نجح في الحديدة وفشل في اليمن : مارتن غريفيث

09:08 2021/06/02

سجل مارتن غريفيث كمبعوث إلى اليمن يشتمل على مهمة واحدة؛ نجح فيها واكتفى، لم ينجز غيرها.
لقد أوقف انتزاع الحديدة والموانئ. ألقت المملكة المتحدة الرسمية بثقلها وراء رجلها وهدفها.
كان غريفيث "مبعوثا بريطانيا" لمرة واحدة وإلى الأبد.
مخرجات ستوكهولم تلخصت في واحدة: منع انتزاع الحديدة.
 
فشل مارتن إجمالا في اليمن، فيما كان عليه أن ينجح فيه. ونجح حصرا في الحديدة، فيما كان عليه أن يفشل فيه لكي ينجح.
 
لنتذكر أن المجتمع الدولي الذي يلح على وقف الحرب في اليمن وفقا لاتفاق (حرب)، هو نفسه المجتمع الدولي الذي منع التعجيل بنهاية مبكرة للحرب عندما منعها من إنجاز أهم وأكبر أهدافها الحاسمة بطرد المليشيات الانقلابية من الساحل وموانئ الحديدة.
كادت أن تنتهي الحرب لولا هذا المجتمع الدولي.
 
قطع شريان التغذية الرئيس في ميناء الحديدة وتجفيف مصادر ومنافذ التهريب عبر السواحل كان كاف لخنق الشرير إلى حد كبير وإرغامه على الاستجابة لشروط السلام.
مرة أخرى، لقد كادت الحرب أن تنتهي، لولا هذا المجتمع الدولي الذي يريد (وقف الحرب)!
 
مهما تحدث مايكل أرون وأعطى مقابلات وتصريحات للصحف والفضائيات يندد بممارسات الحوثيين ويندب حال المجتمع اليمني الكثير المعبأ في الشمال وتكتسحه الطائفية الإيرانية الاثنا عشرية حد وصفه،
لا يمكنه أن ينسينا حقيقة أنه السفير البريطاني الذي أدار أكبر الصفقات داخل الحرب لمصلحة المليشيات.
 
ندرك حاجة السوق إلى الأكاذيب والأوهام، لكن:
لم يخن اليمنيين وأحلامهم وأهدافهم المحقة والمشروعة أحد آخر كما فعل اليمنيون أنفسهم وبأنفسهم.
القابلية لارتهان الأهداف والمصير والمعركة الكبيرة هي السبب وراء التمكين لأهداف وتدخلات فرضت خطة مختلفة مثلت في النتيجة خيانة للحرب وللسلام معا.