مأرب لن تركع ولن يدخل جناتها الشياطين!

09:10 2021/02/21

إنا نراها حقيقة، ونؤمن بها عقيدة، إن الشياطين لا تدخل الجنان.. فعودوا من قريب أيها العميان، فأمامكم جيش وطني وإسناد قبلي ومجتمعي أقسموا على الموت.
 
أمامكم أيها الحمقى، لكي تدخلوا مأرب وجناتها، صراط ممدود على متن جحيم ملتهب، فقولوا بربكم كيف ستعبرونه ولا صالحات من أعمال يذكرها الشعب لكم إلا التشريد والتهجير والقتل والنهب ومصادرة الحقوق المادية والمعنوية؟! 
 
كيف ستعبرون على الصراط أيها المخاذيل، وكلاليب جحيم غضب مأرب تتخطفكم يَمنةً ويسرةً وتلقي جثثكم العفنة في جبالها وتبابها وأوديتها السحيقة وصحاريها المترامية؟!
 
هيهات لكم أن تدخلوا مأرب وجناتها وحراسها من الجهات الأربع زبانية العذاب للشياطين الطامحين الطامعين  
أن مأرب ستفتح ذراعيها لكم وتستقبلكم في جناتها، ولكن بعد أن تتوبوا من غيكم، وتكفُروا بباطلكم، وتكفِّروا عن سيئاتكم وتعتذروا إلى شعبكم من قبيح ما فعلتم به. 
 
تقبلكم مأرب كما قبلت كل أبناء اليمن إذا خلعتم مسوح الشيطان ولبستم ثوب الإيمان، وعلمت أن الناس سواسية أمام الشرع والقانون، بهذا فقط وليس غيره تستطيعون أن تدخلوا مأرب. 
 
أما إذا ظلت أحلام اليقظة تراود نفوسكم المريضة وأفكاركم المأفونة بدخولكم مأرب فاتحين، فهذا ضرب من المستحيل، فكل سابقاتكم تؤكد أنكم ما دخلتم منطقة إلا بالحيلة والخديعة ومساعدة الآخرين، وهيهات أن تجدوا بمأرب قلوباً مريضة تمالئكم، فالحُر لا يبيع حريته بمال، وإن قلتم حرباً فها أنتم ترون وقودها، فعودوا من قريب، فلن يدخل الشيطان الجنة، والتي أمامكم هي مأرب.
 
مأرب التاريخ والمجد والحضارة والكبرياء والعظمة، أقيالها وأبطالها عشقوا دروب المعالي وتنافسوا على أخلاق العظماء: مروءة، وكرماً، وشهامة، وحمية، وشجاعة، وإباء..
 
لم تنحنِ رؤوسهم إلا لله تعالى حين ركوعهم وسجودهم.. لم يعرفوا لطرق الذل سبيلاً، ولا للدناءة طريقاً.
هم للمظلوم سندا وملجأ،
هم للضعيف نصيرا ومعينا،
هم للغريب ماوى وسكنا،
وهم للظالم مؤدبا وزاجرا..
من سالمهم نال احترامهم وتعايشوا معه وتعايش معهم، ومن عاداهم فالموت أقرب الطرق إليه، وإن عاش فحياته قلق وهمّ وكرب وغم يتخايل بين الفينة والأخرى شبحا مخيفا اسمه مأربي.
 
وصفهم الله بأنهم أولو قوة وأولو بأس شديد.. ومن أصدق من الله قيلاً.
 
أبناء مأرب وكل من فيها أبناؤها.. وهل يسلم الابن أمه للغزاة،  وهل يسلم الحر عرضه للبغاة!!
 
فيا أحرار اليمن، ثقوا بالله ثم بمأرب، وكونوا لها مدداً تكن لكم حصناً وأمناً.