أكذوبة التعايش مع الحوثي

01:04 2021/04/23

كلنا نتذكر حينما كان الحوثي يجتاح المناطق منذ عشر سنوات تحت لافتة الدعوة إلى التعايش، ومن يرفض سيطرة الحوثي على منطقته يعتبر رافضاً للتعايش حسب كلامه..
 
قبل أن يرسل أذرعه الأمنية والعسكرية للسيطرة على المنطقة يرسل أذرعه الثقافية وبعض الوجاهات  المتحيوثة لتقنع الناس وتخلخل المجتمع ليتقبل السيطرة الحوثية تحت مسمى القبول بالتعايش الذي يعني الخضوع المطلق لسلطة الحوثي في كل جوانب الحياة.
 
التعايش في أصله يعني قبول أبناء المجتمع الواحد ببعضهم البعض، وفي الحقيقة لم تكن توجد مشكلة في هذا الجانب أصلاً، فنحن مجتمع متعايش منذ آلاف السنين، ولكن كان يريد الحوثي من وراء لافتة التعايش قبولك المطلق لسيطرته التامة على منطقتك وقبيلتك ومدينتك وأسواقك، كما يتعايش جسمك مع المرض العضال والرضا بذلك الواقع المرير في انتظار لحظة الموت..
 
إنه قمة التلاعب بالألفاظ، والدجل الكبير، والضحك على عقول الناس.
 
ولأن الحوثي قبل عشر سنوات هو نفسه اليوم بدأ يرفع شعار المصالحة الوطنية والعودة لحضن الوطن، وهي نفس معنى التعايش ولكن بلافتة جديدة، يريد من الجميع الدخول تحت حكمه العنصري الجائر القائم على العنف والغصب والسيطرة المطلقة ومصادرة كل مقومات المجتمع والدولة لصالح سلالته وأركان سلطته.
 
المصالحة الوطنية في حقيقتها أن جميع المكونات يتفقون على إقامة دولة تمثل الجميع وتقوم على العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان وإرادة الشعب وتحتكر لوحدها امتلاك القوة وتتحول جميع المكونات إلى قوى مدنية بعد أن تسلم أسلحتها للدولة التي تمثل الجميع، لا دخول الجميع تحت حكم طرف من الأطراف بالقوة والعنف ويدعي أنه هو الوطن كما يريد الحوثي.
 
ستسمعون كثيراً مصطلح المصالحة الوطنية كما سمعتم من قبل مصطلح التعايش، وكما رأينا نتائج التعايش الحوثي، فإن نتائج المصالحة الوطنية التي بدأ الحوثي يرفعها ستكون أكثر بشاعة ووحشية وعنفاً، لأنها تعني التفرد المطلق للحوثي بكل مناحي الحياة والهيمنة على الوطن أرضاً وإنساناً.