المُسنة "عاتكة".. كهولة في مواجهة قناص حوثي..!؟
- الساحل الغربي - خاص
- 12:00 2020/03/06
ما ان تنتهي المُسنة عاتكة سبعون عاماً من أداة صلاة الفجر ، تخرج من منزلها الواقع بمنطقة "الكريفات" شرق مدينة تعز ، تحمل "كيس قماشي" وبظهرٍ منحنٍ بفعل ثقل وزن عقدها السابع والذي تحمله بجانب الكيس ، تسير في عكس اتجاه الخوف ورصاصة ستأتي من فوهة قناصة جاثمة على البلاد كلها تتحين أية حياة تمر من هناك لتزهقها بلا رحمة. قالت عاتكة "إنها ذاهبة لتملىء ذلك الكيس بما تطعم به غنمها من علف أو
"أي شيء" وتمضي واضعة أقدامها حيث وضعها كثيرون قبلها وتطايرت جماجمهم بفعل رصاص القناصات الحوثية.
في خميس 8 فبراير 2018 م سبق ان مرت من هنا "رهام البدر " تقوم بأعمال انسانية عديدة، منها النظر مباشرة في عدسة منظار القناص الحوثي الذي جبن أن يصمد طويلاً وهو ينظر إلى تلك العين فضغط بسبابته الملعونة على الزناد وأرداها شهيدة، وارتكب نفس القناص جريمة ازهاق روح الشهيد "مؤمن سعيد" بموقع الجريمة نفسها " ساعتين موت يومياً
تحتاج المسنة عاتكة لساعة كل يوم ذهابا واخرى اياباً لتصل الى مقصدها متكلة على الله، ونواياها الطيبة، وسواتر من "طرابيل" وملايات قديمة "وجواني" وكل شيء يصلح لحجب الرؤية عن عين القناص المتربصة، والمختبئ خلف مطامع سيده في السلطة الدامية. كان الوقت ظهراً حين عادت عاتكة لمنزلها والتقاها الصحفي للمرة الثانية وسألها " ماذا جلبت"
"علف ، قدني تاعبة يا ابني، الله لاوريك هذا التعب" "الا تخشين الموت؟ - سألها
"تعودنا يا ابني ، شبعنا دنيا"- أجابت- صمتت قليلا كما لو أنها تنتظر أن يُنتهىّ من ترجمة كلماتها في قاعة الامم المتحدة ، وأستأنفت قول ما معناه " لقد متُ مرات عديدة قبل الآن ، حين شاهدتُ نساء وأطفال يقتلهم القناص هنا".
أرقام وحقائق
في السنة المنصرمة 2019م وحدها أكدت تقارير دولية رصد نحو 53 مدنياً قتلوا بالقنص المباشر من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية في محافظة تعز، و202 أخرين قتلتهم بالقصف العشوائي على الأحياء وقرى المحافظة ، مقدرة مجموع ضحايا قناصات المليشيا على مستوى اليمن بنحو 233 مدنياً.