"قبول" أم لخمسة أطفال سألتنا "فين نروح؟".. عائلات شرَّدتها الحرب غربي تعز (قصة مصورة)
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي - عبدالمالك محمد:
- 03:00 2021/04/17
تتخذ "قبول" مع أطفالها الخمسة، ظِل إحدى الأشجار لحمايتها من حرارة الشمس، بعدما دفعتها الحرب المشتعلة بين الجيش ومليشيا الحوثي على الفرار من منزلها الكائن في منطقة الكدحة غربي محافظة تعز، لتستقر في منطقة الطوير المجاورة، وسط ظروف معيشية صعبة.
إنها واحدة من عشرات الأسر التي دفعتها المعارك المشتعلة منذ مارس الماضي على الفرار، فيما تشكل الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي سبباً في عدم قدرتها على العودة إلى منزلها.
تروي قبول للساحل الغربي تفاصيل المعاناة وتتساءل: "فين نروح؟ ، فنحن لا نستطيع العودة إلى المنزل، ولا نمتلك ما يقينا من حرارة الصيف، تعرضنا للتشرد بدون موعد، بعدما دقت طبول الحرب واستأنفت قناصة المليشيا إجرامها".
تضيف، "بداية مارس الماضي كانت كل الأسر في منازلهم، وفجأه تزاحمت أصوات الرصاص والمدفعية وكانت الأجواء مرعبة والخوف يلبس أوجه الأطفال خشية الموت، تشردت الأسر في المرتفعات والمناطق المجاورة، وأصبحت طريق العودة إلى المنزل طريقا نحو الموت بعدما لوثتها المليشيات بألغامها المميتة".
تحلم تلك المرأة بتوفير المنظمات الإنسانية خيمة تحمي أطفالها من شتات الرمال، وقماشا واسفنجا ينامون عليه بدلا من القطع الكرتونية الممزقة كقلوبهم.
لا ذنب ارتكبته الأسرة سوى أنها تسكن في منطقة محاذية لسيطرة مليشيات الحوثي شردتها من منزلها وعجزت السلطات الحكومية عن توفير مكان مناسب للنزوح.. تقول، إذا لم نهرب من منازلنا لكنا في سجل الموتى".
قبل شهر مارس كانت مليشيا الحوثي تستخدم السكان دروعا بشرية، لكن النزوح ضاعف معاناتهم، فانتقلت تلك الأسر من جحيم إلى جحيم لا يطاق.
تركوا منازلهم والأراضي الزراعية وأخذوا ما استطاعوا معهم من المواشي، وقبل أسبوع قتلت أربع من أغنامها بشظايا قذيفة، وما تبقى منهن قد تموت بسبب الجفاف.
بصوت يردد الحزن صداه، "نعيش بالعراء وننام على التراب لا شيء يغطي أجسادنا"، أرض النزوح تهديك الموت بدل الحياة والأشواك والأتربة والرياح، هذا كل ما يتواجد على المنطقة، لم يلتفت أحد لما يعانيه، كل ما يقدمه الخيرون قليلاً من المساعدات الغذائية ولن تستمر كثيراً، أبواب المستقبل أغلقت بنظرهم إن استمرت العودة إلى المنزل مجرد حلم.
فصل الصيف يقترب، كما القلق يسكن أرواحهم، فجميعهم عرضة للسيول والعواصف ومياه الأمطار، لا شيء يفصل أجسادهم والسماوات سوى دعوة مظلومين انكسرت قلوبهم وأخرجوا من ديارهم.