأفغانية باتت تتحمل المسؤولية الآن. 
 
وأضاف كيربي "لقد لاحظنا بقلق كبير سرعة تحركهم (طالبان) والمقاومة المحدودة التي واجهوها، وكنا صادقين جدا حيال ذلك". وتابع "نريد أن نرى العزيمة والقيادة السياسية، (واستطرادا) القيادة العسكرية، المطلوبة في الميدان". وكرر المتحدث أن "على الأفغان فعلا أن يقرروا (...) ليست هناك نتائج حتمية".
 
الحلف الأطلسي سيدعم كابول "قدر الإمكان"
 
ومن جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الجمعة إثر اجتماع مع سفراء دول الحلف في بروكسل بعد قرار واشنطن ولندن إجلاء رعاياهما من كابول، أن الحلف سيدعم الحكومة الأفغانية "قدر الإمكان" وسيقوم بـ"تكييف" وجوده الدبلوماسي.
 
للمزيد - أفغانستان: طالبان تواصل توسيع سيطرتها وتستولي على مدينة "بولي علم" على بعد 50 كلم من كابول
 
وأضاف ستولتنبرغ في بيان أن "الحلفاء في الأطلسي قلقون للغاية للمستويات العالية من العنف التي تسبب بها هجوم طالبان، وخصوصا الهجمات على المدنيين وعمليات الاغتيال المحددة الهدف والمعلومات التي تتحدث عن انتهاكات أخرى بالغة لحقوق الإنسان".
 
جونسون يتعهد بـ"عدم إدارة الظهر لأفغانستان"
 
تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة بـ"عدم إدارة الظهر لأفغانستان" التي تواجه تقدم طالبان، داعيا الدول الغربية إلى العمل مع كابول لتجنب "أن تصبح (البلاد) مجددا تربة (خصبة) للإرهاب". وأعلن جونسون متحدثا عبر قنوات التلفزة البريطانية إثر اجتماع أزمة حكومي، أن بلاده تعتزم "ممارسة الضغط" عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعدا حتى الآن فرضية "حل عسكري".
 
وقال "ما علينا القيام به الآن هو عدم إدارة الظهر لأفغانستان بل مواصلة العمل بوصفنا عضوا في مجلس الأمن (الدولي) مع شركائنا لنتأكد أن حكومة كابول لن تدع البلاد تصبح مجددا تربة للإرهاب". وأضاف "سنستخدم وسائلنا للضغط الدبلوماسي والسياسي، موازنة المساعدة الدولية لممارسة مزيد من الضغط. إن فكرة حل عسكري أو عبر معارك ليست ما علينا تبنيه حاليا".
 
ومع تقدم طالبان المستمر في البلاد، أعلنت لندن مساء الخميس أنها سترسل في الأيام المقبلة نحو 600 جندي لإجلاء مواطنيها من البلاد.
 
فرنسا تتعهد ببذل "جهد استثنائي" لاستضافة حقوقيين أفغان معرضين للخطر
 
وتعهدت فرنسا ببذل "جهد استثنائي" في سبيل استضافة شخصيات أفغانية مهددة لالتزامها الدفاع عن حقوق الإنسان، لافتة كذلك إلى أنها ستكون من بين الدول الأوروبية الأخيرة التي ستستمر في إصدار تأشيراتها في كابول، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الرئاسة.
 
وأورد قصر الإليزيه "في ضوء دعم فرنسا الدائم لشخصيات المجتمع المدني الأفغاني من فنانين وصحافيين وحقوقيين حيواتهم في خطر بسبب الالتزام بحرية التعبير والرأي أو حقوق الإنسان، ثمة جهد استثنائي قائم لتسهيل وصولهم إلى الأراضي الفرنسية".
 
وأضافت الرئاسة أن "فرنسا تحافظ على قدرتها لجهة إصدار تأشيرات دخول (إلى أراضيها) في كابول، وستقوم دولتان أوروبيتان أخريان فقط بالأمر نفسه". وأوضحت باريس أنها استقبلت منذ أيار/مايو 625 أفغانيا عملوا مع الفرق الفرنسية التي تواجدت في أفغانستان.
 
ولفت الإليزيه إلى أن فرنسا التي لجأت في السنوات الأخيرة إلى مدنيين معينين محليا لمساعدة قواتها وأفرادها المنتشرين في أفغانستان، قد استقبلت 550 شخصا مع أسرهم بين عامي 2013 و2015 و800 آخرين في 2018 و2019.
 
وعلى غرار دول أوروبية أخرى، علقت فرنسا منذ تموز/يوليو عمليات ترحيل المهاجرين الأفغان الذين رفِضت طلبات لجوئهم، بسبب القتال بين حركة طالبان والقوات الحكومية. وبات مقاتلو طالبان يسيطرون على نصف العواصم الإقليمية الأفغانية التي سقطت في ثمانية أيام.
 
 

ذات صلة