المليشيات في خدمة الانحدار.. مأساة الشابة "إيمان" بين إب وذمار
- إب، الساحل الغربي، عبدالمالك محمد:
- 04:23 2021/03/31
منذ طفولتها تعيش إيمان عند أختها الكبيرة وزوجها، كونها يتيمة الأبوين، وفي زهرة شبابها مثل أي بنت تحلم بفارس أحلام تشاركه حياتها، ورجل تستند عليه وتنسى معه حياة اليتم التي قضتها منذ الطفولة، لكن الآمال والأحلام خانت إيمان فأوقعتها في فخ حياة زوجية مليئة بالنكد والقهر بعدما وقعت من نصيب ذئب بشري حول حياتها إلى جحيم مضاعفا لها وجع اليتم وألم الحرمان.
إيمان شابة في مقتبل العمر تسكن في مدينة إب، وسط اليمن، تعيش قصة مأساوية منذ زواجها على أحد أبناء محافظة ذمار شمالي اليمن، المحافظة المحاددة لمحافظتها. لكن الانحدار المريع الذي ترعاه مليشيات الحوثي يتجسد في مأساة فتاة أعانت سلطات أمن ونيابة المليشيات الجلاد الوحش عليها.
في نداء استغاثة نشره الناشط إبراهيم حمود عسقين، على صفحته في الفيسبوك، سرد فيه قصة إيمان، قائلاً: "عندما وصلتني مناشدة الأخت إيمان والساكنة في إب المنظر تجمدت الدماء في عروقي من هول ما شاهدته".
وأضاف عسيقين: "سأسرد لكم قصتها كما وصلتني وبالاثباتات الدامغة والدامية وكيف هتكوا كرامة ابنة إب".
"إيمان، يتيمة الأب والأم، عاشت عند أختها الكبيرة وزوجها خالد شعلان الوصيين عليها ومن تكفلا بتربيتها والاهتمام بها منذ كانت طفلة إلى أن تقدم للزواج منها المدعو عبدالله عباد أحد أبناء محافظة ذمار وتمت الموافقة وتم العرس".
وعن حياة الشقاء التي عاشتها إيمان، يقول: "عاشت إيمان بجحيم عند زوجها الذي كان يضربها ويشتمها، وكانت إيمان تغادر منزلها مستجيرة بأختها وزوج أختها ويأتي الزوج للمراجعة ويتم أخذ التزام منه بعدم ضربها وشتمها وشتم أسرتها (مرفق ورقة الالتزام)".
واستطرد: "وفي كل مرة يكرر الزوج نفس فعلته فاضطرت إيمان للاتصال بأختها وزوج أختها للسفر إلى ذمار لأخذها، وهو ما تم بعد الضرب الذي تلقته من زوجها، والذي تسبب في إسقاط الجنين الذي في بطنها".
وأفاد أنه "في آخر مراجعة الزوج لزوجته قام بعمل ورقة بأن جميع الأثاث هو ملك زوجته ومن حر مالها (مرفقة تلك الورقة)".
وبعد أن كرهت إيمان العيش مع زوجها رفضت العودة مرة أخرى لزوجها "قام الزوج بمراسلة إيمان وتهديدها بالنزول إلى مدينة إب بكلام بذيئ واتهامها وقذفها بفعل الفاحشة (...)، وأطلق شتائم مقذعة جهة أبناء إب (نتحفظ عن نشرها) كما في بعض المراسلات.
وبعد كل ما حدث بين إيمان وزوجها الذي استغل يتمها وعدم وجود من يدافع عنها من استبداد زوجها المتنمر سوى زوج أختها خالد شعلان، الذي ذهب إلى محافظة ذمار وأخذ الأثاث الخاص بإيمان (بحسب الوثيقه المرفقة) المتفق عليها.
لم يكتف زوج إيمان بضربها واسقاط جنينها وسبها وشتمها والفجور بكل سوء وأذية، بل تمادى إلى أفظع من ذلك، حيث قام بنشر صورة زوجته في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، معلقا عليها "هذه صورة (........) ، محددا مكان سكنها ورقم تلفونها".
وأفاد عسقين أن زوج أخت إيمان خالد شعلان الوصي عليها، أبلغ النيابة العامة مرفقا كل رسائل الزوج من السب والقذف والتشهير بها في مواقع التواصل الاجتماعي والحاق الضرر النفسي بإيمان".
ولذر الرماد على العيون، قامت الجهات الامنية والنيابة بالقبض على الزوج وحررت النيابة قرار الاتهام المرفق وتحويل الزوج إلى القضاء، لكنه ظل يهدد زوجته وأختها وزوج أختها، وفي إحدى رسائله يقول: "انه سوف يجعل القوات الخاصة تقوم بالهجوم على منزلهم ووصل به الأمر بأنه سوف يقوم بحبس زوج أختها وأن لديه نفوذه في ذمار وسلطة وقبيلة ورجال ولا يمكن أن يحبس ذماري بسبب (.....) وسيجعل قبيلته تحبس عديله خالد شعلان، ولن يتم إطلاقه من ذمار إلا بإطلاقه من إب".
وبحسب ما أورده الناشط عسقين: "بالفعل تفاجأ الجميع الأربعاء 24 مارس 2021م، بصدور مذكرة أمر قهري من أمن ذمار إلى أمن إب بالقبض على خالد شعلان زوج أخت إيمان، وارساله إلى ذمار بحجة أنه أخذ الاثاث التابع لإيمان، وبموجب ذلك تم اعتقال شعلان وإرساله إلى ذمار".
ووفقا لعسقين فإنه باعتقال شعلان "سيتم إضاعة قضية إيمان تحت مسمى القوة فوق الجريمة وفكوا لصاحبنا نفك لصاحبكم".