"الزينبيات" يلاحقن مصليات النساء في مساجد صنعاء
- صنعاء، الساحل الغربي/
- 11:29 2021/04/23
كثفت ميليشيا الحوثي حديثاً، عبر ما تعرف بكتائب الأمن النسائية "الزينبيات"، من حملات القمع بحق اليمنيات وإغلاق المصليات الخاصة بهن في عدد من مساجد صنعاء المختطفة، بهدف تحويلها من أماكن لإقامة الصلاة إلى منابر لاستقطاب النساء وتلقينهن الأفكار الخمينية.
وذكرت مصادر محلية أن عناصر الأمن النسائي الحوثي داهمن على مدى الأيام القليلة الماضية العشرات من المصليات الخاصة بالنساء بعدد من مساجد صنعاء بحجة رفضهن الجلوس عقب التراويح للاستماع إلى محاضرات وأفكار يروجها زعيم الانقلابيين عن قداسة السلالة التي ينتمي إليها وأحقيتها في الحكم والثروة، في سياق سياسة التعبئة الفكرية ذات الصبغة الطائفية التي تحاول الجماعة فرضها بقوة السلاح.
وأوضحت أن مصليات النساء في مساجد: عمر بن عبد العزيز بحي السنينة، والإيمان بحي الحصبة، وأخرى في أحياء عصر والقاع وبيت بوس وصنعاء القديمة وغيرها، ما تزال لليوم الثالث على التوالي مغلقة من قبل المجندات الحوثيات أمام النساء اللاتي يحضرن كل يوم لصلاة العشاء والتراويح.
وجاءت عمليات الدهم والإغلاق الحوثية عقب امتناع نساء تلك الأحياء ممن يرتدن المصليات عن الجلوس بعد انتهاء الصلوات للاستماع لمحاضرات شرعت المليشيات منذ دخول رمضان في إقامتها تحت اسم أمسيات رمضانية.
وفرضت مليشيا الحوثي منذ بدء الشهر الفضيل -كما هي عادتها كل عام- وجود قياديات حوثيات برفقة مسلحات في كثير من المساجد بصنعاء، من أجل إجبار النساء على تلقي دروس ومحاضرات تتعلق بفكر المليشيات المستورد من حوزات إيران.
وأرغمت الزينبيات منذ مطلع رمضان عشرات النساء بمصليات عدة في صنعاء على حضور دروس ومحاضرات زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي عقب صلاة العشاء والتراويح.
وفي حين نشرت المليشيات المئات من المجندات بمعظم المصليات النسائية بأحياء وحارات صنعاء، أفادت المصادر بقيام الميليشيات بإغلاق العشرات من المصليات النسائية خصوصاً بعد فشلها في إجبار الحاضرات على الاستماع للدروس الحوثية.
وأرجعت أم محمود، وهو اسم مستعار لامرأة تقطن حي الحصبة في صنعاء، رفضها الجلوس في المصلى للاستماع للمحاضرات الحوثية، إلى أنها لا تريد سماع أي شيء يتعلق بالدين أو العقيدة من جماعة وصفتها بأنها باغية، تقول عكس ما تفعل وتمارس بشكل يومي السرقة والاختطاف والقتل والتنكيل والبطش بحق اليمنيين بمناطق سيطرتها.
وتابعت: من غير المعقول إطلاقاً أن يضيع الوقت خلال هذا الشهر في الجلوس بالمصليات لتلقي تعاليم الدين عبر جماعة نرى بأم أعيننا أفعالها الإجرامية باقتحام المصليات؛ وآخرها اقتحام مصلانا ووضعنا أمام خيارين: إما فتحه للصلاة ثم الجلوس للاستماع للمحاضرات، وإما الإغلاق بشكل نهائي.
وتساءلت أم محمود بصيغة الاستنكار، وقالت: كيف نسمح لأنفسنا بأن نترك أشغالنا المنزلية وأولادنا في المنازل ونظل نستمع لأفكار وبرامج جماعة تبرر كل جرائمها وانتهاكاتها بحق البشر باسم الدين والتقرب من الله.
وتحدثت امرأة أخرى من حي عصر في صنعاء، رمزت لاسمها بـ«هـ.م»، عن أن زينبيات حوثيات اقتحمن في خامس أيام رمضان المصلى النسائي بأحد مساجد الحي عقب التراويح، وأجبرن نحو 18 مصلية على البقاء والاستماع لدروس ومحاضرات الجماعة وزعيمها.
وعلى صلة بالموضوع ذاته، أوضح إمام وخطيب مسجد في صنعاء، أقصته المليشيات مؤخراً من موقعه، أن حال النساء بمناطق سيطرة الحوثيين لا يختلف كثيراً عن حال الرجال، خصوصا في شهر رمضان.
وقال الإمام الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن المليشيات عمدت منذ دخول الشهر الفضيل إلى ارتكاب انتهاكات عدة بحق المئات من المساجد والمصليات في صنعاء ومدن أخرى، وصل بعضها حد الإغلاق بشكل نهائي بعد المنع من أداء صلاة التراويح، وفرض فعاليات ومحاضرات هدفها التعبئة المغلوطة وحشد تبرعات ومقاتلين جدد لصالح المجهود الحربي.
وعلى مدى سنوات الحرب الماضية التي أشعلت فتيلها مليشيا الحوثي، دفعت النساء اليمنيات أثماناً باهظة جراء الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها الانقلابيون وما زالوا، حيث تعرض - وفق أحدث التقارير الحقوقية المحلية والدولية - الآلاف من النساء إلى ممارسات وتعسفات حوثية بالجملة.
ووثق تقرير حديث صادر عن منظمات: تحالف نساء من أجل السلام في اليمن و تكتل 8 مارس من أجل نساء اليمن والمنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، جرائم وانتهاكات مروعة ارتكبتها المليشيات ضد النساء في اليمن خلال 3 سنوات ماضية.
ورصد التقرير أكثر من 1181 حالة اعتقال للنساء في اليمن ارتكبتها مليشيا الحوثي خلال الفترة من ديسمبر (كانون الأول) 2017 وحتى ديسمبر 2020.
وأكد التقرير توثيق أكثر من 274 حالة إخفاء قسري، و292 حالة اعتقال بحق الناشطات والحقوقيات ونساء من قطاع التربية والتعليم، و246 حالة اعتقال لعاملات في المجال الإغاثي والإنساني، و71 حالة اغتصاب.