قواعد اشتباك لتأصيل الطارئ

03:39 2021/08/11

قواعد الاشتباك التي تحدث عنها زعيم حزب الله اللبناني مؤخراً ليست سوى رجع الصدى للمنهج الذي تنتظم في إطاره هذه القواعد من وجهة نظر النظام الإيراني:
تدمير لبنان، سوريا، اليمن، العراق وغيرها من البلاد العربية لحماية النظام الإيراني وتعميم عمامة ولاية الفقيه.
 
لذلك لا غرابة أن يتكرر حديث قيادات حزب الله عن "تحرير" مارب، وعن "القتال في الساحل الغربي" والذي اختلط، على نحو مريب، مع مواجهات هزلية على الحدود الجنوبية للبنان، وضرب الناقلات المدنية أمام سواحل عمان بمسيرات إيرانية بغطاء حوثي، في مشاهد يتم فيها توظيف البلدان العربية وسلامتها وأمنها لصالح نظام إيران.
 
ومثلما يعمل الحوثيون على إخراج اليمن من جلده العربي بتأصيل الطارئ من تاريخه في لعبة قبيحة لن ينجم عنها سوى المزيد من تدمير البلاد وتشريد أبنائه، فإن حزب الله يعمل على تجريد لبنان من قيم حضارية وقومية وإنسانية جعلت منه ذات يوم واجهة يتطلع إليها كل الحالمين بوطن مستقر، ويحاول أن يضعه في مواجهة مع الجميع، وخاصة اليمن الذي طالما أدمته جراح لبنان.
 
هكذا، في الوقت الذي يعلن فيه النظام الإيراني ووكلاؤه قواعد الاشتباك على هذا النحو، فإن هناك أطرافاً تعمل على بناء قواعد اشتباك من واقع الصراعات الحزبية الداخلية لتصفية الشرعية، وهي قواعد لن يكون بمقدور آلياتها سوى استكمال حلقة الاستسلام.
 
ويبقى السؤال: ما هي قواعد الاشتباك لدى الشرعية لمواجهة هذا الوضع المركب؟ ألم يحن الوقت بعد لوضع قواعد اشتباك قادرة على التعاطي مع هذا الوضع المركب والذي يتجه بمساراته نحو المجهول؟
 
هذا ما يجب أن تبحثه مؤسسات الشرعية السياسية والتنفيذية والشرعية، وليس أمامها من خيار سوى أن تنجز هذه المهمة وبأسرع وقت.