ملامح سياسة بايدن وكيف استقبلتها الحكومتان اليمنية والسعودية؟
- عدن، الساحل الغربي، سحر العراسي وفهد ياسين:
- 09:02 2021/02/06
تقاطعت تصريحات رسمية يمنية وسعودية على الترحيب بخطاب الرئيس بايدن، الذي كشف، في أول ظهور وزيارة له في مقر وزارة الخارجية في واشنطن، عن توجهات إدارته تجاه اليمن ودعوته لإنهاء الحرب.
قال مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، جيك سوليفان، إن إنهاء الدعم الأمريكي لعمليات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن لا يمتد إلى جهود محاربة الفرع الإقليمي لتنظيم القاعدة المتشدد.
ملامح "الجزء السهل من القصة"
طبقا لواشنطن بوست، يوم السبت، فإن ما فعله البيت الأبيض والرئيس الجديد، تجاه الحرب في اليمن، ليس سوى الجزء السهل من القصة، والآن يبدأ الجزء الأصعب.
كشف بايدن، في خطاب أول، يوم الخميس 4 فبراير/ شباط 2021م أمام موظفي وزارة الخارجية في واشنطن، عن الخطوط العريضة للدبلوماسية الأمريكية الجديدة، إزاء قضايا الشرق الأوسط، وقال "أمريكا عادت. الدبلوماسية عادت".
وأعلن سلسلة من القرارات، من بينها: إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية في اليمن، وتجميد سحب القوات الأمريكية من ألمانيا. وبدأ بايدن بتغيير اللهجة تجاه روسيا، "في قطيعة واضحة مع السياسة الدبلوماسية التي انتهجها سلفه دونالد ترامب." بحسب الوكالة الفرنسية.
وقال الرئيس الأمريكي، في أول خطاب له حول السياسة الخارجية، "نعزّز جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن" التي "أحدثت كارثة إنسانية واستراتيجية".
وشدّد على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي"، معلناً تعيين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ مبعوثاً لبلاده في اليمن. وأضاف "لتأكيد تصميمنا، فإننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة".
وقال مستشاره للأمن القومي سوليفان، في وقت سابق يوم الخميس، إن إدارة بايدن أوقفت بالفعل عمليتين وأبقت الحلفاء الإقليميين في المنطقة على اطلاع بالإجراءات لتجنب المفاجآت، مبيناً أن إنهاء الدعم لعمليات التحالف في اليمن لا يمتد إلى جهود محاربة تنظيم القاعدة.
ووفقاً لأسوشييتد برس قال سوليفان، إن البيت الأبيض تشاور مع كبار المسؤولين في الرياض والإمارات العربية المتحدة بشأن قراره، "نحن نتبع سياسة" عدم المفاجآت "عندما يتعلق الأمر بهذه الأنواع من الإجراءات، لذا فهم يفهمون أن هذا يحدث ويفهمون منطقنا وأسبابه المنطقية."
تقول وكالة رويترز، تعليقاً على ذلك، إن "هذه الخطوة هي انعكاس لسياسة كل من إدارة أوباما الديمقراطي والجمهوري ترامب. كان بايدن نائب الرئيس في إدارة أوباما."
وقال بايدن، يوم الخميس، "في الوقت نفسه، تواجه السعودية هجمات صاروخية وضربات بطائرات بدون طيار وتهديدات أخرى من القوات التي تزودها إيران في عدة دول. سنواصل دعم ومساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وشعبها".
ورحبت الحكومة اليمنية بخطاب بايدن، وقال وزير الخارجية أحمد بن مبارك، إنه تواصل بالهاتف مع المبعوث المعين تيموثي ليندركينغ وعبر عن دعم حكومته لجهود إحلال السلام وإنهاء الحرب.
وقال، في تويتر، يوم الجمعة، "تحدثت للتو مع السيد تيموثي ليندركينج المبعوث الأمريكي الجديد لليمن، ورحبت به وبالدور المنوط به للمساهمة في تعزيز جهود السلام الذي كنا دائماً حريصين على إنجاحها، كما رحبت بخطاب الرئيس بايدن فيما يتعلق بدعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن."
كما رحبت المملكة العربية السعودية بتصريحات بايدن، لا سيما التزامه بالدفاع عن البلاد والتصدي للتهديدات الموجهة ضدها، بحسب وكالة الأنباء الرسمية في البلاد. وفقاً لرويترز.
وقال تقرير في "بي بي سي"، أكدت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والسعودية التي تقود تحالفاً ضد الحوثيين على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية، وذلك بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب في اليمن.
وكانت الرياض قد جددت، الخميس، التأكيد على موقفها الثابت في دعم التوصّل لحلّ سياسي شامل للأزمة اليمنية، مؤكدة تطلعها إلى العمل مع إدارة الرئيس بايدن في سبيل التوصّل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
وقالت الفرنسية، من دون أن تأتي على ذكر إنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن بيان رسمي أن المملكة "تتطلع إلى العمل مع إدارة الرئيس بايدن في سبيل التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن".
وأكدت الرياض، في وقت لاحق على خطاب بايدن، استمرارها في تقديم الدعم السياسي والعسكري للشرعية في اليمن ضد الانقلابيين المدعومين من إيران، في تغريدة لنائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان.
وجدد دعم الرياض التوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن "وفق المرجعيات الثلاث".
وفي تغريدة بالإنكليزية على تويتر قال نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان "نرحّب بالتزام الرئيس بايدن المعلن بالعمل مع الأصدقاء والحلفاء لحل النزاعات، والتعامل مع الهجمات من إيران ووكلائها في المنطقة".