في الشقب تحدثنا "حصنة" و "أمل" : كم قتل الحوثيون من أسرة "الحاج غالب"؟
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي، تحرير عبدالمالك محمد:
- 11:22 2021/03/10
تغدق مليشيات الحوثي بانتهاكاتها على أهالي قرية الشقب في تعز، بين القنص والألغام والاعتقال والتهجير القسري.. غدت الحياة هناك جحيماً لا يطاق، حتى إنه لا يمر وقت قصير إلا وتردد الجبال نحيب نساء القرية المفجوعات بإصابة أو خطف أو مقتل أحد السكان.
المليشيات لا تستثني أحداً في تلك القرية المزدانة بالمدرجات الزراعية، وإن هي لخصت جرمها الجماعي في عائلة "الحاج غالب" التي خسرت نصف أفرادها بعمليات الخطف والقنص والألغام، وربما لن يكون آخرهم المسن صالح محمد غالب (60 عاماً) الذى قضى في العاشر من فبراير الماضي، بانفجار لغم زرعته المليشيات جوار منزله.
تبدأ المأساة مع سيطرة المليشيات على المنطقة نهاية 2015، حين باشرت ممارسة الضغوط والإذلال بحق المواطنين دون أن تعفيهم، في ذات الوقت، من القتل والتعذيب.
دخلت القرية حالة نزوح قسري، واضطرت أكثر من 300 أسرة، على الفرار بأخف ما يمكنهم حمله من الممتلكات، بينها أسرة الحاج غالب التي كانت قد خسرت حتى ذلك الحين اثنين من أفرادها وانتهى بها التيه إلى ضواحي مدينة تعز.
لقد قتلوا طفلين من أسرتي لم يبلغا السابعة من العمر
تحكي "حصنة أم ناشر غالب" (51 عاماً) لـ"الساحل الغربي" جرائم مليشيات الحوثي بحق عائلتها، قائلة: «لا يفرق الحوثيون بين صغير أو كبير، جندي أو مدني، طفل أو مسن، رجل أو مرأة، إنهم يستهدفون أي شيء متحرك، لقد قتلوا طفلين من أسرتي لم يبلغا السابعة من العمر، ملامحهما لا تفارقنا، إنهما يكبران في عيوننا على رغم الغياب».
استغلت المليشيات فراغ المكان لتمارس هوايتها المفضلة في زراعة الألغام، لقد ملأت القرية بمقاصل الموت الكامنة، ولم تنسَ أيضاً هوسها الداعشي الشهير؛ إذ أقدمت على تفجير عدة منازل ضمنها منزلي "ناصر غالب" وشقيقه.
لم تستطع أسرة الحاج غالب احتمال حياة التشرد أكثر من شهر، شظف العيش دفعها إلى التفكير بالرجوع لحياة الريف المألوفة لدى أفرادها، ولأنه لم يكن ممكناً العودة إلى الشقب قريتهم، عادوا إلى قرية السديمة المجاورة، لتعود معها جرائم الحوثيين بحق الأسرة، فبعد مضي نحو شهرين قتل قناص حوثي "ناصر غالب" وزوجته زيتون.
تضيف "حصنه": «الحزن أصبح يسكن معنا في الدار ولا يغادر، فبعد شهر استهدف القناص نفسه نعيم زوجة ناشر غالب بالقرب من المنزل وهي في طريقها لجلب الحطب، وبذات الشهر فقد ناشر أيضاً قدمه الأيسر بقذيفة حوثية».
ولا تقتصر انتهاكات الحوثيين بحق أسرة غالب عند القتل والاستهداف وتفجير المنازل فقط، بل أقدم مسلحون على اختطاف "شرف غالب" أمام أطفاله، وحين أعادوه بعد يومين كان فاقد العقل وعليه آثار التعذيب الجسدي.
تقول أمل، إحدى أطفال الأسرة: «لم يمر شهر دون أن نفارق قريباً أو تحدث إصابة على الأقل، أصيبت والدتي خمس مرات برصاص القناص، وعمي يعاني من إعاقة. لقد فقدت خمسة من أقاربي في فترة قصيرة».