27 أبريل.. يوم العدالة والانتهاء من الطبقية

12:25 2021/04/28

ذكرى للشموخ ومدعاة للبكاء أن تتذكر يوم أول انتخابات في هذه البلاد على رقعة يمانية موحدة، لدينا رئيس واحد، ولدينا جيش، ولدينا قرار وسيادة بلا منازع من أحد، ولنا الحق في تسيير أنفسنا، ومشاركة تسيير العالم، العالم الذي لا يرانا الآن. 
 
من أعمق قرية بمخلاف تعز، تنافر الكهول أكثر من خمس مرات في ميقات بلغ من عمره 13 لا أكثر، من يوم هذه الذكرى إلى آخر انتخابات في عام 2006 لانتخاب الرئيس في فوز لصالح مجدداً، لصالح البلاد.
 
أن يترك الفلاح زرعه وقشه ومنجله ومجرفته بقرية (الجعاول) ويذهب إلى مدرسة الاقتراع في الوحدة بالكدرة؛ لهي الجلالة على أقدس ما يتصوره المرء، وأن يصبح الأغبر الأشعث الذي يعاني الجرب والذي عاش بلا صوت ولا قيمة محط أنظار الكبار والمسؤولين والبرلمانيين ومحاباتهم لهي غاية الاقتراع.
 
هي سردية الديمقراطية وقبل غايتها في أن يمثل الشعب نفسه_ باختيار أعضاء ينوبون عنه في البرلمان_ هناك غاية أن يتوحد الجميع فلا كبير ولا صغير ولا أعلى ولا أسفل، ولكل فرد يماني حق التصويت بذات الطريقة مع الرئيس بكله، ومثله.
 
جعلت الانتخابات أهل المال والسطوة يقدمون أنفسهم بكل رقي للفقراء وبسيطي الحال، وأن يقوم الثري الذي ثمن عطره يفوق وجبات سنة كاملة لشاب فقير يبحث عن ثمن قاته في الأسواق بالترجل عن سيارته لمصافحته والعزم عليه بالصعود والجلوس معه على كرس واحد. 
 
روح صالح، الفلاح الصنعاني، الذي صعد على رأس البلاد بكل بساطته ولم يحاول أن يعتلي بالطبقية، فهو ابن امرأة علمته فنون العيش البسيط، وهو ابن جبل يدرك معنى المساواة، ولم تنجبه سفارة ولا لغة أجنبية ولم يعرف طقم بدلته قبل توليه الرئاسة، وتعلم بعد توليه كيفية إخراج الحروف،
وهذه سر مكانته وجعله أولى ثيمة لحكمه الديمقراطية التي كانت بهذا اليوم عام 93 أول يوم يتساوى اليمانية بحد واحد. 
 
بثلاثة عشر عاماً وجد اليمني قيمته منذ أول الخليقة، له حق أن يمر أمام الاسم الأكبر والشيخ الأشهر في بلاده دون أن يضرب له التحية، بل على الشيخ نفسه المثول أمامه في بيته والشرب من زجاجات مقطرنة بقطران الجِمال دون تأفف، فصوت هذا الذي يعيش في خربة قديمة هو أغلى من كل شيء، وأي قيمة. 
 
لأجل تلك القيمة يقاتل اليمنيون، في كل الجبهات، دعاة خرافة الولاية، فهم تجذروا لسنوات بمعنى العدل الاجتماعي، ولم يتفاضل أحد على أحد بهيئة الحال فكيف لهم القبول بولاية تحولهم من أحرار إلى عبيد ومنعت عنهم الفرصة الوحيدة التي فيها يكبرون أكبر من كبار البلاد وهي لحظة الخلو بالكرت الانتخابي كملك متوج، بعظمته.