عبدالله.. مؤذن مسجد اغتاله الحوثيون في المحراب

  • الساحل الغربي - خاص
  • 12:00 2020/05/14

خاص - منبر المقاومة عبدالله سعد قُبيع (22 عاما) يسكن في قرية بيت مغاري شمال غرب مدينة حيس بالحديدة، حيث كانت المليشيات قد شردت بعض سُكان هذه القرية نتيجة الإستهداف الهستيري والممنهج بالقذائف المدفعية وبالأسلحة الرشاشة، الا أن عبدالله استمر فيها على البقاء هو وكافة اُسرته وفضل عدم النزوح منها.
 
اعتاد عبدالله، ان يصحو مبكراً رغم القصف الحوثي اليومي والمستمر على قريتهم، ليذهب مع بقية إخوانه الذين يعملون في سوق حيس ليمارس العمل بالأجر اليومي ليسد به رمق أسرته كأي شخص يكافح لأجل البقاء هو وأسرته وزوجته وابنته الصغيرة. كان عبدالله أحد مؤذني المسجد الوحيد في القرية والذي تعرض للقصف الحوثي لأكثر من مرة بسبب قُربه من خطوط المواجهات. وفي يوم الجمعة 10 يناير 2020م عاد عبدالله قبيع من السوق مبكراً على غير المعتاد، ذهب ليغتسل في الساعة العاشرة والنصف قبيل وقت الظهيرة، ثم ارتدى اللبس الجميل متوجهاً إلى المسجد، ليرفع أذان الجمعة. حضر المصلون في المسجد وجاء الخطيب، صعد المنبر وألقى تحية الإسلام، ووقف "عبدالله" ليرفع أذان الجمعة بصوته الصادح، وبعد أن انتهى من الأذان مباشرةً، جاءته طلقة غادرة من سلاح عيار بيكا، أطلقتها المليشيات من أماكن سيطرتها في مفرق العُدين، اخترقت نافذة المسجد وأصابته في الجهة اليسرى للصدر لتستقر في قلبه بشكل مباشرة. جريمة بشعة ارتكبتها جماعة الموت في بيت من بيوت الله وفي نهار الجمعة حيث يتهيأ المصلون لسماع موعظة الخطبة، لكن المليشيات أجبرتهم على غلق المسجد، حملوا المصاب الى الخارج وهرعت وحدات من القوات المشتركة المرابطة في القرية، قاموا بأخذ عبدالله على طقمٍ عسكري، وإسعافه لمستشفى حيس، لكنه فارق الحياة على الفور، وأصبح جثة هامدة من غير روح. إنتشر خبر إصابته في القرية اثناء وقوع الحادثة، ما شكل فاجعة مرعبة لأهلها، ووصل الخبر إلى أهله وأقاربه، فهرعوا مسرعين الى المستشفى، ليجدوه قد فارق الحياة، وبدأت صرخاتهم ونحيبهم يتعالى على رحيل فلذة كبدهم، وفي مقدمتهم جدته ام والده التي كانت تبكي بحرقة وتصرخ وتنادي الأطباء بصوتها المتعب الحزين "قولوا لي من الذي قتل عبدالله" والدموع تملأ عينيها وتنساب على خديها المتجعدين. وفي كل جمعة يتذكر أبناء القرية صوت أذان عبدالله قبيع الذي اغتالته طلقة غدر حوثية ليختاره الله الى جواره ويكون شاهدا على جرائم المليشيات الحوثية ضد الإنسانية وعدم احترامها لدور العبادة ومشاعر المسلمين حيث تواصل إستهداف المساجد بالقذائف المدفعية والصاروخية، لتتمكن من إغلاقها، تحول المساجد المتواجدة تحت سيطرتها إلى مجالس للقات والدورات الطائفية المستوردة الخارجة عن قيمنا ومبادئ ديننا الإسلامي.
 

ذات صلة