عن أسرى الحوثي لدى المقاومة الوطنية

11:17 2021/05/11

قبل أشهر في مكان حجز الأسرى الحوثيين زرت المكان مع أحدهم ولاحظت حجم التكييف ونوع المكان الذي يعيشونه فقلت له مازحاً: بودي لو تنقلونا إلى هنا وتعاملونا كأسرى وننقل هؤلاء إلى المركز الإعلامي، ضحك وضحك المكان.
 
كان الرجل يحدثهم وبعضهم ضحك بسخرية فقلت له: لو لي الأمر لأدبته. فرد: وما الفرق بيننا وبين الحوثي إذا فعلنا ذلك. وقام بإفهامي عن الإنسانية أولا، وعن الإسلام ثانيا، وعن أخلاق الحرب والأعراف الدولية ثالثا.
 
أنا معك يا رجل، اللهم أعاني السهر وكل أحكامي بهذه اللحظة من بنات أرقي وإلا فلا كنا لو نحن والحوثي في كفة واحدة بالمعاملة والتعامل.  
 
أحدهم من خؤولتي، طالب مستوى ثالث هندسة صناعية، يعاني من السكر، عاد من مدينة تعز إلى مخلاف لتشييع زوجة أبيه، فقامت المليشيات الحوثية بإيداعه سجن الصالح في الحوبان ومنعوا عنه علاج السكر وعذبوه ثم مات بالسجن.
 
شهر واحد فقط كان كافيا ليموت شاب مثله تحت كرابيج الحوثي وهو الطالب الهندسي البعيد عن دنيا هذه الخزعبلات.
 
يأخذ الحوثي الناس من الطرقات ويعاملهم بوحشية في سجونه والآلاف في تعز فقط بسجن الصالح لا يستطيع أحد أن يدرك من أمرهم شيئا، ومن له واسطة ودفع الملايين وغادر المعتقل يغادر وقد فقد نصف عقله إن لم يكن كله، مجنون.
 
لو لم يكن لدينا أسرى يطمح المرء بالإفراج عنهم بالمقايضة لأفرجنا عنهم، فمعركتنا هي من أجل تحرير الناس لا استعبادهم، ولعمرك أيها القارئ أن المتحوث الذي نأسره نحن حررناه من الحوثي، فالحرية ليست أن تكون طليقا مع الحوثي وتعيش كما يشاؤون بل أن تكون معتقلا لدى الجمهورية وتعيش كما تشاء.