معركة مأرب.. حرب الشائعات لدى الحوثي!

12:16 2021/02/15

لا توجد حركة من الحركات الإجرامية التي ظهرت على مسرح التاريخ تصنع الشائعة وتوظفها في عدوانها مثل الحركات الإمامية والتي تمثلها اليوم حركة الحوثي المدعومة من المخابرات الإيرانية..
 
استطاعت بالشائعة وأساليب المكر الخديعة التي تتقنها والاعتماد على الذراع العسكري والأمني الذي أنشأته لها المخابرات الإيرانية؛ تفكيك المنظومة السياسية والاجتماعية اليمنية وإسقاط النظام الجمهوري والسيطرة عليه وتصفية جميع الشركاء والفرقاء في هذا البلد، ولا تزال تنتج المزيد من الشائعات، وتطبخ العديد من الأشراك والخدع السياسية في هذا الجانب؛ معتمدة على رصيدها الهائل وخبرتها الكبيرة في المكر والخدع والتلُّون وتزيين الكذب، وإخراجه لكسب الأنصار وتفريق الأعداء وقتلهم معنوياً ونفسياً...
 
وقد بدأت حملتها الجديدة في استهداف الشعب اليمني والعدوان على محافظة مأرب بموجة من هذه الشائعات والخُدع مثل شائعة تسليم خلية نساء حوثية للتحالف وتزويرها لتعليمات عملياته بهذا الخصوص، وإشاعة تصالح بعض الشخصيات الوطنية معها، ثم تلتها مع بداية هجومها العدواني بسيل من الشائعات والأكاذيب والزوابع، إلى درجة أن بعض ناشطي الشرعية انساقوا معها وأعادوا تغريدها، والبعض سقط في فخ الأساليب والإيحاءات الحوثية في نشر أخبار الجبهات بالتفصيل حتى أصبح مصدرا مهما من مصادر المعلومة للعدو وينتج آثارا سلبية على سير المعركة... 
 
سرب الحوثيون اتصالاً لأحد عناصر استخباراتهم مع أحد شباب الشرعية؛ فتناوله اعلاميو الشرعية بالنشر والتوزيع لتصل رسالة الحوثي واتصاله عبرنا إلى مئات الآلاف من اليمنيين؟!! 
 
وكان يكفي التحذير من خطورة الأسلوب الحوثي في استغلال شركات الاتصال دون إعادة توزيع رسالته الإعلامية..
 
وفي السياق، نجد المطبخ الحوثي يضخ شائعات عن انتصارات غير حقيقية للشرعية بغرض التخدير حتى يحققوا أهدافهم الميدانية من ناحية وبث حالة من الإحباط واليأس بعد ذلك وأهداف أخرى متعددة.. 
 
ومن الأساليب التي استفاد منها الحوثي بشكل بالغ أسلوب الفتنة والتحريش خصوصاً بين فرقاء المعسكر المناهض والمواجه لهم وأحداث 2011 رغم أن هذا الملف تم إغلاقه على المستوى السياسي والوطني بشكل كامل وباتفاق سياسي استفاد منه الجميع؛ لو لا انقلاب الحوثي على الجميع وتدمير كل المنجزات التي تمت.. فمن وجهة نظري فإن خلاف 11 فبراير انتهى بتنفيذ المبادرة الخليجية، ثم سقطت منجزاته الوطنية في 21 سبتمبر 2014م، ونحن الآن أمام عدو لا يفرق بين يمني وآخر، فالكل مستهدف ومنكوب وفي مقدمتهم من يقاتل معه من خارج السلالة،
 
وفي هذا السياق، هناك سؤال مطروح ويحتاج إلى تأمل؛ لماذا يختار الحوثي بدء حملاته العدوانية في نفس التوقيت للأحداث؟ الهدف واضح هو محاولة الاستفادة من الجو المشحون باستدعاء الماضي واستغلال الغباء والحماس لدى بعض الشباب والفرقاء في بعث خلاف انتهى في وقته والحديث عن ثورة قضى عليها الحوثي، وفرقاء ثم شركاء سحقتهم الإمامة الحوثية بالمكر والدهاء... 
 
فثورتنا اليوم جميعاً كيمنيين هي ضد الحوثي السلالي الطائفي المجرم.. 
 
وسننتصر على الإمامة الحوثية، بإذن الله، ولإنجاز ذلك ينبغي أن يكون لدينا صف موحد متين يمتلك الوعي الكافي لكشف دسائسها وشائعاتها التي تبثها كل يوم، ومن هذه الشائعات محاولات إثارة الفتنة والتشكيك والتحريش، ومحاولة غرس روح التشفي في البعض تجاه البعض الآخر لتتمكن الإمامة الحوثية من سحق الجميع واستعبادهم..
وها هي جثث مليشياته تمتلئ بها الشعاب والوديان، ولن يجني من حملاته العسكرية سوى الهزيمة والخزي والنكال المستمر..