المعركة ليست فقط عسكرية: الذهاب إلى اليمنيين في المحافظات المختطفة؟

  • مأرب/ تعز، الساحل الغربي، أمجد قرشي:
  • 10:39 2021/02/24

قطع الطريق أمام استمرارية مليشيات الحوثي في الانفراد بقطاع كبير من اليمنيين وتحشيد الأعداد المتزايدة منهم كوقود حرب والتجريف الكارثي لمكونات الهوية اليمنية، فكرياً وثقافياً ودينياً، يتطلب جهوداً جماعية كبيرة وتحركات عملية تستشعر خطورة ما يحدث على حاضر ومستقبل اليمن والأجيال المختطفة عن مجالها الوطني.
 
بصدد إرساء حراك حقيقي تتقاسم أطرافه شراكة ومسؤوليات استنقاذ المجتمع وتحجيم ما أمكن من الخطر والنزيف الجائر، برزت الدعوة إلى البدء بإنشاء غرف عمليات متجانسة في المحافظات والمناطق المحررة، "كل من موقعه"، "للتواصل مع المغرر بهم ومواجهة حملات التحشيد وعدم ترك المجتمع فريسة للحوثية" بتعبير متحدث المقاومة الوطنية العميد صادق دويد، في تويتر، يوم الأربعاء 24 فبراير/ شباط 2021.
خطوات وبرامج عملية مشابهة كانت مطلوبة ولا تزال كذلك منذ البدايات الأولى للمواجهة والمواجهة متعددة المستويات والمسارات مع مليشيات عقائدية وأيديولوجية مسلحة اختطفت الدولة والبلاد ووضعت يدها على كل مؤسسات التأثير والتعبئة والتحشيد والتصرف بالمجتمع كيفما تعن لها أهداف وخطط توطيد الهيمنة وتوطين الانقلاب.
 
يوم الثلاثاء، دعا اجتماع موسع لمشايخ ووجهاء اليمن ومحافظي المحافظات، في مأرب، كل قبائل اليمن إلى النفير العام لإسناد الجيش الوطني في حربه المصيرية ضد الكهنوت الحوثي. وأعلن المجتمعون، وقوفهم إلى جانب الشعب اليمني والنظام الجمهوري والشرعية اليمنية.
 
وقال العميد صادق دويد، الأربعاء، ‏"تقع على عاتق محافظي المحافظات والمكونات السياسية والمشايخ والعلماء مسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ لمواجهة التجريف الحوثي للهوية اليمنية، وحماية الشباب من التعبئة الخاطئة"، داعياً إلى "إنشاء غرف عمليات... للتواصل مع المغرر بهم ومواجهة حملات التحشيد وعدم ترك المجتمع فريسة للحوثية."
 
 
ولجأت مليشيات الحوثي، علاوة على كافة تحركاتها واستهدافاتها في مسارات كثيرة، إلى تفعيل الاتصالات مع الوجاهات وحتى العاديين في الطرف الآخر للتأثير عليهم، وألزمت بهذا محافظي وقيادات المحافظات التي تقع تحت سيطرتها والإدارات المحلية الدنيا، للتواصل مع أبناء المناطق المختلفة في الجبهات والمحافظات المحررة.
 
في اتجاه مقابل، بادرت قيادة المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، إلى إنشاء غرفة عمليات للتواصل بقيادات المؤتمر وأنصاره في المحافظات الخاضعة لسلطة المليشيات؛ لإقناعهم بعدم إرسال أبنائهم إلى محارق الموت في جبهات القتال.
 
وبحسب القائمين عليها، فإن غرفة العمليات تهدف إلى دعوة أنصار المؤتمر لرفض التحشيد مع المليشيات الحوثية، فضلاً عن عدم ترك أبنائهم عرضة للتحشيد إلى محارق الموت. 
 
والمأمول، كما قال للساحل الغربي، مراسل محلي في مأرب، هو أن تشهد هكذا مبادرة وآلية تعميماً واستنساخاً في محافظات ومناطق محتلفة، لمواجهة التحركات الحوثية. ويشدد على ضرورة تفعيل مبادرات وجهود مدنية وشعبية وسياسية وإعلامية متكاملة كجزء لا يتجزأ من استحقاقات المعركة المصيرية.

 

ذات صلة